العدد 2335
السبت 07 مارس 2015
banner
“العمر في سن الستين غير” عبدالعزيز الجودر
عبدالعزيز الجودر
صور مختصرة
السبت 07 مارس 2015



بما أن اليوم هو يوم إجازة رسمية لقطاع كبير من المواطنين الكرام والمتابعين الأعزاء فسوف نحاول قدر الإمكان تأجيل عرض ما اعتدنا تناوله عبر الزاوية من قضايا محلية بالرغم من أهمية طرحها إلا أننا كما قال الرسول الكريم “روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلّت عميت”.
العمر في سن الستين يعد محطة من المحطات التي يستطيع المرأ من خلالها أن يعيش حياة جميلة وسعيدة بعيدة عن المنغصات والقلق ويستمتع بها دون أن تراوده المخاوف والهواجس.
الإنسان إذا بلغ هذه المحطة من عمره يعتبر واحدا من أهم ركائز المجتمع الذي يعيش داخله إذ انه يسعى دوما لتماسك أفراده ويميل الى ترسيخ قيمه ومبادئه والمحافظة على هويته، ومن المعتاد أن تكون هذه المرحلة بالنسبة له هي فترة استقرار ونضج فكري ونفسي وأيضا عاطفي كونه مكتمل الخبرة والتجربة وبالتالي يقع على كاهله حسن التصرف والتدبير السليم واتخاذ القرار المناسب في شتى القضايا التي تعرض عليه أو الأخرى التي تواجهه هو شخصيا.
السواد الأعظم ممن بلغوا هذا السن من المواطنين إما أنهم متقاعدين أو أنهم على مشارف ذلك “والتقاعد يعتبر كاس الكل شاربه”.
لذا هناك متسع من الوقت كي يستثمره كل من دخل هذه المرحلة العمرية - كل حسب قدراته الذاتية وإمكاناته المادية وقوته الجسمانية ومستوياته الصحية.
الدكتور موسى الخطيب مؤلف كتاب “كيف تعيش حياتك بعد الستين” في ثنايا صفحاته يقول “الانسان لا يقاس بعمره، وهذا واقع طبي ونفسي وديني، طبيا عمر الانسان غير محدد، فهناك من يعيش للثلاثين وهناك من يصل عمره للمئة ويبقى بصحة جيدة يعني صاحب الستين يستطيع أن يكون في نصف عمره، لو اقتنع ان حياته انتهت سيضيع 60 سنة من حياته، أما نفسيا أظن انه لا يوجد اختلاف في أن العمر النفسي لا علاقة له بالسن وتلاحظ هذا في الواقع، هناك أطفال بعمر الزهور يملكون حكمة لشخص بعمر الاربعين، أما دينيا فنذكر بحديث الرسول الكريم “اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا”.
ونحن نسترسل في السياق ذاته نذكر ما يحضر له الأفراد في الدول الغربية فإن متعة الحياة لديهم تبدأ في سن الستين حيث التفرغ التام لمزاولة أية هواية لم يتمكن صاحبها في الاستمرارية فيها وذلك لعدة أسباب منها ارتباطه بالوظيفة أو انشغاله بتربية أبنائه ومتابعة تعليمهم “والدوخة والاذيّه” التي تحد من ذلك.
أو يقومون بإعداد برنامج سنوي يشتمل على حزمة من الرحلات الداخلية والسفر لخارج بلدانهم والاطلاع على عادات وثقافات وحضارات الدول الأخرى والتمتع والاسترخاء وأخذ قسط من الراحة والسكينة، أو غيرها من المشاغل الأخرى التي تعود بالنفع على صاحبها وتبعده عنه الرتابة والروتين اليومي والملل القاتل. فهل وصلت الرسالة للبعض منا؟ نأمل ذلك.
وعساكم عالقوة

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية