سعت اللجنة المنظمة لاحتفال “جائزة خليفة بن سلمان للصحافة” الذي أقيم أمس في فندق الريتز كارلتون إلى أن يكون الاحتفال مختصرًا مراعاة لانشغالات راعي الحفل رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، لكن رئيس الوزراء، بطبيعته، لا يحبّذ أن يختصر الأوقات التي يكون فيها بين المواطنين، فهي أكثر الأوقات التي يشعر فيها بالراحة.
  لقد استغرق الحفل ساعة كاملة تقريبا، غير أن سموه أخذ وقتا مماثلا للحديث مع الصحافيين، وناقش ووجّه للانتقاد قبل أن يحيي الدور الوطني الذي تلعبه الصحافة البحرينية.
إنه يدعو بشكل غير مسبوق على الانتقاد بما في ذلك أداء الحكومة، هو يريد للصحافة أن تكون صورة طبق الأصل للأوضاع في مختلف المواقع والمناطق؛ لكي يتسنى التصحيح والبناء على ما تحقق.
  دارت حوارات كثيرة بينه وبين الصحافيين، في المناحي السياسية والاقتصادية.
عن نفسي بادرني سموه التحية، وبدأ حديثًا طويلاً بالقول “الكل فائز يا أحمد”، على اعتبار أن الأعمال التي قدمتها صحيفة البلاد لم يحالفها الحظ للفوز بشرف الجائزة.
  نعم، الكل فائز في وطن تحظى فيه الصحافة باستقلالية ومساحة حرية واسعة لممارسة عملها، ووطن يدعو فيه رئيس الحكومة على الانتقاد ويحث المسؤولين الحكوميين لأن يكونوا أكثر تقبلاً للآراء والانتقادات واستجابةً للموضوعات التي تثيرها الصحافة.
  في كلمته الموضوعية والمعبّرة أكد وزير الإعلام علي الرميحي على ذلك المعنى، حين أشار إلى أنه خلال أول جلسة حضرها للحكومة بعد الثقة الملكية استمع إلى رئيس الوزراء وهو يقول “لتكن صدوركم واسعة للصحافة والصحافيين”.
  الصدر رحب وآفاق الانتقاد أرحب، غير أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال توظيف تلك الأجواء للإساءة للوطن أو رموزه، والسعي لتشكيل رأي عام زائف والتنكر للإنجازات.
إن الانتقاد وإبراز المنجزات الوطنية يجب أن يسيران في خطٍ متوازٍ، وبصورة تنبذ الفرقة وتعزز وحدتنا الوطنية.
  وأجد أن من الضرورة هنا الإشارة إلى إشادة الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين حسن الحلواجي، الذي يمثل شريحة عمالية واسعة، بتصريحات رئيس الوزراء التي أكد فيها صيانة حقوق المتقاعدين، فمثل تلك المواقف تحتاجها البحرين، فهي تصب في خانة إنصاف ما تحقق وتكريس التلاحم الوطني.
  “انتقدوا خليفة بن سلمان، لكن لا تسيؤوا للوطن”، في سقف الحرية لن نجد أرفع من ذلك أبدًا يا سمو الرئيس.
لقد عهدت لنا الانتقاد ونعهد لك أن نتصدى لمن يسيء للبحرين، كل عام وأنت راعٍ للصحافة.