العدد 2202
السبت 25 أكتوبر 2014
banner
“محد يضحك في هالديره” عبدالعزيز الجودر
عبدالعزيز الجودر
صور مختصرة
السبت 25 أكتوبر 2014

بعيدا عن أجواء القيل والقال وعن “لغوة ومردويسة” الانتخابات النيابية والبلدية، وما يجري من أحداث تخريبية متفرقة في مناطق مختلفة في المملكة.
نود أن نعرج على موضوع أعتقد أن نسبة كبيرة من المواطنين تشعر بافتقاده وفي ذات الوقت تشتاق اليه وتتمنى عودته والاستمتاع به ألا وهو التفاعل مع الضحك النابع من القلب، نطرح هذا الموضوع كونه جانبا مهما في حياة الشعوب وذلك كي تنتعش النفوس المثقلة بالهموم والأمراض المختلفة.
في حين لا ننكر أن حياتنا اليومية عادة لا تخلو من المشاغل اليومية والضغوطات النفسية والمشاكل الشخصية والانشغال بالكثير من الأمور الحياتية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمعيشية.
بالرغم من كل تلك “الدعفسة” سنظل كبشر نحتاج بين الفينة والأخرى للترويح عن النفس وكما قال الرسول الكريم “روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب اذا كلت عميت”.
وعليه إن الضحك “الصجي” فوائده لا تعد ولا تحصى ويعد من الوسائل التي تحسن صحة الإنسان إذ يساعد على زيادة الأوكسجين الذي يصل الى الرئتين وبالتالي ينشط الدورة الدموية إضافة الى ذلك يعتبر من وسائل تواصل الناس عبر الأزمنة في حين هو علاج للكثير من الأمراض المزمنة والمستعصية كما يؤكد على تلك النتائج الكثير من كبار الاستشاريين والأطباء وعلماء النفس والاجتماع ويستخدمونه كوسيلة علاجية ناجعة.
في مجتمعنا المحلي كأنما كتب على الواحد منا أن “يتم أمكنشر” طول الوقت حتى وإن صادفه موقف مضحك وظريف نجده يبخل على الآخرين وعلى نفسه “بنتفة” ابتسامة علما أن “الابتسامة ابلاش”.
دون شك عندما نجلس مع “ناس غشمريين” ويحبون جو النكت العفيفة والتعليقات الراقية المقبولة اجتماعيا نجد أنفسنا في وضع لا يحسد عليه من “الوناسة” والراحة النفسية لدرجة “حتى النوده في الليل أطب علينه زتات” وهذه نعمة يفتقدها الكثير.
لهذا فإن “شلة الحي يحييك” بالطبع تختلف تماما عن الأخرى “الميت يزيدك غبن”. ليس هذا فحسب إنما يمتد هذا الحال الى أماكن العمل وفي الشارع والمنزل.
في السياق ذاته هناك دول كثيرة ممثلة في قطاعات السياحة لديها رفعت شعار “ابتسم” أينما كنت طالما أنت في بلدنا وحصلوا من خلال رفع هذا الشعار الجميل على نتائج مبهرة.
نحن هنا في البحرين نجد “ذاك من ذاك اللي يضحك” وإذا ضحك هذا الأخ اليوم “يبيله شهر” كي يضحك مرة أخرى، أعتقد فقط يوم استلامه راتبه الشهري وفي اليوم الذي يليه تجد “بوزه واصل ركبته” وهكذا.
الشاهد علينا جميعا أن نسعى في نشر ثقافة الضحك الراقي والابتسامة الصادقة الجميلة التي تخلو من التكلف.
“فابتسموا فكم من ابتسامة مسحت هما، وتفاءلوا فكم من متفائل أبعد غما”. وعساكم عالقوة

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية