العدد 2146
السبت 30 أغسطس 2014
banner
غزة وإعادة هيبة الفلسطينيين أحمد مبارك سالم
أحمد مبارك سالم
وقفات
السبت 30 أغسطس 2014

بعد مرور خمسين يوماً على قصف العدوان الإسرائيلي قطاع غزة بذريعة مقتل الشبان الإسرائيليين الثلاثة، ها هي مصر تعلن بداية هدنة سيتوقف من خلالها القتال بين العدو الصهيوني والفصائل الفلسطينية، على أن يتم التفاوض على مراحل متتالية حول مختلف ما يرتبط بالملفات العالقة بين حركة حماس التي تحكم غزة وبين العدو الصهيوني الذي قصف الأبرياء في القطاع وفاق عدد الضحايا الألفي شهيد.
مرت هذه الخمسين بعد أن بدأت في شهر رمضان والكل يتألم ويبكي دموع الألم حسرة على ما يجري في قطاع غزة من حصار وتشريد وتقتيل في الجو والبر والبحر، إلا أن ما يفرح القلب هذه المرة أن وقف القتال لم يعد رهن إشارة دولة إسرائيل المزعومة، فهي اليوم مضطرة ومجبرة رغم عتادها العسكري الضخم على التفاوض مع الفصائل الفلسطينية؛ فأطفال الحجارة الذين كانوا يقاومون العدو بحجارتهم تغيرت أوضاعهم، وكتائب عز الدين القسام لم تعد تلك الكتائب التي يغتال قادتها بين الفينة والأخرى، ويتلاعب بها العدو الإسرائيلي أيما تلاعب.
إن فلسطين بشعبها المبارك لم تعد دولة مستضعفة أمام كيان إسرائيل الضخم الذي تدعمه الولايات المتحدة والقوى الغربية، بل أصبح شعبها القوي بإرادته صاحب كلمة في تسيير الأمور، فهو اليوم أجبر العدو الصهيوني وانتصر عليه بإعلان هدنة دائمة لوقف إطلاق النار وفتح المعابر، وأصبح ما يبدو في عين العدو الجبان يتمثل بحالة استغراب من القوة التي وصلت لها الكتائب المقاتلة هناك رغم الحصار على قطاع غزة في البر والبحر والجو، ولكنها قدرة المولى تعالى التي يكتبها لعباده المناضلين نصرة للحق، فقد جعل تعالى من بين أيدي العدو الصهيوني سداً، ومن خلفهم سداً، فأغشاهم فهم لا يبصرون، كيف تطورت الترسانة العسكرية للفصائل الفسلطينية خلال فترة وجيزة رغم الحصار الجائر الذي تفرضه على القطاع.
لقد تغيرت الحسابات، وتبدلت المعادلات، فدولة إسرائيل المزعومة اليوم تضع ألف حساب لأولئك الرجال المرابطين في قطاع غزة، والذين فقهوا كيف تكون نهاية العدو الصهيوني الذي لا تنفع معه المفاوضات، ولا يمكن إحكام السيطرة عليه إلا بقوة السلاح، وهذا ما أكد عليه المتحدث باسم حركة حماس من أن الحركة تتجه إلى مزيد من التسليح في سبيل إرهاب العدو كي لا تسول له نفسه الاعتداء على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
أذكر قبل أكثر من عامين أنه جرى اعتداء من العدو الصهيوني على قطاع غزة م ولم يكن هناك من يتحدث عن وجود قوة رادعة للفصائل الفلسطينية أمام البطش الصهيوني، وإن كان هناك حديث عن إطلاق هذه الفصائل لصواريخ لم تكن تؤثر في الغالب الأعم في ضرب الأهداف الصهيونية على الأرض، أما اليوم فلم يعد لهذه الاعتبارات مكان، حيث تمتلك الفصائل الفلسطينية من الإمكانات والتدريب ما أرهبت به العدو الصهيويني وأجبرته على الهدنة رغماً عنه، والقادم سيكون أكثر تهديداً لأمن من يعيش على هذه الأرض المسلوبة من الصهاينة المعتدين.
إن ما تقوم به الفصائل الفلسطينية في إعلان القوة أداة للمواجهة مع الإسرائيليين يمثل عين الصواب، فأمثال هؤلاء - الذين جرى معهم التفاوض لعقود ممتدة - لا يمكن انتزاع الحق المسلوب منهم بهذا الأسلوب، بل لابد من مقارعة القوة بالقوة، ولابد من إعداد الترسانة اللازمة التي تجعل هذا العدو يعيد التفكير ألف مرة قبل أن تسول له نفسه ضرب الشعب الفلسطيني.

زبدة القول
لقد أعاد المرابطون من الفصائل الفلسطينية على حدود غزة في صدهم للعدوان الصهيويني الهيبة للفلسطينيين بل وللعرب والمسلمين أجمعين، فهم المرابطون اليوم على أكناف بيت المقدس، زادهم في ذلك الإيمان والتقوى والعمل الصالح، حيث أمدهم المولى تعالى بمدد من عنده فتغيرت بفضل عزيمتهم المرتبطة بالله حسابات الحرب في تلك البقعة الطاهرة عجل الله بتطهيرها من دنس اليهود... أللهم آمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية