العدد 2230
السبت 22 نوفمبر 2014
banner
خليجنا العربي والأيام القادمة أحمد مبارك سالم
أحمد مبارك سالم
وقفات
السبت 22 نوفمبر 2014

أخيراً حسم الأمر في الأسبوع المنصرم وارتفع الخلاف بين دول مجلس التعاون العربية إلى حيث لا رجعة، وعادت قناديل النور تشعل دروب المضي قدماً نحو بناء اتحاد خليجي تعزيزاً للمبادرة الخليجية، ويكفي ما فات، ولنحزم حقائبنا نحو مزيد من توحيد الرؤى مع مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية الراهنة.
لقد قرر القادة في دول المجلس وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية عودة السفراء إلى الشقيقة قطر، وعادت بذلك المياه إلى مجاريها؛ حيث تأتي هذه الخطوة لتؤكد أن الأشقاء لا تمثل خلافاتهم إلا سحابة صيف لا محالة ستنقشع ويندثر ظلامها الدامس إلى حيث لا رجعة.
وإذا كان أهل البحرين في يوم الأحد من الأسبوع المنصرم قد آلمهم ما حل بالمنتخب البحريني في إخفاقه أمام المنتخب الشقيق السعودي في مباراة كرة القدم التي أقيمت في الرياض، فإن هذا القرار في رأيي كان مصدر فرح وإشعالا لبوادر الأمل من جديد لتأكيد زيادة الالتحام بين دول المجلس، حيث تمثلت الريادة في ذلك للقيادة الحكيمة للمملكة العربية السعودية التي قادت هذا الحراك الخليجي ليصد الأمواج العاتية لمرارة الخلاف وتداعياته.
إن هذا الاتفاق – كما ورد في البيان الصادر - يأتي لترسيخ روح التعاون الصادق والتأكيد على المصير المشترك، وما يتطلع إليه أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من لُحمةٍ متينةٍ وتقارب وثيق، حيث تم التوصل إلى اتفاق الرياض التكميلي دعماً لوحدة دول المجلس ومصالحها ومستقبل شعوبها، وإيذاناً بفتح صفحة جديدة لتكون بإذن المولى تعالى مرتكزاً قوياً لدفع مسيرة العمل المشترك والانطلاق بها نحو كيان خليجي قوي ومتماسك، خصوصا في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتتطلب مضاعفة الجهود والتكاتف لحماية الأمن والاستقرار فيها.
ولعل ما يلفت النظر في هذا البيان التأكيد على أنه يأتي تلبية لتحقيق تماسك الكيان الخليجي في ظل الظروف المتصاعدة إقليمياً، فمنطقة الشرق الأوسط اليوم أصبحت على صفيح ساخن ينبغي مواجهة ظروفه وتداعياته بالتماسك وتوحيد الرؤى، وما لم يتم تقريب وجهات النظر بين الأشقاء الخليجيين، فإن تشرذمهم سيحول دون تجاوز الكثير من الملفات.
إن عودة المياه إلى مجاريها تمثل خطوة ينبغي أن تتبعها خطوات، فتحقيق ذلك وتقرير انعقاد القمة الخليجية في العاصمة الدوحة يبقى هو بداية الإنجاز نحو تحقيق آليات تتحقق من خلالها قوة في اللُحمة الخليجية، وذلك بما من شأنه ضمان تجاوز أية معضلات قد تهدد الجسم الخليجي في تماسكه في المستقبل، ووفق آليات من شأنها خلق فرص للتقارب الذي يحول دون تفاقم الأمور ووصولها إلى مالا تحمد عقباه.
إن ما تتطلع إليه هذه الشعوب في القريب العاجل يتمثل بتهيئة الظروف نحو بناء الاتحاد الخليجي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قبل قرابة العامين، وساندته القطاعات الأهلية في دول المجلس حتى أصبح مطلباً شعبياً ملحاً نتطلع نحن في القريب العاجل لأن يرى النور ويتحقق على أرض الواقع، وأن يرتسم بصورة ومضمون يرتبط بتطلعات ما نطمح إليه ليكون على غرار الاتحادات القوية القائمة عالمياً، ولتكون دول مجلس التعاون من خلاله قادرة على إبراز وجودها بصورة أكبر – إقليمياً وعالمياً -، فنسأله تعالى التوفيق لخليجنا العربي نحو غد مشرق يكون فيه كيانه أكثر تماسكاً وتلاحماً... اللهم آمين.

زبدة القول
إن خبر عودة المياه إلى مجاريها بين الأشقاء الخليجيين خبر يثلج الصدر ويبعث في النفس الطمأنينة، ولكن ما يهم أكثر من ذلك أن تكون القمة الخليجية القادمة في الدوحة، وانطلاقاً من هذا الصلح المجيد محطة لتحقيق نقلة نوعية لبناء منظومة التكامل الخليجي وتطويرها من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية