+A
A-

دي ميستورا: محادثات سوريا قد تستأنف إذا اتُفق على هدنة بحلب

عواصم ـ وكالات: قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن محادثات السلام لحل الصراع في سوريا قد تستأنف قريبا إذا تمت توسعة نطاق الهدنة لتشمل مدينة حلب وهو أمر عبر وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف عن أمله في أن يعلن عنه خلال ساعات.
ودعت فرنسا وبريطانيا الى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في مدينة حلب السورية، بحسب ما افاد سفيرا البلدين أمس الثلاثاء.
ووصف السفير الفرنسي في الامم المتحدة فرنسوا دولاتر حلب بانها “مركز لمقاومة” الرئيس السوري بشار الاسد مؤكدا أن المدينة “الشهيدة تتعرض لقصف مستمر منذ 2012”.
ويتوقع ان يعقد الاجتماع خلال الأيام المقبلة.
وقال السفير البريطاني ماثيو رايكروفت إن “حلب تحترق، ومن المهم ان نركز اهتمامنا على هذه القضية التي تعد اولوية رئيسة”.
جاءت هذه الدعوة بعد أن صرح وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في موسكو انه يتم حاليا بذل جهود للاتفاق على وقف القتال في حلب “خلال الساعات المقبلة”.
وأدلى دي ميستورا بتصريحاته متفائلة أمس الثلاثاء بعد أن أجرى محادثات مع لافروف في موسكو.
وقال الدبلوماسي الإيطالي السويدي إنه يعتقد أن هناك فرصة لإعادة تدشين اتفاق وقف الأعمال القتالية -الذي انهار بعد معارك عنيفة في حلب- عن طريق تعزيز وتمديد الهدنات المحلية.
وقال دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي بعد المحادثات “لدي شعور وأمل بأننا نستطيع إعادة تدشين ذلك”.
وكان يشير إلى الهدنة الجزئية التي لعبت روسيا والولايات المتحدة دور الوساطة فيها قبل نحو شهرين.
وتابع قوله “نأمل جميعا أن.. نتمكن خلال ساعات قليلة من إعادة تدشين اتفاق وقف الأعمال القتالية. إذا استطعنا عمل ذلك سنعود إلى المسار الصحيح”.
وتُرجمت تصريحاته من الإنجليزية إلى الروسية خلال المؤتمر الصحافي.
ورعت الولايات المتحدة وروسيا اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في فبراير وأتاح بدء أول محادثات سلام شاركت فيها الأطراف المتحاربة.
لكن هذه المحادثات انهارت الشهر الماضي وانهار معها اتفاق وقف إطلاق النار إلى حد كبير. وتعمل موسكو وواشنطن لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية الأصلي من خلال الاتفاق على هدنات محلية جديدة لفترات قصيرة ومحددة وفي مواقع بعينها.
وجرى الاتفاق على هدنات في منطقتين الأسبوع الماضي ولكن ليس في حلب المدينة الشمالية المنقسمة والتي كان تصعيد العنف فيها هو أكبر عامل ساهم في تقويض عملية السلام الهشة.
وقال لافروف إن روسيا والولايات المتحدة تريدان أن تكون هذه الهدنات المحلية مفتوحة المدة ولمح إلى أن اتفاقا يشمل حلب يلوح في الأفق.
وقال “يضع مسؤولون عسكريون روس وأميركيون اللمسات النهائية على عملية الاتفاق على وقف إطلاق النار في حلب... آمل أن يتسنى الإعلان عن هذا القرار في المستقبل القريب.. ربما حتى في الساعات المقبلة”.
وأضاف أنه يجري تأسيس نظام أميركي روسي مشترك في جنيف لمراقبة وقف إطلاق النار وتحت إشراف ضباط من البلدين.
وقال إن هذا النظام سيساعد على تتبع الأحداث على الأرض بشكل أفضل.
وقال دي ميستورا “سيكون مايو شهرا مهما بالنسبة لسوريا. إذا كان هناك تأكيد قاطع - كما نأمل جميعا - بأنه حتى حلب ستعود إلى نظام وقف إطلاق النار فنستطيع أن نتصور إمكانية استئناف المحادثات في الوقت ذاته”.
وتعارض تفاؤل دي ميستورا مع الوضع الميداني، حيث وردت تقارير امس الثلاثاء عن سقوط صواريخ أطلقها مقاتلون على مستشفى في منطقة تسيطر عليها الحكومة من حلب مما أدى إلى مقتل أو إصابة العشرات.
ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضة قصفت بالصواريخ أمس الثلاثاء مناطق خاضعة للحكومة في حلب مما أسفر عن مقتل 19 شخصا وإصابة مستشفى وشنت أيضا هجوما بريا على مواقع تابعة للجيش بالمدينة المقسمة بين الجانبين.
وقالت قناة الإخبارية السورية الرسمية إن ثلاث سيدات قتلن وأصيب 17 في مستشفى الضبيط للولادة.
وقال الجيش السوري في بيان إن الهجوم كان ضمن حملة أوسع لجماعات المعارضة في حلب أمس الثلاثاء وإنه يرد على الهجوم.