+A
A-

عدسة “البلاد”: نسيج البحرين بغرفة الإنعاش... ووعود “الثقافة” تنقذه

البلاد - راشد الغائب
الطريق إلى مصنع النسيج بقرية بني جمرة ليس صعبا، لافتات متواضعة مثبتة على ناصية القرية ترشدك للوصول بسهولة للمصنع.
تضع في ذهنك صورا معينة للمصنع، آلات ضخمة وعمال، وتتفاجأ أن هذا المصنع عبارة عن “كابينة” لا تقي من الحر أو البرد.
تكاد مهنة بني جمرة أن تندثر. هذه المنطقة التي أطلق عليها “عاصمة النسيج”. بقي وريثا عرش المهنة صالح ومحمد أبناء المرحوم عبدالرضا جعفر، النسّاج الشهير في القرية.
في صالة المصنع، يعكف الأخوان صالح ومحمد على حياكة الألوان الزاهية. هذه المهنة تتطلب تركيزا ودقة في العمل. اليدان مشغولتان في الحديث مع هذه الآلة التي تتطلب مجهودا بصريا وعضليا للإتقان.
أغلقت مصانع كثيرة للنسيج أبوابها في سنوات متفاوتة في الفترة الماضية، وبقي المصنع الحالي، والذي يحمل اسم القرية، يتيما ويصارع الزمن وتكاليف الحياة.
وقال محمد عبدالرضا لمندوب “البلاد” إن مصانع حياكة النسيج كانت تملأ قرية بني جمرة من بدايتها لنهايتها، ويوجد مئات من المصانع، ولكن تقلصت إلى عشرات، ثم بقي مصنعنا الوحيد حيا حتى اليوم.
وبرر ما جرى إلى أنه من بعد وفاة كل صاحب مصنع، فإن أولاده لا يتولون الحرفة وإدارة المصنع، ولهذا فإن إغلاق المصنع يكون القرار الأول من بعد وفاة العامل الرئيس وصاحبه.
وذكر أنه تلقى اتصالا خلال الأيام الماضية من هيئة البحرين للثقافة والآثار؛ للتباحث معه بشأن مشروع مبنى المصنع، ومعبرا عن تفاؤله من إنجاز هذا المشروع خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف: حلم حياتي أن أشهد بناء وافتتاح مصنع النسيج الموعود، ومشيرا لوجود جدية من الهيئة في إنجاز هذا المشروع من خلال متابعتهم المستمرة لشؤون تطوير الحرفة؛ كونها جزءا موروثا لوجه البحرين الثقافي.