العدد 2551
الجمعة 09 أكتوبر 2015
banner
إيران وسوابق حقدها على السعودية د.عمران الكبيسي
د.عمران الكبيسي
الجمعة 09 أكتوبر 2015

 منذ عام 1979، عام ما يسمى بالثورة الإسلامية وحكام طهران يبحثون عن مثلبة يرمون بها العرب ولاسيما المملكة العربية السعودية التي تحظى باحترام المسلمين، لاعتبارات تقلق الإيرانيين وتثير في نفوسهم نزعة الحسد والحقد والكراهية لحاجة في أنفسهم لا يستطيعون البوح بها.
  ففي السعودية بيت الله الحرام ومثوى رسوله الكريم وصحبه الأبرار، فلا تجد مسلما إلا وفي قلبه مكانة خاصة للسعودية فهو يتوجه إليها بقلبه وعقله مستقبلا الكعبة المشرفة للصلاة على الأقل خمس مرات يوميا، ويتطلع المسلمون دائما بأنظارهم إليها، ويتوقون لزيارتها ويحلمون بالحج والعمرة، ولو سألت أي حاج أو معتمر أين وجدت السكينة وشعرت بالأمان والاطمئنان، أو أين تود أن تموت وتدفن لأجاب في الديار المقدسة التي باركها الله مكة والمدينة المنورة، وهذا ما كنت اسمعه من والدي رحمه الله، هذا الحب وهذا الولاء للسعودية يثير حفيظة الإيرانيين ويوغر قلوبهم، وهو احد أسباب فشل شعارهم في تصدير الثورة، فمن تكون بلاد فارس قياسا بالديار المقدسة؟ ولذلك نجدهم يبحثون عن الفرص الضائعة ويتربصون للحط من شأن السعودية، ويشعرون أنها الشوكة في عيونهم، فيبادرون بالإساءة إليها حكومة وشعبا وأرضا ولا نقول لهم إلا “موتوا بغيضكم”.
وسؤال يطرح نفسه لماذا تدس إيران دائما وأبدا عملاءها بين الحجيج لارتكاب ما لا يحمد عقباه، وتبتدع الذرائع والحجج، لجرائمها؟ وفي السجلات لها سوابق وتاريخ اسود في تعكير صفو أمن الحجاج، لتتخذ من الأحداث وسيلة لنزع شرف سدانة البيت من العرب وتقحم نفسها لتنشر أصابع الفتنة بين المسلمين، ودعوتهم لتأميم الحج مسمومة يعرفها القاصي والداني، تقلب إيران أوراقها كلما تذكرت مواجعها  فتثير العجاجة ثم لا تلبث أن تخمد حين لا تحظى بنصيب من القبول، ولن يحصدوا منها إلا الخيبة والخسران.
نتذكر ونُذكر بسوابق الحقد الفارسي فالذكرى تنفع المؤمنين، في موسم الحج عام 1986 فتش رجال الجمارك السعوديون عفش طائرة حجاج إيرانية فوجدوا بقواعد حقائبهم مواد شديدة الانفجار اعترفوا أنهم كانوا ينوون تفجيرها بمكة المكرمة فتمت محاكمتهم ونالوا جزاءهم غير مأسوف عليهم.
 وفي يوم الجمعة السادس من ذي الحجة عام 1987 تسبب الحجاج الإيرانيون بإثارة أعمال الشغب والفوضى بين الحجيج ووضعوا الحواجز في طرق المشاعر ومنعوا مرور الحجاج وأحرقوا الدراجات والسيارات واعتدوا على الشرطة السعودية وباءت كل محاولات تهدئتهم بالفشل، وحاولوا الاتجاه إلى الحرم المكي فتدخلت قوات الأمن لإيقافهم فشهروا سيوفهم وخناجرهم وعصيهم وباشروا العدوان وانتشرت أعمال العنف فسقط فيها 1052 قتيلا وجريحا غالبيتهم من الإيرانيين ورجال الأمن السعودي.
 جريمة هزت العالم الإسلامي لبشاعتها.
والحمد لله وثقت وسائل الإعلام أحداث الشغب وما رافقها من العنف بالصوت والصورة، فظهر الحق وزهق البطال، وفجع الحجاج بتصرفات الإيرانيين المتعمدة ليجأروا بذريعتها ظلما بعدم تمكن السعودية من إدارة موسم الحج بحيادية.
 وكيف أعرب وقتها زعماء العالم الإسلامي وشعوبه ورؤساء بعثات الحجيج لخادم الحرمين الشريفين عن استيائهم واستنكارهم لما حصل وأدانوا خروج الحجاج الإيرانيين عن المألوف من العبادة الخالصة لوجه الله إلى أعمال العنف وتعكير صفو الحجيج وتعريضهم للخطر ووثقوا ثقتهم بقدرة المملكة على خدمة حجيج البيت الحرام.  
وفي عام 1989 قبض الأمن السعودي على خلية لحزب الله تدعى “السائرون على خط الإمام” بينهم سعودي من الإحساء ومعهم متفجرات أعدها لهم مسؤول سفارة إيران في احدى الدول فجروا قسما منها بجوار الحرم وقتل فيها حجاج أبرياء قبل إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم لينالوا جزاءهم.
 وفي عام 1990 ارتكب مجرمون من حزب الله جريمة وحشية تقشعر لها الأبدان بإطلاق غاز  سام في نفق المعيصم فسقط آلاف القتلى والجرحى، وللإيرانيين في كل موسم حدث يتباكون فيه ويرددون اسطوانتهم المشروخة، ليتخذوا من الأمر ذريعة منكرة لمهاجمة السعودية والترويج المفضوح بجعل موسم الحج تحت إشراف أممي  بلا حياء ولا خجل ولا وجل من الله.
ونحفظ من تلك الأحداث حتى يومنا تفاصيل تحتاج إلى مقالات وليس مقالة واحدة. فيا ويلهم من الله! أي دين وأية دولة إسلامية تبرر لنفسها ارتكاب الفظائع البشعة.
حكام طهران في مواسم الحج يتصيدون بالماء العكر ذريعة لترويج مفضوح يجعل موسم الحج بإشراف أممي بلا حياء ولا خجل ولا وجل من الله. ليسلبوا العرب شرف سدانة البيت ويغفلون الحديث الشريف  أَحِبّ الْعَرَبَ لِثَلاثٍ: لأَنِّي عَرَبِيٌّ، وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ، وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِي” ونحن لا نؤاخذ الشعب الإيراني بما فعل حكامه السفهاء، مذكرين بفضل العرب الذين خصهم الله بخدمة بيته وضيوفه، ونسترجع تاريخ الفرس ودسائسهم وسوابقهم وسوء النوايا والأهداف، فأي بلد يمكن أن يقدم لبيت الله وضيوف الرحمن ما تقدمه المملكة من الرعاية والعناية؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .