تأبى إيران في كل مناسبة أو قضية، إلا أن تظهر الوجه الحقيقي لها في عدم احترام العهود أو الالتزام بقوانين حتى لو كانت هذه القوانين دولية، وتحكم مؤسسات هي جزء منها وعضو فيها كمنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة وغيرهما من المنظمات التي ترتكز على مبادئ وأسس لضمان استقامة العلاقات بين الدول، وأهمها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والاحترام المتبادل بين الدول. ولكن من المستحيل أن يعي النظام الإيراني هذه المبادئ أو يلتزم بها؛ لأن سياسته قائمة على التدخل في شؤون دول المنطقة، ليس من أجل الإصلاح والتعاون أو غيرها من الوجوه الإيجابية في العلاقات بين الدول، وإنما من أجل الإفساد ونشر الشر في كل بقعة تصل إليها مباشرة أو ينتشر بها أتباعها والموالون لها الذين يأتمرون بأوامرها.
إيران التي تحتل مراتب متقدمة بين دول العالم في سلسلة لا بأس بها من القوائم “المخزية”، ومن بينها ما يتعلق بالقمع والعنف والإعدامات وانعدام الحريات وغيرها، لا تجد غضاضة في أن تنصب نفسها نصيرة لقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها من المفاهيم التي لا تعرف عنها ولم تمارسها يومًا، ولكونها تجهل بها فإنها تنكشف بسهولة وتنزلق في سلوكيات همجية وممارسات فوضوية تظهر مع تصريحات مسؤوليها وعسكريها التي تطلق تهديدات هنا وهناك، لا لشيء إلا لتوجيه رسالة رمزية لاتباعها بأن هناك دولة راعية لهم، رغم أن الجميع بات يعرف مدى الوهن والضعف الذي تعاني منه هذه الدولة على كافة الصعد والمجالات بما لا يجعلها قادرة حتى على حماية اقتصادها من الضعف الشديد ولا شعبها الصديق من البؤس ولا قادتها من القتل سواء في سوريا أو في غيرها.
إن دولة بكل هذا الحجم من العداء للخير وبكل هذا اللهاث لأجل ايذاء الغير، لابد للأمم المتحدة ان تكون لها وقفة حازمة ورادعة لهذا النظام وإجباره على الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية، ومن ثم بنواميس الأخلاق والقيم الإنسانية.