+A
A-

التقهقر الأميركي.. من سراييفو إلى حلب

نيويورك تايمز: حلب رمز الفشل، رمز اللامبالاة، رمز التراجع الأميركي، ولا تستحق أن تُترك وهي تنزف. وحلب وحيدة الآن تحت القصف الروسي ومقاتلات النظام السوري تواجه وحدها نزوات عنف فلاديمير بوتين وبشار الأسد.
ورد ذلك في مقال للكاتب روجر كوهين بنيويورك تايمز، حيث قارن فيه بين ما حل بسراييفو وما يحل الآن بحلب، قائلا إن سراييفو التي تعرضت للحصار 44 شهرا قبل عشرين عاما كانت مقاتلات الناتو تحرس سماواتها وتمنع، على الأقل قصف مواطنيها، كما تم نشر قوات الأمم المتحدة من ذوي القبعات الزرقاء لإغاثة السكان.
وأشار كوهين إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، وبعد تردد طويل، أمر بضربات الناتو التي قادت إلى رفع الحصار الصربي، وإلى سلام غير كامل في البوسنة، معلقا بأن التدخل الأميركي ورغم تأخره آنذاك قد أفاد.
وكان الكاتب أشار في صدر مقاله إلى ما يجمع بين حلب وسراييفو من سمات مشتركة، وبين ذلك أنهما ثريتان ثقافيا، وأنهما كانتا جزءا من الدولة العثمانية، وأن سكانهما من أديان مختلفة، وكلتاهما انقسم إلى جزأين دمرهما العنف، والأطفال فيهما كانوا الضحايا الأبرز.
ضياع حلب وذكر أن الأوروبيين كانوا يصفون حلب قبل ست سنوات بأنها مراكش الجديدة، أي قبلة لسواح القارة العجوز.
وعلق على سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلا إن دبلوماسيته الثنائية مع روسيا لا تؤدي إلى مكان، وإن قوة أميركا خلال فترة حكمه فقدت مصداقيتها وأخلت الميدان لروسيا لتقرر الأحداث من أوكرانيا إلى سوريا.
وأضاف أن الطريق من سراييفو إلى حلب، الذي شغل خلاله أوباما ثمانية أعوام من عشرين عاما، أنتج عالما أكثر مخاطر وأكثر تشاؤما، موضحا أن أوباما الذي افتخر بأنه تفادى العنف عام 2013 حينما قتل بشار الأسد مواطني الغوطة بالسلاح الكيميائي لم يع أن عدم تنفيذ وعيده للأسد عندما تخطى ذلك الخط الأحمر هو أحد أخطائه الكبرى التي تُضاف إلى عدم تدخله في ليبيا بعد سقوط العقيد الراحل معمر القذافي.
وقال الكاتب إن التفاؤل حول عالم ارتقى إلى مستوى أعلى من الإنسانية حينما تعهد جميع أعضائه في 2005 بمنع الإبادة وجرائم الحرب والتطهير العرقي قد مضى بسبب ترك مجرمين مثل الأسد يفلتون من العقاب.