العدد 2139
السبت 23 أغسطس 2014
banner
“غيض من فيض الأيام”... كتاب “متعوب عليه” عبدالعزيز الجودر
عبدالعزيز الجودر
صور مختصرة
السبت 23 أغسطس 2014


 
واحد من أفضل الكتب البحرينية الثمينة على الإطلاق التي قرأتها حديثا ويستحق القراءة بعمق والاحتفاظ به كتاب “غيض من فيض الأيام” للمربي الكبير الأستاذ الفاضل محمد بن عبدالله العيد الذي خصني وشرفني بنسخة منه بعد ساعات قليلة من صدوره وخروجه للنور ويعد باكورة إنتاجه.
هذا الإصدار الراقي الجميل الذي استمتعت بكل ما جاء بداخله من سطور إذ حلق بنا “بوعبدالمنعم” بأسلوبه الكتابي الإبداعي الفريد في سماء تاريخنا البحريني الحديث حيث احتوى على حزمة كبيرة من المواضيع التربوية والدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والتراثية والذكريات والصور القديمة الشيقة النادرة والسيرة الذاتية للمؤلف والأحداث المختلفة التي وقعت على هذه الأرض الطيبة والتقاليد والعادات البحرينية الأصيلة والحميمية والبساطة السائدة في تلك الحقب الزمنية بين افراد المجتمع المحلي.
كل ما ورد ذكره جميل لكن الأجمل من وجهة نظري تلك الكلمات المعبرة التي زين بها المؤلف مقدمة كتابه بإهدائه الى روح والدته رحمها الله تعالى وفاء وتبجيلا وإخلاصا لتلك المرأة الفاضلة التي غرست فيه وفي أبنائه وأحفاده قيم التربية الإسلامية والأخلاق والأدب حيث كتب:
إليها... إلى أمي الغالية، إلى من أرضعتني الحب وسقتني الحنانية، إلى من كانت وراء تربيتي وتعليمي، أهدي إليها كتابي مع تحياتي، ردا للجميل وبرهانا، وداعيا لها في جنة عالية، فاستجب ياربي دعائيه.
لهذا ولأهمية مثل هذه النوعية من الكتب “المتعوب عليها” نأمل من وزارة التربية والتعليم إدراجه ضمن مناهجها الدراسية خصوصا للمراحل الابتدائية والإعدادية.
على أية حال نحن على أحر من الجمر في انتظار المزيد من هذه الإصدارات القيمة للمؤلف التي حتما سوف تثري المكتبة البحرينية وهي بدورها تسجل محطات تاريخ وحضارة وعراقة الأرض البحرينية وأهلها الأخيار.

الصورة الثانية
ديننا الإسلامي العظيم كره الطلاق وجعله أبغض الحلال عند الله تعالى، كثيرا ما يؤلمنا عندما يصل الى مسامعنا خبر انفصال “فلانه عن فلان” ويرتفع الألم “ويمرّد” القلب أكثر عندما يكون لديهما أطفال صغار.
حاضرا أمامنا آخر إحصائية للجهاز المركزي للمعلومات توضح لنا أن معدل حالات الطلاق في البحرين وصل الى 51,8 بالمئة.
هذه النسبة الكبيرة جدا في مجتمعنا البحريني الصغير الذي عرف عنه عبر الأزمنة تماسكه وترابطه وتلاحمه تدعونا للقول إنها بكل المقاييس تثير المخاوف وتنذر بكارثة اجتماعية خطيرة.
على اثر هذا الوضع المتردي اجتماعيا ينبغي على وجه السرعة تحرك كبار صناع القرار السياسي في الدولة وأجهزتها الرسمية المختلفة وأولياء الامور ومؤسسات المجتمع المدني وخطباء المساجد ورجال الصحافة والإعلام والمعلمين والمعلمات والمرشدين الاجتماعيين ومؤلفي الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية، كل حسب موقعه، للوقوف صفا واحدا أمام انتشار وتوسع هذه الظاهرة المدمرة اجتماعيا ووضع آليات وخطوات ناجعة لها وحماية المجتمع البحريني من تفاقمها.
في هذا السياق البحرين اليوم بحاجة للمزيد من إنشاء المراكز الاجتماعية الاستشارية للمقبلين على الزواج وذلك من خلال تنظيم دورات تدريبية توعوية مكثفة لهم، وإلزام كل من ينوي الإقدام على الزواج الالتحاق بتلك الدورات بشرط أن تكون ملزمة كحال الفحص الطبي قبل الزواج المعمول به حاليا.
وعساكم عالقوة

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية