+A
A-

أمن سكان ليبرتي واجب دولي - مقال -



التأثيرات الكبيرة والعميقة التي خلفها تجمع 9 تموز 2016، للتضامن مع الشعب والمقاومة الإيرانية في باريس، لا تزال، وهناك تداعيات مستمرة على قدم وساق، ولاسيما أن النظام الديني المتطرف في طهران أظهر ويظهر بصورة مستمرة طابعه العدواني وممارساته الشريرة ضد الشعب الإيراني وشعوب المنطقة والعالم، ولذلك فإن العالم يميل أكثر فأكثر للأخذ بمواقف ووجهات نظر المعارضة الإيرانية المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي أبلى بلاء حسنا طوال العقود الثلاثة الماضية في نضاله المستمر والدؤوب ضد النظام.
ما جرى في تجمع 9 تموز 2016، في باريس، لم يكن سوى تظاهرة سياسية غير مسبوقة ضد نظام الملالي بحيث فضحته على رؤوس الأشهاد وسحبت منه حتى ورقة التوت، وهذا النصر الاستثنائي للمقاومة الايرانية نزل نزول الصاعقة على رأس الملالي ولذلك فإنهم يسعون من خلال طرقهم الملتوية غير الحضارية والأبعد ما تكون عن الإنسانية، الى الانتقام لكرامتهم التي نالت منها المقاومة الإيرانية، ولعل ما كتبته وسائل الإعلام التابعة للنظام بأنه “يجب استهداف مخيم ليبرتي مرة أخرى بعدة صواريخ أقوى وأكثر تدميرا بحيث تتم تسوية ليبرتي بالأرض حتى يصير المنافقون الموجودون فيه أثرا بعد عين”، يجسد الحقد العميق للنظام من هؤلاء المناضلين وسعيه للقضاء عليهم بأية طريقة كانت، وتجمع باريس الذي فضح الملالي بحق، من الممكن جدا أن يصبح دافعا لانتقام الملالي خصوصا فيما لو كانت هناك غفلة دولية حيال ذلك.
قضية احتمال استهداف مخيم ليبرتي، لا تستند فقط على ما أوردناه آنفا وإنما بموجب التقارير الواردة من داخل نظام الملالي، وعلى اثر الاقبال الواسع الذي لاقاه التجمع السنوي الأخير، فإن المجلس الأعلى لأمن النظام الديني المتطرف قرر تصعيد الضغط والمضايقات على مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية لاسيما في ليبرتي. فأبلغ بهذا الصدد المعنيين في الحكومة العراقية تصعيد وتشديد الضغط والحصار والممارسات القمعية على ليبرتي التي منها منع وصول المواد الغذائية والدواء والوقود أو إعاقة وصول ما يحتاج اليه السكان إلى المخيم والإخلال به بمختلف الذرائع.
في ضوء المعطيات آنفة الذكر، فإن احتمال استهداف سكان مخيم ليبرتي، أمر وارد ويجب الانتباه إليه جيدا وعدم السماح لهذا النظام باستغلال الظروف والأوضاع وتوجيه ضربة جديدة، وإننا نذكر فقط بأن ضمان أمن وسلامة سكان ليبرتي، مهمة وواجب دولي وإنساني لا يجب التقاعس عنه أبدا.



فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.