العدد 2233
الثلاثاء 25 نوفمبر 2014
banner
رحلــة التغييــر فــي حيـــاة المـتـرشحيـــن أحمد مبارك سالم
أحمد مبارك سالم
وقفات
الثلاثاء 25 نوفمبر 2014

تمثل رحلة التغيير في حياة الإنسان محطة مهمة نحو إعادة ترميم ما خلفه الماضي، والإنسان الناجح هو ذلك الإنسان الذي يستطيع بكل جدارة مراجعة نفسه ووضع خطة لبناء مستقبله في الأجل القريب والبعيد، فما أفلح من وضع الحبل على القارب بعيداً عن أية خطة يستهدف من خلالها تغيير ذاته وإعادة بناء أركانه، ولا شك أن رحلة التغيير التي يستهدف تحقيقها الإنسان الصالح في كل يوم ترتبط ببعد يعكسه واقعه الذي يعيش تفاصيله في اليوم والليلة، ولا شك أن بلورته لتصور يطور من خلاله ذاته وقدراته تستلزم منه عزيمة جادة ورؤية واسعة الأفق تستهدف خدمة المجتمع والارتقاء به.
إذا كان هذا الشعور يرتبط بأي إنسان أياً كان ممن يعيش على ظهر البسيطة، فإن من المعنيين به بصورة مركزة أولئك الذين حالفهم الحظ وفازوا بالمقاعد البرلمانية والبلدية ليتصدروا أسمى مقامات التمثيل والخدمة لأهل مملكة البحرين، بعيداً عن المصالح الشخصية والفئوية والطائفية، وبمنأى عن مراعاة الاعتبارات الخاصة، وربطاً للقول بالعمل، والتزاماً بالبرنامج الانتخابي الذي كان يصدح به إبان الانتخابات.
إنك يا سعادة النائب ويا حضرة العضو في المجلس البلدي تحتاج إلى أن تحزم حقائبك حامداً مولاك على ما شرفك الله به لخدمة الناس، فخير الناس أنفعهم للناس، وما دمت قد عزمت على ترشيح نفسك وكتب لك الفوز بمقعد التمثيل، فإن عليك أن تستوعب معالم رحلة التغيير في حياة الإنسان عندما ينتقل من محطة نوعية إلى محطة نوعية أخرى.
أخي النائب ويا حضرة العضو البلدي، لا تكن كأولئك الذي كانوا طيلة الرحلة الانتخابية يردون على اتصالات ممثلي الدائرة لربط الليل بالنهار، وبمجرد أن ظفروا بالمقعد غيروا خطوط هواتفهم، فهذه خطوة سلبية ينبغي ألا تضمنها رحلة التغيير التي تتبناها، بل يجب عليك أن تجد في وضع برنامج عمل لتطبيق ما وعدت به ناخبيك طيلة الأيام الفائتات، وأن يكون زادك في ذلك الإخلاص للوطن من خلال خدمة المواطن بمصداقية وجدية، ومن يتبنى ذلك ينبغي أن يثبته على أرض الواقع طيلة السنوات التي سيقضيها ليس بتمثيله عن أهالي دائرته فحسب، بل بتمثيله لأهل البحرين كل بالنسبة للمجلس النيابي.
وفي رحلتك للتغيير أخي النائب وأخي عضو المجلس البلدي عليك أن تسعى لأن تكون لك بمصداقيتك بصمة تتمكن من خلالها من تغيير أوضاع معينة سادت حقبة من الزمن، فأنت إبان ترشيحك رفعت شعاراً يتضمن محاربة الفساد والسعي نحو تطوير أوضاع الناس، فلا تبع ضميرك لأولئك الذين يسعون لحرمان المواطن من أبسط حقوقه، وكن عقلانياً وحصيفاً في إدراك ما يحيط بك لتستثمر الأوضاع خير استثمار في سبيل تحقيق مقاصدك وغاياتك بأجود الوسائل، ومن خلال توظيف الصلاحيات الممنوحة لك توظيفاً إيجابياً مثمراً يستشعره أهالي دائرتك بصورة خاصة، وأهالي مملكة البحرين بصورة عامة، وعدم الانشغال بالمظهر عن الجوهر، فمنصبك لم يوصلك إليه مريدوك من أهالي الدائرة لتزيد وجاهة، بل منحوك إياه لتزيد وجاهتهم وتطور من نطاق خدمتهم بصورة قائمة على التخطيط المدروس والمؤثر بما تحدثه بصماتك الإيجابية في حياة الناس، وإن كان ذلك على حساب مصلحتك الخاصة؛ استشعاراً منك وإدراكاً لعظم نطاق المسؤوليات الذي يستوعبه منصبك، فلتدرك معالم التغيير في رحلتك القادمة وفقك المولى تعالى لمراد أهل البحرين منك... اللهم آمين.

زبدة القول
يمثل ما سبق رسائل ينبغي أن تستوعبها رحلة التغيير التي ستنعكس على حياة المرشح الذي فاز أو سيفوز بالترشيح في هذه الانتخابات لتمثل ناخبيه على المستوى البلدي والمستوى البرلماني، وهي اعتبارات ينبغي وضعها في الحسبان لتأكيد مصداقية العمل وجديته في خدمة الوطن والمواطن؛ ربطاً للقول الذي عكسته لوحات الناخبين ومطوياتهم، وبالفعل الذي ستعكسه جهودهم المباركة بعد فوزهم بالمقعد التمثيلي، ونسأل المولى تعالى السلامة للبلاد والعباد... اللهم آمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية