+A
A-

نتانياهو يعرض لقاء عباس ويجدد رفض مبادرة فرنسا

القدس المحتلة ـ أ ف ب: رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الاثنين المشروع الفرنسي لعقد مؤتمر دولي لاعادة اطلاق جهود السلام المتعثرة مع الفلسطينيين، واقترح بدلا من ذلك لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس. في حين، قتل الجيش الإسرائيلي فتاة فلسطينية عند حاجز إسرائيلي شمالي مدينة القدس، أمس الاثنين. وقال المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية “إن الفتاة حاولت طعن جندي إسرائيلي بسكين عند حاجز راس بدو شمالي القدس”، وهي الرواية التي دأب الجيش الإسرائيلي على ترديدها مؤخرا لتبرير قتل الفلسطينيين.
وتشهد مدن الضفة الغربية منذ أكتوبر من العام الماضي موجة من الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وشبان فلسطينيين، قتل خلالها أكثر من 160 فلسطينيا وجرح العشرات.
من جانبه، قال نتانياهو اثناء لقائه نظيره الفرنسي مانويل فالس ان المفاوضات الثنائية هي “الطريق الوحيد للمضي قدما في مفاوضات السلام”، وليست “المؤتمرات الدولية على طريقة الامم المتحدة” او “الاملاءات الدولية” هي التي تقرر مصير الاسرائيليين والفلسطينيين.
وقال نتانياهو “سأقبل بسرور مبادرة فرنسية مختلفة مع اختلاف مهم: هذه المبادرة يمكن ان تجري في باريس، فهي ستكون مكانا رائعا لتوقيع اتفاق سلام”.
واضاف “من الممكن ان تبقى تسميتها المبادرة الفرنسية لانكم ستقومون باستضافة هذا الجهد الحقيقي للسلام. ولكن هنا الفرق: سأجلس لوحدي مباشرة مع الرئيس عباس في قصر الاليزيه او اي مكان اخر من اختياركم”.
واكد نتانياهو “سيتم طرح كل قضية صعبة على الطاولة: الاعتراف المتبادل، التحريض والحدود واللاجئون وايضا المستوطنات، كل شيء”. واضاف “انا مستعد لاتخاذ قرارات صعبة”.
وقال فالس الذي يزور اسرائيل والاراضي الفلسطينية حتى الثلاثاء “سمعت اقتراح نتانياهو. سأتحدث الى رئيس الجمهورية (فرنسوا هولاند). وكل ما يمكنه المساهمة في السلام والمحادثات المباشرة، سنقبل به”.
والتقى فالس نتانياهو في مسعى للدفاع عن المبادرة الفرنسية التي ستعقد مؤتمرا دوليا للسلام.
واعلنت فرنسا انها ستستضيف في الثالث من يونيو اجتماعا دوليا حول عملية السلام بحضور الدول الكبرى وفي غياب الاسرائيليين والفلسطينيين. والهدف بحسب باريس هو التمهيد لعقد مؤتمر في الخريف يشارك فيه الطرفان.
وبمبادرة من فرنسا، سيشارك في المؤتمر المقبل نحو عشرين دولة بالاضافة الى الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. ولم يصدر تعليق فوري من الفلسطينيين على مقترح نتانياهو.
والتقى فالس نتانياهو بنية الدفاع عن مشروع فرنسا عقد مؤتمر دولي للسلام في الخريف. وقال لنتانياهو ان مؤتمر الثالث من يونيو “له هدف واحد: السلام من اجل دولتين وشعبين. يجب علينا تهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين”.
وتعارض اسرائيل بشدة عقد مؤتمر دولي. ويرى نتانياهو ان على الفلسطينيين والاسرائيليين استئناف مفاوضات السلام المباشرة دون شروط مسبقة. والجديد هو اقتراح نتانياهو المغاير للمبادرة عبر اجراء مفاوضات ثنائية الجانب في العاصمة الفرنسية.
ولا يبدو ان اقتراح نتانياهو سيغير الوضع جذريا. ويقول الفلسطينيون انهم تعبوا من المفاوضات الثنائية المتعثرة التي لا تقودهم الى اي مكان مع تفاقم الاحتلال واستمرار الاستيطان ما يجعل قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة امرا بعيدا.
ولم يكف نتانياهو عن مهاجمة مشروع المبادرة الفرنسية من اجل عقد مؤتمر دولي للسلام. وحصلت فرنسا على الدعم الفلسطيني لمبادرة السلام.
وقال فالس صباح الاثنين للصحافيين “انا مدرك تماما للوضع” موضحا “نحن لسنا قبل اوسلو والاستيطان، بالاضافة الى ذلك، ما زال ينتشر. وهناك الجدار” في اشارة الى الجدار الفاصل الاسرائيلي مع الضفة الغربية المحتلة.
ومنذ بدء زيارته، سعى فالس الى تبديد التردد الاسرائيلي وكرر مرارا انه صديق لاسرائيل، مؤكدا ان “الاستيطان يجب ان يتوقف”.
واكد فالس مرة اخرى ان فرنسا “ليس لديها مصلحة” بالانحياز الى طرف وان دوافع المبادرة هي اعادة ديناميكية “حل الدولتين”، اسرائيلية وفلسطينية تعيشان في سلام، وانهاء الوضع الحالي الخطير الذي يهدد بان يصبح تصعيدا جديدا في المنطقة التي تعاني بالفعل من الاضطرابات.
وقبل اسبوع شدد نتانياهو خلال لقائه وزير الخارجية جان مارك ايرولت على “الانحياز الفرنسي” مشيرا الى تصويت فرنسا على قرار لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) اثار غضب اسرائيل.
واعترف فالس بوجود “مشكلة تنسيق” فرنسية حول هذا الموضوع. واكد “تخطينا الخلاف”. ولكنه اشار الى ان الحكومة الفرنسية تشعر بان اسرائيل استغلت التصويت في اليونيسكو لصالحها.
واضاف “تم استغلال هذا التصويت واستخدامه بشكل يتخطى اهميته”.
وتستدعي التغييرات الاخيرة في السياسة الداخلية الاسرائيلية مزيدا من الحذر. ففالس يزور اسرائيل في الوقت الذي سينضم فيه المتطرف افيغدور ليبرمان، الشخصية المكروهة لدى الفلسطينيين، الى حكومة نتانياهو.