+A
A-

الجمهور والقوة الهجومية.. عوامل مساعدة ل“أحمر الشباب”

خطوة أولى مهمة خطاها منتخبنا الوطني للشباب عندما تعملق وتألق في مرحلة “المجموعات” وتصدر مجموعته بوجود منتخبين لهما ثقلهما في القارة الآسيوية، ونقصد بهما المنتخبين الكوري الجنوبي الذي ودع وخرج من الدور الأول، والمنتخب السعودي الشقيق الذي رافق منتخبنا للدور ربع النهائي كوصيف وثان للمجموعة.
منتخبنا الشاب نجح في خطف صدارة المجموعة الأولى برصيد 6 نقاط متفوقا على خصومه بفضل القوة الهجومية التي تمتع بها في مبارياته الثلاث، وبفضل المساندة الجماهيرية الكبيرة من أبناء البحرين، إضافة إلى جوانب أخرى متعلقة بالأسلوب والتكتيك والإمكانات الفردية والجماعية التي تتواجد في تشكيلته.
وقدم منتخبنا الوطني للشباب الكثير في مواجهاته الثلاث على رغم خسارته “الدراماتيكية” التي وقع بها أمام كوريا الجنوبية، والتي لم تؤثر كثيرا في مشواره ومساره للدور ربع النهائي، وتتبقى خطوتين مهمتين له في هذا المشوار تتمثل الأولى في حجز مقعد له بالدور نصف النهائي، وهو ما يعني وصوله لمونديال كأس العالم الذي سيقام العام المقبل في كوريا الجنوبية، والخطوة الثانية هي التتويج باللقب، والذي إذا ما تحقق سيكون أكبر إنجاز تحققه الكرة البحرينية منذ أكثر من 60 عاما وتحديدا منذ العام 1957 الذي شهد انضمام الاتحاد البحريني للكرة الآسيوية، وبالتالي للاتحاد الدولي.
مواجهة الدور ربع النهائي، والتي ستقام غدا الأحد ستكون أمام المنتخب الفيتنامي، والذي يعتبر واحدا من المنتخبات المغمورة في القارة الآسيوية، ونجح في تفجير مفاجأة عندما صعد وصيفا للمجموعة الثانية خلف المنتخب العراقي وأمام منتخبات لها وزنها في القارة مثل المنتخبين الإماراتي والكوري الشمالي، وربما يعتبر البعض أن المواجهة ستكون سهلة لمنتخبنا أمام هذا المنتخب المغمور، ولكنها ستكون مختلفة في ظل القوة البدنية التي يتمتع بها هذا المنتخب والروح القتالية العالية التي يؤدي بها لاعبوه، والأسلوب الدفاعي البحت الذي ينتهجه مدربه ويصعب من مهمة المنتخب المنافس والخصم.
الأوراق الفنية التي يمتلكها منتخبنا جميعها تؤكد أفضليته على الخصم خصوصا فيما يتعلق بقوة ونجاعة الهجوم، وحضور لاعبين أمثال عبدالعزيز خالد، ومحمد جاسم مرهون، وسيد إبراهيم علوي، وطلال النعار، إلى جانب التنظيم الجيد للاعبين في خطي الوسط والدفاع، ومتى ما ظهر لاعبونا بالمستوى والأداء الذي ظهروا عليه في أول مباراتين، فإنهم سيسجلون إنجازا تعطشت الجماهير البحرينية إليه منذ نحو20 عاما عندما حقق منتخب الناشئين حلم الوصول لنهائيات كأس العالم في مصر “العام 1997”.
أهم وأبرز أوراق منتخبنا في مواجهة فيتنام سيكون العامل الجماهيري، وستكون المباراة بمثابة امتحان للجماهير البحرينية للحضور والمساندة خصوصا أنها ستقام على ملعب استاد البحرين الوطني كأول مواجهة يلعبها منتخبنا في البطولة على هذا الملعب بعدما لعب على استاد مدينة خليفة الرياضية في مبارياته الثلاث الأولى، والتوقعات تشير إلى زحف جماهيري كبير ربما يصل إلى أكثر من 20 ألف متفرج، وهو ما أكدته المباريات الثلاث الأولى في ظل حال الإقناع التي تسجلها الجماهير البحرينية من أداء ومستوى المنتخب.
من العوامل الإيجابية التي ربما يعول عليها المدرب عبدالعزيز عبدو هي وجود أوراق بديلة في قائمته وتشكيلته بغض النظر عن الأسماء التي ستغيب وأبرزها القائد محمد الحردان بداعي الإيقاف، ومثلما غاب حمد شمسان عن مواجهة تايلند الأخيرة، فإن هناك أسماء ربما تلعب دورا كبيرا في مواجهة فيتنام، ولعل أبرزها صاحب هدف الفوز القاتل في مرمى المنتخب السعودي أحمد محمد، والذي من المتوقع أن يلعب بديل للحردان، وهناك أيضا سيد هاشم عيسى وغيرهم من اللاعبين.
من جانب آخر، فإن المنتخب الفيتنامي ومن خلال مبارياته في الدور الأول ظهر بصورة تؤكد خوضه المباريات بواقعية دفاعية في ظل عدم امتلاكه الكثير من الأوراق الهجومية من خلال أسلوب التكتل الذي يمارسه لاعبوه أمام المرمى، ومن ثم إرسال الكرات الطويلة للمهاجم الوحيد في تشكيلته، وربما يساهم ذلك في سيطرة مطلقة لمنتخبنا واستحواذ كبير له على الكرة، وهنا يجب تأكيد الجهاز الفني على اللاعبين بعدم التسرع في حسم النتيجة أو بمعنى آخر عدم التسرع بإنهاء الهجمة والتنويع في مصادرها سواء عن طريق العمق أو فتح اللعب عن طريق الجناحين وصولا للتسديد من خارج المنطقة؛ من أجل فك طلاسم وشفرة الدفاع الفيتنامي، وهو ما نأمله في نهاية المباراة؛ من أجل خطف بطاقة الصعود والتأهل لمونديال كأس العالم.