العدد 2331
الثلاثاء 03 مارس 2015
banner
قمة الرياض والتحديات القادمة أحمد مبارك سالم
أحمد مبارك سالم
وقفات
الثلاثاء 03 مارس 2015

في ظل التحديات المتصاعدة التي تشهدها العديد من بلدان الشرق الأوسط، وذلك في ظل قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام المسماة بـ “داعش” وتهديدها للدول المجاورة، وسيطرة الحوثيين على العاصمة السابقة لليمن صنعاء، وحالة الفوضى التي تشهدها الأراضي الليبية في هذه الأيام بصورة متصاعدة، والتي تمثل ثمرة لحالة الفوضى التي عمت أرجاء ليبيا منذ إسقاط معمر القذافي، وأخيراً ما يجري في الأراضي المصرية وبالتحديد في سيناء من فوضى وأعمال إرهابية، في ظل جميع ذلك من الضرورة بمكان إعادة حسابات أمنية كثيرة، وتكثيف جهود إسلامية وعربية مشتركة في العديد من المجالات لإعادة بلورة القوة العربية للدفاع عن المقدرات في ظل ما تقوم به الدول العظمى من مساعٍ حثيثة لتقويض الأمن في الدول العربية.
ماذا جنينا من الربيع العربي غير القتل والتشريد للأرواح والتخريب والتدمير للممتلكات والمنشآت؟ وهل تحقق للشعوب في مختلف البلدان التي شهدت ثورات عربية ما تأمل وترجو من خلاله تحقيق حريتها المنشودة؟ وهل ينتظر المجتمعات العربية في المستقبل القريب أو البعيد ما ينذر بتغييرات إيجابية من شأنها أن تسهم في تحقيق ما تصبو إليه هذه المجتمعات؟
أسئلة كثيرة نطرحها علنا وبصوت مرتفع علنا نجد عليها الإجابة ممن غدر بوطنه واستجاب لنداء من طلبوا منه تدمير مقدراته وبنيته التحتية، وما نأمله في ظل هذه الظروف لا يتمثل البتة بالبكاء على الأطلال، وما نطالب به قادة الأمة الإسلامية يتمثل بإعادة تحوير الكثير من الملفات العالقة والمختلف حولها؛ وذلك نظراً لكونها قد باتت تهدد الأمة العربية والإسلامية في مقتل، وما أعنيه في ذلك أن يكون هناك توحيد أكبر للرؤى والتطلعات التي ينبغي أن تنعكس كمبررات من شأنها أن تؤثر في حلحلة الكثير من التخبطات السائدة في المنطقة، والتي أصابت المجتمعات العربية بنكبات أثرت على مقدراتهم وأوضاعهم لتجعلها على خلاف ما يريدون أسوأ من ذي قبل.
إن الإشكالية التي يعاني في ظلها العالم العربي والإسلامي تتمثل في اختلاف القادة الكبار وتأجج الصراعات والخلافات بينهم على كثير من الملفات العالقة، ما أثر على مستوى تمثيلهم وفق رؤية واحدة لمجابهة التحديات التي عصفت بالعالم العربي منذ العام 2011م، الأمر الذي يستلزم إعادة هيكلة لكثير من السياسات التي ما عادت تجدي في ظل التحديات السائدة وارتفاع وتيرة تأثيرها السلبي على مستقبل الشعوب العربية، مما يستلزم التبني لجهود مكثفة من القادة لبلورة رؤى مشتركة أكثر تناغماً من ذي قبل.
ومما يبدو في الأفق أن الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ستعمل على تبني سياسة أكثر مرونة تستحث من خلالها الخطى لبلورة التبني لآليات أكثر مرونة وتأثيراً على مجريات الأمور، وذلك بحيث تعود الأمور إلى نصابها لمواجهة مختلف التحديات التي باتت تتصاعد بصورة متسارعة، خصوصا تلك التحديات التي تتعلق بالدفاع المشترك والأمن الداخلي للدول.

زبدة القول
إن اجتماع دول بثقل الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والشقيقة جمهورية مصر العربية وتركيا بالإضافة إلى دولة قطر الشقيقة يأتي تزامنا مع ارتفاع حدة وتيرة التحديات السائدة في المنطقة، ونتأمل من القمة توحيداً للتوجهات العربية والإسلامية في سبيل تجاوز التداعيات والتحولات التي تشهدها المنطقة، والمولى تعالى هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .