العدد 2295
الإثنين 26 يناير 2015
banner
هي ثورة (2) أسامة مهران
أسامة مهران
الإثنين 26 يناير 2015


جميعهم كانوا في الميدان، القتلة – الشهداء، تجار المواقف الجماهيرية، وبائعوا البطاطا المشوية.
كانوا على قلب رجل واحد: يسقط النظام، يسقط النظام، ولم يكن من بينهم مندس أو عميل أو حزام ناسف أو سيارة مفخخة – كل ما كان هناك ينبئ بعد الـ 25 من يناير وحتى الـ 11 من فبراير أن مياهاً جديدة جرت، وأن وجوهاً غريبة ظهرت، وأن رصاصاً مجهولاً أصبح في متناول اليد.
صاحبنا يشارك في مسيرة من قلب الحدث بالميدان كي يخرج بعدها بدقائق ليعلن في برنامجه التلفزيوني أنه كان هناك مع الثوار.
لم يكن أحد يعلم من هم القادة ومن هم المندسون؟ من هم الخونة ومن هم المخلصون؟ الجميع كانوا على قلب رجل واحد بعد تاريخ الـ 25 من يناير.
قال إمامنا الأكبر فضيلة الصحافي المشهود له بالتاريخ والكفاءة والقدرة على التحليل وتوضيب الأحداث: إن ميدان التحرير قد تعرض للبيع ثلاث أو أربع مرات يومياً خلال الفترة الممتدة زهاء 18 يوماً.
قال آخر: عدت لتوي من الميدان وكنت مشاركاً في مظاهرة سلمية بديعة وكان الجميع مرةً أخرى: على قلب رجل واحد.
تأملت في المشهد وشعاراته، في الرجال ومشاريعهم، ثم في حزب الأرائك المتمددة وهم يتابعون المشاهد كلها من مواقع تمركزهم في بيوتهم.
ترى هل كانت ثورة؟
يقولون إنها كذلك وإن من يقل غير ذلك يتم تقديمه لمحاكمة بتهمة إهانة الثوار ويقولون أكثر من ذلك: إنها غيرت وجه التاريخ وإنها اكتشفت للمرة الأولى في عصرنا الثوري الحديث رئيساً جمهورياً من نوع (التيفال) الذي لا يستطيع البقاء في مكانه لأكثر من أربع سنوات، وجاءت بجيل جديد من “الكناسين” المهرة الذين يستطيعون إزاحة ما اقترفوه بميادين مصر في لحظات.
وأخيراً وليس آخراً إنها كانت سوقاً مفتوحة للخيول والنوق والحمير الضالة ولكل من فقد وظيفته السياحية بفعل 25 يناير 2011. فهل كانت ثورة ظهر منها وما بطن؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .