العدد 2334
الجمعة 06 مارس 2015
banner
“النووي الإيراني” على الأبواب.. فمـــاذا نحـــن فاعلــــون؟ كلمة البلاد
كلمة البلاد
الجمعة 06 مارس 2015


وسط تطمينات واهية وتحركات مسرعة ومخاطر محدقة تعيش منطقة الخليج العربي هذه الأيام في كابوس حقيقي يتمثل في قرب الإعلان عن دولة نووية إيرانية والتعامل معها، في ظل وجود مؤشرات كثيرة تدفع باتجاه التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني بين طهران والقوى الكبرى، أو ما يعرف بمجموعة (5+1) وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
التطمينات الواهية صادرة بالأساس عن الجانب الأميركي وتحديدًا عن وزير الخارجية جون كيري الذي يبعث لدول الخليج بإشارات متناقضة ورسائل متباينة عله ينجح في إزالة ما لديها من مخاوف حقيقية ومشروعة، فتارة يؤكد وجود فجوات كبيرة وخيارات مهمة تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، بعد اختتام 3 أيام من المفاوضات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وتارة أخرى يقول إنه “لن ينصرف عن المحادثات نتيجة أي عوامل أو سياسات خارجية.
لقد أشبعتنا واشنطن تصريحات وتطمينات في ملفات كثيرة وقضايا خطيرة، وتبين لنا أنها مجرد تصريحات للتخدير والمماطلة والمراوغة لحين تحقيق ما تسعى إليه واشنطن، إلا أننا يمكن أن نستشف ونستخلص من هذه التطمينات الكثيرة وهذا الحرص الأميركي على إشعار الجانب الخليجي بالدفء، مؤشرًا مهمًا على أن نيران النووي الإيراني تقترب بقوة من المنطقة.
والمؤشر الآخر مهم يدفع باتجاه القول بقرب التوصل لاتفاق نووي بين إيران والغرب، وهو خطاب رئيس وزراء العدو الصهيوني “بنيامين نتانياهو” أمام الكونجرس الأميركي مؤخرًا، الذي قال فيه إنه لا يريد اتفاقاً يسمح لإيران بإنتاج أسلحة نووية، ويبدو أننا الآن بصدد المشهد الأخير من مسلسل بين إيران والمجموعة الدولية حول القضية النووية، وبالتأكيد سيكون مشهد النهاية صادمًا للدول الخليجية، لأنها ستكون على موعد مع دولة “جارة” نووية ستزداد قوة إلى قوتها الحالية وعنجهية إلى عنجهيتها الراهنة، وهو ما سيفتح شهية الدولة الإيرانية نحو مزيد من التغلغل والتدخل في شؤون الدول الخليجية والعربية، والاستمرار بل وتطوير الدور التخريبي الذي تقوم به سواء عبر تدخلاتها المباشرة أو عبر وكلائها وأتباعها وأذرعها من أشخاص وجماعات وأحزاب يلعبون دور سفراء للنوايا الإيرانية السيئة ووزراء خارجية لتلك الدولة الإيرانية ومدافعين عن أمنها وسلامتها ومنفذين لسياستها ويمثلون أدوات طيعة في يد الجمهورية الإسلامية.
مؤنس المردي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية