العدد 2118
السبت 02 أغسطس 2014
banner
“الله يا ذاك الزمان يالمحرق” عبدالعزيز الجودر
عبدالعزيز الجودر
صور مختصرة
السبت 02 أغسطس 2014



أكتب هذه المقالة وشريط الذكريات يدور في فكري، في ذات الوقت يعتصر قلبي ألما وحسرة لما آلت اليه الأوضاع غير المريحة في مدينة المحرق المعروفة عالميا بعراقتها التاريخية وفرجانها القديمة الضيقة الممتدة المشبعة بإرث الماضي الجميل، وذلك عندما أقارنها كغيري من أهل البحرين والخليج العربي بتلك الحقب الزمنية التي عاشها الأجداد والآباء ومن بعدهم نحن جيل الخمسينات.
ففي صبيحة يوم عيد الفطر المبارك وبعد أن “صاخ بي المرار” في إيجاد موقف كي أركن فيه “موتري” قاصدا أحد المعارف الأعزاء الذي يقطن في “فريجنه العتيج” بمدينة المحرق وذلك لتهنئته بالعيد السعيد أخذت “لي فرة” في وسط أزقتها المتعرجة حيث تعد هذه الأرض الطيبة عاصمة الجزر البحرينية بين عامي 1810 و1923 وهي أيضا مدينة اللؤلؤ ومركز البحرين التجاري في تلك الفترة.
فالذي شاهدته في هذه الجولة التي شملت الكثير من فرجان “الأياويد” ومبانيهم القديمة حقيقة يدمي أصحاب القلوب القوية فما بالكم بالأخرى الضعيفة إذ كان الهدف الرئيس منها رصد أوضاعها عن قرب والتركيز على أحوال الأحياء القديمة التي “أتعّن” عليّ باستمرار ولا تفارق مخيلتي قيد أنملة كحال الكثير ممن ترعرع في أحضانها وبالذات في أيام الأعياد الإسلامية كيوم عيد الفطر السعيد “الله يا ذاك الزمان يالمحرق”.
أيضا اهتمامنا بهذه المدينة نابع من كونها تضم أشهر القبائل والعائلات والأسر البحرينية الأصيلة التي مازال البعض منها متشبثين بها ويرفضون رفضا قاطعا السكن خارجها رغم الصعاب الجمة التي تواجههم يوميا.
أيضا كون هذه البقعة من مملكتنا الحبيبة تزخر بقامات وطنية متمثلة في كوكبة من العلماء ورجال الدين والتربويين والكتّاب والسياسيين والأساتذة والأدباء والشعراء وأصحاب المهن الحرفية النادرة والتجار ونواخذة سفن الغوص والبحارة والمزارعين والمطربين و”النهامة” وغيرهم الكثير.
في هذه الأثناء خيّل لي وأنا “أتفرّر” داخل تلك الأماكن الشعبية أنني أتحرك وسط مدينة آسيوية وليست المحرق التي عشقناها فكل ما وقع عليه بصري كان يوحي لي بذلك لحظتها كنت “متشفق أبي أشوف واحد عليه غترة وعقال وبشت” لكن لعظيم الأسف في هذه الأثناء لم أصادف مواطنا واحدا يرتدي تلك الملابس الوطنية بل وجدت خلطة غريبة عجيبة من البشر الذين “طبوا ديرتنه” من بقاع وبيئات مختلفة وسيطروا على تلك الأحياء الشعبية “والحين تعال فجج”.
قلب البحرين النابض أم المدن تحتاج “أشويّونة” مشاريع جادة خصوصا تلك المناطق السكنية القديمة التي تحولت بمرور السنين الى ثكنات عسكرية للعمالة الآسيوية الوافدة من العزاب.
على إثر ذلك الأمر يحتاج تحركا كبيرا من قبل الدولة وإخراجها خارج نطاق المناطق السكنية التي تقطنها الأسر البحرينية بعد أن أصبحت بعض منازلهم و”يواخيرهم وخاناتهم” أوكارا للمخدرات والدعارة وبات الأهالي يئنون من وجود أولئك الغرباء في وسطهم بعد انتشار وتوسع تلك الظاهرة التي تمتد.
اليوم مجمعات سكنية كبيرة من تكوين مدينة المحرق وتداخل واضح في مبانيها وعشوائية تخطيط فيها وغياب تنسيق بين الجهات الرسمية المختصة، لا يمكن القبول بهكذا وضع والسكوت عليه.
أيضا ما يشغل ابن المحرق الذي لا يزال يقطنها وحتى الآخر الساكن خارجها تلك المشاريع الخدماتية التي سبق الإعلان عنها ونشرتها الصحافة المحلية على صدر صفحاتها الأولى واستبشر أهالي المحرق بها خيرا لا تتسع الزاوية لذكرها وحتى اللحظة لم تخرج الى النور وتوقف العمل بها ودوائر صنع القرار في البلاد يدركون ذلك وهنا نناشد تنفيذها فالمحرق تستحق الكثير.
وعساكم عالقوة

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .