+A
A-

خبراء: دول الخليج بحاجة لمنظومة صاروخية متطورة

البلاد - إبراهيم النهام
أشهر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بمقره بالمرفأ المالي أمس الستار عن ملف التعاون للدفاع الصاروخي في الخليج، والذي جاء كباكورة دراسات استراتيجية مكثفة ومعقدة قام بها عدد من الخبراء العسكريين للشؤون الدفاعية بالمعهد على مدى عامين، تناولوا من خلاله الخيارات التقنية والسياسية المتاحة أمام دول الخليج العربية لبناء هيكل للدفاع الصاروخي في المنطقة من أجل التصدي لصواريخ ايران البالستية، ذات المدى القصير والمتوسط.
وقال الرئيس التنفيذي للمعهد السير جون جينكنز الذي أدار الحوار إن “تقرير المعهد يمثل نتاجا لإلقاء الضوء على التهديدات الإيرانية لدول مجلس التعاون الخليج العربي، بصواريخها البالستية المتوسطة والقصيرة المدى، وعليه فتضع الظروف الراهنة لدول المجلس أهمية النظر بالمنظومة الاستراتيجية الصاروخية الأفضل لها، وهي مسألة كانت قيد التباحث فعلياً منذ فترة من الزمن، خصوصاً مع التزايد المضطرد والملحوظ في المخزون العسكري الإيراني من الصواريخ البالستية، يضاف الى ذلك التحديث المستمر لها”.
وأضاف ايليمان “المشروع يقدم لدول الخليج المقترحات لكي تقوم بالتقدم سريعاً على مستوى هذه المنظومة وبشكل تكاملي تدريجي، مع إيجاد المفاوضات السياسية لدول المجلس على أعلى مستوياتها، واستخدام المنظومة في الظروف الطارئة، يسبقها تحديد ماذا ستدافع عنه”.
ومن جهته، قال الزميل الاستشاري في المعهد والباحث الأول في الشرق الأوسط مايكل ايليمان إن “التهديدات العامة التي تمثلها ايران بمخزونها الهائل من الصواريخ البالستية والتي بدأت بها فعليا بعد الثورة الإسلامية مباشرة، وسخرت بوضوح في الحرب العراقية الإيرانية، ووظفت ايضاً من قبل الولايات المتحدة بمراحل إسقاط نظام صدام حسين، وفي الحرب ما بين إسرائيل وحزب الله”.
وعن التصاعد المحموم للمخزون الصاروخي الإيراني قال ايليمان “يبلغ مخزون ايران من صواريخ شهاب 1 و2 ما بين 200 و300 صاروخ وهي صواريخ قادرة على الوصول لمدى ما بين 300 - 500 كيلومتر، وقادرة على حمل رؤوس نووية، وهو مدى يصل لأي مدينة عراقية، وهو السبب الرئيس من إيجاد هذه المنظومة حينها، علماً بأنها قادرة على الوصول للكويت ولشرق الإمارات دون بقية المناطق الخليجية”.
وأردف “كما أن لإيران ما يقارب 300 صاروخ طراز شهاب 3 وهي صواريخ كورية شمالية بتصميم روسي، ويصل مداها لما بين 900 - 1600 كيلومتر، وهي قادرة على الوصول للعمق الإسرائيلي، وهو السبب الرئيس لإيجادها حينها”.
وتابع “الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى قادرة على الوصول لأهدافها لكنها لا تزال عاجزة عن التصويب الدقيق لها، وبمسافة تبعد ما يقارب 70 مترا عن الهدف، ولكن التحسينات المستمرة مبعث قلق حقيقي، والتقنية الحالية لديهم قادرة على قطع العمليات العسكرية والمجال الجوي، وإلحاق الضرر بالأفراد العسكريين، وبقواعدهم ومنشآتهم ان صح التعبير”.
وقال: “إن إيجاد منظومة صاروخية متطورة ستقلل كثيراً من هول هذه التهديدات عن طريق الردع والاعتراض، سواء على مستوى منصات الباتريوت والتي تكون لإسقاط الصواريخ على المستوى المنخفض وبمعدل لا يقل 55 منصة، أو منصات ثاد وبمعدل لا يقل عن خمسة، للمستويات الجوية المرتفعة والشاهقة”.
وبدوره، أوضح الزميل الاستشاري للمعهد والباحث أول في الشرق الأوسط توبي دودج أن الأمور تغيرت كثيراً بعد إبرام ايران لاتفاقها النووي مع الدول العظمى، حيث ساعد رفع العقوبات عنها بتزايد الطموحات بتطوير ترسانتها الدفاعية والصاروخية، والتي كانت خارج نطاق الحديث بالاتفاق النووي، يقابل ذلك قدرات محدودة للنظام الدفاعي الخليجي.
وواصل: “غزو العراق للكويت واكبه استخدام صدام لصواريخ بعيدة المدى قادرة على التأثير المباشر تؤكد طبيعة التهديد القائم، وعليه فإن الاتفاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الأميركية زادت فعلياً من التزام الأميركي تجاه الخليج، يضاف إليها المحاولات الملحوظة لدول المجلس في الفترة الأخيرة وبشكل فردي ببناء دفاعات صاروخية ضد التهديدات المفترضة من ايران”.
وزاد دودج: “المنظومة الدفاعية الصاروخية لدول الخليج تمثل أهمية بالغة خصوصاً مع تزايد الخطر الاستراتيجي العسكري الإيراني مع سقوط العراق بأيدي ايران، ووجود جماعات داعمه لها في لبنان وسوريا واليمن وغيرها، وتولي ايران السيطرة بتلك المناطق”.