العدد 2478
الثلاثاء 28 يوليو 2015
banner
الفكر البناء في المجتمع أحمد مبارك سالم
أحمد مبارك سالم
وقفات
الثلاثاء 28 يوليو 2015

يمثل الفكر البناء في المجتمع بيئة خصبة لتحقيق الحيوية والتطوير في مختلف القطاعات والنطاقات التي يتم من خلالها توظيف هذا الفكر لتترجم الأفكار إلى واقع تتحقق من خلال معطياته بناء منظومة التنمية المستدامة، فكم من أفكار بقيت حبيسة التنظير ولم تجد لها طريقاً لترى النور ويستفيد منها المجتمع المحلي والإقليمي والعالمي.
ومن أجل ذلك فإن استقراء الأفكار البناءة في المجتمع ومتابعتها والاهتمام بأصحاب هذه الأفكار وبناء وجدانهم ونطاقات إبداعاتهم يسلتزم إنشاء مراكز لاستقطاب هذه الأفكار وتطبيقها وفق بعدها الذي تتحقق منه الاستفادة للمجتمع، والذي منه البعد الاستثماري الذي من شأنه أن يفيد المجتمع على المدى القصير والبعيد.
وفي المجتمعات العربية أو التي يتم تصنيفها ضمن نطاق العالم الثالث أو النامي نكاد نفقد تلك البيئة الخصبة التي يتحقق من خلالها نطاق معتبر لتبني الأفكار الخصبة التي قد تفيد المجتمع في مختلف القطاعات، بل إن روح الانهزامية في تقبل الأفكار البناءة تشيع في أوساط أولياء الأمور الذين يفتقدون ثقافة الدعم والتشجيع لأية أفكار بناءة قد تفيد المجتمع بصورة أو بأخرى.
إن الأفكار البناءة هي تلك الأفكار التي يسعى الأفراد من خلالها إلى تغيير واقع سائد، أو سلوك يحتاج إلى تعديل، أو بلورة نطاق لا تتحقق من خلال تفاعله إفادة المجتمع بالصورة المطلوبة مقارنة بما هو سائد في المجتمعات الإنسانية الأخرى، حيث يعبر الفكر البناء بذلك عن الإبداع الذي قد يصل إلى حد الجنون في دعوته إلى التغيير في المجتمع ضمن نطاق ما، وفي بلورته لمحطات يتجاوز بها المجتمع حالة السكون التي يعيشها على المدى القريب وعلى المدى البعيد.
وحتى يتحقق لدى المجتمع من خلال هيئاته الرسمية والأهلية الدعم الحقيقي والجاد للفكر البناء في المجتمع، فلابد من دعم الشباب بمختلف فئاتهم من أجل تحقيق سمة الطموح في الرغبة في إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع، وهذا من دون شك يستلزم تغييراً في أدوات صناعة التغيير ممثلة بالمناهج التعليمية ومن يعمل على تدريسها للطلاب، فالتغيير يبدأ من الجيل القادم حتى يكون له تأثره الجاد والمثمر، وذلك بدلاً مما يعاني منه الجيل الناشئ في جانب منه من تفاهة في التفكير وضعف لاستثمار القدرات العقلية للإبداع والتجديد حتى يكون لبنة إيجابية في المجتمع.
إنها منظومة كاملة ينبغي أن تستوعب ببعدها الاستراتيجي القطاعات الرسمية والقطاعات الأهلية لتحقيق الدعم القوي للفكر البناء في المجتمع، وذلك حتى تدور كالترس الذي تتكامل أسنانه بتماسكها حتى يتحقق ذلك الدوران الذي يحقق نهضة المجتمع المنشودة بالأمل بما يحققه الجيل الراهن والأجيال القادمة من إنجازات وإبداعات.
ومن أجل ذلك فلابد أن يرتبط ضمن هذا النطاق القول بالعمل، والتنظير بالتطبيق وفق آليات يتحقق من خلالها تحقيق المكتسبات التي يتم رصدها وفق مؤشرات تتحقق التراكمية ضمن نطاقها بصورة تتبلور من خلالها الرؤية المستهدفة ضمن نطاق مشروع دعم منظومة الفكر البناء في المجتمع، مما يستلزم إشاعة ثقافة استيعاب الفكر بالتفكير الإيجابي ومحاربة أية مبادرة لتتفيه العقول وشغلها عن دورها في بناء المجتمع وتنميته إيمانا بالمسؤولية المجتمعية التي ينبغي غرسها في وجدان الشباب وهم في مرحلة التأسيس في بناء الأفكار.

زبدة القول
متى تولدت القناعات وتبلورت الأفكار وانطلق السلوك ليدخل حيز التنفيذ فإن المجتمع سيبدأ في بناء منظومة متكاملة للأفكار البناءة والإبداع في أوساطه ضمن مختلف القطاعات، زاده في ذلك عزيمة وإصرار تدعمها القيادة السياسية والنخب الفكرية في المجتمع كي يحقق الجيل القادم ما عجزت عن تحقيقه تلكم الأجيال التي لم تجد نطاقاً لبلورة أفكارها البناءة وفق بعد استراتيجي مستدام ومدروس.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية