العدد 2457
الثلاثاء 07 يوليو 2015
banner
رسالة مفتوحة إلى وزير خارجية العراق د.عمران الكبيسي
د.عمران الكبيسي
الثلاثاء 07 يوليو 2015

معالي الوزير أخاطبك بصفتي مسلما عربيا عراقيا ولد ونشأ وتربى على كتاب الله وسنة نبيه، وأحفظ منذ صغري قوله تعالى: “إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ”، فنحن أمة واحدة اجتمعت على حب كل ما هو عربي تيمما بكتاب الله، “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”، وعليه من حق أي عربي التحدث بشأن أمته ووطنه الأكبر، لا فرق بين عراقي وبحريني ومصري وسعودي فنحن إخوة بحكم قوله تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ * وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”، أنت تدخلت بالشأن البحريني وأعربت عن رأيك بقرار القضاء بسجن علي سلمان أربع سنوات – فقط لا إعدام ولا مؤبد - وأتمنى أن يعرب كل العرب ولاسيما المسؤولون ممن يتولون المسؤوليات كمعاليك عن آرائهم وينصحون بعضهم بعضا بحرية وشفافية، بشرط واحد يسير، ألا يحل لك ما لا يحل لغيرك، وأن لا يعد ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية، وإنما من منطلق أننا أمة وأمننا القومي واحد يجب أن نتناصح حتى لو تدخل أحدنا في شأن الآخر.
معالي الوزير أنت زرت الخليج وعبرت عن رأيك في الحشد الشعبي ومناقبه وخالفت الجميع ولم يعترض عليك أحد، فهل كان يرضيك لو اعترض وزير خارجية إحدى الدول: ان الحشد الشعبي مليشيات إرهابية تقتل وتحرق وتغتصب وتسرق وتختطف وتعذب ويجب أن يحل كما يعتقد، ستكون سعيدا أم تعد اعتراضه تدخلا في الشؤون الداخلية؟ وماذا ستقول لو رد عليك احدهم ان الحكم بإعدام طارق الهاشمي والنائب الدايني وعشرات غيرهم سياسي ظالم دوافعه طائفية، ويجب إلغاؤه وإعادة الهاشمي لمنصبه ما عساك تقول؟ قل ما تشاء إلا التدخل في الشأن الداخلي، فلا يرضيك أن تنهى عنه وتأتي بمثله.
سعادة الوزير أنا ومئات آلاف العراقيين، أبا عن جد، نحمل أكثر من جواز سفر عراقي، حيث لدي فئة ك، وم، ون، وه، وس، وج، وهي غير مزورة - ونمتلك شهادات أحوال مدنية وشهادة الجنسية القديمة - يعني لسنا مجنسين بعد الاحتلال -، وليست لدينا جوازات سفر أجنبية كما كان يحمل غيرنا أيام زمان حينما كانوا لاجئين، ومع ذلك لا نستطيع تجديد جوازات سفرنا أو تمديدها وقد أوشكت على الانتهاء، ومحنتنا كبيرة أقسى من محنة علي سلمان وأنت المسؤول عنا، ونحن مغربين وأصحاب أسر وأعمال لا يحق لنا السفر كما نشاء ولن نتمكن من قبض رواتبنا إذا انتهت صلاحيات الجواز، ولنا أبناء وأحفاد لن يسمح لهم بدخول المدارس، أطفال لا يعرفون القاعدة ولا داعش ولا حزب البعث، وهم من أصلابنا ما اشتريناهم من إيران ولا تركيا، ومستعدين لتقديم كفيل لن يتآمروا على العراق العظيم.
معالي الوزير رغم مشاغلك لا نظن نسيت أنك زرت البحرين وجلسنا معا بدعوة من السفارة في فندق شيراتون بالمنامة وتحدثنا بصراحة وكان صدرك رحبا، وعشنا أمسية بأجواء عراقية، ووعدتنا خلال ثلاثة أشهر ان تحل المشكلة وعلى عهدتك كلمت وزير الداخلية وأنه سيرسل لجنة تحل مشاكلنا وقبل أسابيع أخبرتنا السفارة أن اللجنة ستأتي قريبا، وحصلت على فيز وقطعت التذاكر وفرحنا واحتفلنا ووفينا بالنذور، وخرجنا إلى المطار نستقبلها، وفوجئنا بخيبة الأمل وكالعادة “أواعدك بالوعد... وكأنك يا أبو زيد ما غزيت”، ومازلنا ننتظر ونقول وعد الحر دين.
سعادة الوزير، السفير يعتذر بحرقة وألم فهو يحس عن قرب بمعاناتنا، وأنه عاجز عن تمديد أو تجديد جوازاتنا - وهو صادق - ونفاجأ بأشخاص يتصلون بنا بعضهم من العراق، يقولون “إذا تردون جواز سفر ادفع دفتر دولارات ويوصلك بالبريد السريع “دي.إج،إل”. بالله عليك، يتحدى السفير والوزير ويفعل ما لا يستطيعان فعله، بإكرامية طبعا وليست رشوة ولا هم من المفسدين فقط يتحدون الروتين ويوفرون وقتا وجهدا على المواطن! نتمنى أن يوصل السيد السفير الرسالة لسعادتكم وأنت بأحسن حال وصدر يتسع للنقد، ونحن عراقيون وأحق برعاية الوزير من غيرنا، والله على ما نقول شهيد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية