العدد 2297
الأربعاء 28 يناير 2015
banner
وقفات
الأربعاء 28 يناير 2015

لم يكن الخبر الذي وقع علينا فأبكى وجداننا بالسهل في يوم الجمعة الفائت، فهو خبر وفاة لقائد فذ رفع من قدر شعبه وأمته، وكان يعبر بمصداقية وصدق ملفت للنظر عن قوته إزاء مختلف المواقف التي عاصرها طيلة فترة حكمه.
نقولها بملء القلب، لقد حزنا لفراقك وبكيناك يا حبيب الشعب بحرقة، فأنت قلب الأمة العربية وذروة سنام الأمة الإسلامية وملك الإنسانية، رحلت عنا وتركت في فترة حكمك التي لا تتجاوز عقداً من الآثار التي لا يتسع المجال لذكرها فضلاً عن حصرها.
عرضت إحدى القنوات خلال الأيام الفائتات توثيقاً لحياة هذا الزعيم وما تركه من آثار على مستوى الشعب الذي يحكمه وعلى المستوى الإقليمي وعلى مستوى العالم، ومما عرضت بأن هذا الرجل كان أمة ألقى على كاهله عبء أمته في مشارق الأرض ومغاربها، كيف لا وهو حاكم بلاد الحرمين وخادمهما، ولم يكن عهده إلا تطويراً وبناء للعلاقات الإسلامية في مواجهة مختلف التحديات.
إنه أحد أبناء الملك المؤسس والراحل عبدالعزيز آل سعود (طيب المولى تعالى ثراهمها)، وهو سادس من حكم المملكة العربية السعودية بعد أن كان ولياً للعهد لعدة سنوات، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي يكن له أهل البحرين الفضل كل الفضل، وبيننا وبينه من النسب ما عزز اللُحمة السعودية البحرينية، بالإضافة إلى تزاوج العديد من الأسر البحرينية مع الأسر السعودية وتداخلها في النسب، ولا ننسى عبارته الشهيرة إبان الأزمة التي اعتبر البحرين من خلالها “ابنته الصغيرة”.
لن ننسى مواقفك يا خادم الحرمين الشريفين وإنجازاتك لبناء مجد شعبك العظيم على المستوى التعليمي وعلى المستوى الاقتصادي وعلى المستوى الاجتماعي، ففي عهدك انكتبت رفعة أخرى للمملكة العربية السعودية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وفي آخر سنوات حكمك تكالبت التداعيات من كل حدب وصوب، فكنت كالجبل الشامخ الذي لم تكن مبادراته إلا وءداً للفتن التي اندلعت هنا وهناك، وكان من أبرز إنجازاتك التي تعبر عن كونك رجلاً بأمة يا خادم الحرمين أن دعوت للاتحاد الخليجي وحثثت القادة في مجلس التعاون على ضرورة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد تلبية لمواجهة تداعيات المستجدات هنا وهناك. آخر إنجازاتك كانت مساهمتك الجوهرية في إعادة اللُحمة الخليجية، فقد أبت نفسك العصماء رغم ما حل بكم من ألم المرض إلا أن تكون الرياض بضيافتكم محطة لالتقاء الإخوة من قادة دول مجلس التعاون حتى تسهم في استمرار انعقاد القمة الخليجية في الدوحة الشقيقة، وبالتالي إعادة العلاقات بين مصر وقطر، وحققت ذلك بفضل من ربك ونعمة.
إنجازات جلالتكم كثيرة لا يمكن استيعابها في سفر من الأسفار، ولكن ما نود أن نؤكد عليه في كل مقام ومقال أنكم أمة في رجل، حكمتم فكنتم رجل أمة بحق استوعبتم بهمكم مختلف الشعوب الإسلامية بما صنعتم من ريادة ورفعة للدور السعودي في خضم التحديات والمستجدات، فرحمكم المولى تعالى ورفع مقامكم إلى أعلى عليين... اللهم آمين.
زبدة القول
إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (طيب المولى ثراه) الذي لم تكن زعامته زعامة عادية، بل كانت زعامة استحقت أن توقف سجلات التاريخ عند وفاته لتسرد تلكم الأحداث إنجازاته واستحقاقاته، ولا نقول في هذا المقام إلا ما يرضي ربنا بالدعاء بالرحمة والمغفرة لملك الإنسانية، فنسأله تعالى أن يجعل المولى تعالى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خير خلف لخير سلف، وأن يحفظ قلب الأمة المملكة العربية السعودية لتستمر في ريادة دورها في خدمة الأمة والإنسانية... اللهم آمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية