العدد 2237
السبت 29 نوفمبر 2014
banner
الفصل التشريعي الجديد وتطلعات المواطنين أحمد مبارك سالم
أحمد مبارك سالم
وقفات
السبت 29 نوفمبر 2014

مع اقتراب انقشاع فجر مضى وبداية عهد جديد في تاريخ مملكة البحرين، ومع هذه التوليفة التي عبر شعب البحرين بإرادته عن اختيارها لتمثله في السلطة التشريعية، تشرق بدايات جديدة بالأمل لتقترن بتطلعات المواطنين بعد هذا المخاض الذي نتمنى من المولى عز وجل أن يكون مخاضاً تتحقق بعده ولادة البركة والخير على البلاد والعباد.
انتهت في مسيرة البحرين الديمقراطية ثلاثة فصول تشريعية، باستحقاقاتها وإخفاقاتها، وإيجابياتها وسلبياتها، وليس المهم في هذا المقام استحضار تفاصيل الماضي لإبراز الأنين والألم، ولكن المهم في هذا المقام استحضار تفاصيل ذلك لإدراك أبعاد الأمور وحقيقتها للبناء على ما حققه الجيل الماضي، وتجاوز المعضلات التي من الممكن أن تحول دون تحقيق المأمول والمرجو من هذا المجلس الجديد.
إنها تحديات تستوعبها القيادة الرشيدة ويستوعبها شعب البحرين الوفي، فنحن على أبواب مرحلة مفصلية إما أن نؤكد من خلالها رغبتنا الأكيدة في ربط جودة الوسيلة بجودة الغاية، وأعني بالوسيلة في ذلك المجلس المنتخب، وأعني بالغاية ما يتطلع له الناخبون، وإما أن تبقى قبة البرلمان مسرحاً للصراع الذي من شأنه أن يفوت على البلاد والعباد كل توافق من شأنه رفع الكثير من الملفات العالقة التي مازالت تؤرق المواطن البحريني.
مع اقتراب بداية الفصل التشريعي الرابع يحدونا الأمل – والأمل بالمولى تعالى أعلى وأجل – أن يقوم هذا المجلس القادم بتوظيف مختلف المعطيات والصلاحيات والظروف في سبيل تحقيق الخدمة للوطن والمواطن، مع استحضار الجدية وتوظيف الاستقراء الاستراتيجي حتى لا تكون جهود المجلس مبعثرة ذات اليمين وذات الشمال وغير مجدية ولا مؤثرة في الحراك البرلماني.
إن التشكيلة الجديدة التي سيتشكل منها المجلس القادم ينبغي أن تستوعب حقيقة مفادها أنه بعد صلاحها وفلاحها سيتحقق ضخ الدماء من جديد في عروق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، وأنه بعد غير ذلك – ونسأله تعالى ألا يخيب رجاءنا فيهم – سنعود إلى نقطة الصفر الأولى، ولا شك أن جلالة الملك عندما دشن هذا المشروع استهدف من خلاله النهوض بنطاقات الحرية في المجتمع ليتحقق الإبداع والتميز فيه، إلا أن ذلك ومن دون شك يبقى مربوطاً في جملته وتفصيله بتضافر الجهود المخلصة في سبيل تحقيق الأهداف وربطها بالتطلعات الشعبية لدى المواطنين، وعدم ربط الأمل بالإحباط حتى لا تتهشم بوادر تحقيق المتغيرات المنشودة في مختلف الملفات العالقة.
هناك تكتلات كثيرة ومستقلون يمثلون توجهات مختلفة، فقد ارتفعت وتيرة الحراك الديمقراطي في هذا الفصل الانتخابي، وكثر المرشحون بصورة حيرت الناخبين بالنسبة لاختيار المرشح الأكثر ملاءمة لاحتياجاتهم، وذلك من حيث التواصل مع الناخبين ومن حيث فهمهم لدورهم في المجلس والمتمثل بالملاءمة في التشريع والرقابة من خلال توظيف الأدوات الرقابية الممنوحة وفقاً للدستور والقانون للتحقيق في التجاوزات التي تقع.
وبالنظر إلى حالة الإحباط التي سادت طيلة السنوات المنصرمة، فلابد من النظر بعين الاعتبار إلى ما تحقق خلالها وإن كان دون المستوى الذي يحقق الطموحات، ولا شك أن ذلك يمثل تجربة خصبة ينبغي على الأعضاء الجدد استقراؤها وتجاوز سلبياتها للعمل بعد ذلك على تبني خطة مشتركة تتوحد من خلالها جهود السادة الأعضاء ليكون المجلس أكثر فعالية وقدرة على تلبية تطلعات المواطنين، مع الانشغال في ذلك بالقضايا الوطنية بعيداً عن المهاترات السياسية والانشغال بالمصالح الذاتية عن مصالح الناخبين، ويبقى المحور في عمل هذا المجلس حتى ينجح ويحقق المأمول والمرجو متمثلاً في ربط البرامج الانتخابية ببرنامج عمل جاد تتحقق من خلاله الآمال والتطلعات، ونسأله تعالى التوفيق والتسديد لما فيه خير البلاد والعباد... اللهم آمين.
زبدة القول
تضع المرحلة القادمة أمامنا تحديات جمة ينبغي علينا تجاوزها، وتقع المسؤولية الرئيسة في ذلك على النواب تحت قبة البرلمان بما تمثله الجدية في مناقشة مختلف ملفات المواطنين وتنسيق الجهود فيما بينهم في سبيل استثمار صلاحياتهم بما من شأنه أن يخدم مصلحة الناخبين، ويبقى الأمل بالإيجابية موجوداً ولا شيء غير ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية