+A
A-

الدول النفطية بحاجة إلى تطوير حقول جديدة

دبي - العربية.نت: توقع تقرير صادر عن المركز العالمي للدراسات التنموية ومقره لندن أن تشهد أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً نهاية العام الحالي 2016.
وذكر التقرير أن تراجع وتأجيل الاستثمارات النفطية بقرابة 440 مليار دولار العام الماضي متزامناً مع النضوب الطبيعي للحقول النفطية حول العالم بمعدل 6 % لكل حقل قد يحول الفائض النفطي إلى نقص بمقدار 400 ألف برميل يومياً في غضون عامين.
وبحسب المركز فإن مجمل حقول النفط في العالم ستفقد في الفترة الراهنة قرابة 3.3 ملايين برميل يومياً، في حين أن الحقول الجديدة ستضيف للسوق 3 ملايين برميل يومياً فقط، وتشكل حقول النفط البحرية الضخمة معظم الإمدادات النفطية التي سيبدأ قسم منها هذا العام 2016 والعام المقبل 2017.
وتحدث التقرير عن وجود حاجة ماسة لتطوير حقول جديدة تواكب الطلب المتوقع وتحافظ على مستويات الإنتاج التي من المتوقع أن تقل بمقدار 650 ألف برميل يومياً هذا العام وستقل بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً العام المقبل 2017 وبأحجام أكبر في الأعوام التي تليها.
وعلى الرغم من استمرار فائض المعروض النفطي عند مستوى 1.5 مليون برميل يومياً حتى نهاية هذا العام 2016 ، إلا أن هذه الصورة ستتغير في 2017 ليكون من الصعب توفير كميات من النفط تلبي كامل الطلب ما لم يكن هناك استثمارات جديدة.
ويشير تقرير المركز العالمي إلى أن النفط الصخري سيبقى عاملاً يكبح جماح الأسعار من الارتفاع إلى المستويات التي كانت عليها قبل يونيو 2014 متوقعاً أن يكون هناك كميات أكبر من النفط الصخري في السوق نهاية 2016.
وتراجعت أسعار النفط منذ أبريل العام الماضي لأكثر من 33 %، إلا أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط انخفض بقرابة 407 آلاف برميل يومياً أي ما يعادل 4 % فقط خلال هذه الفترة ما يشير إلى أن النفط الصخري سيبقى عاملاً أساسياً في السوق.
وبحسب التقرير فإن الكثير من منتجي النفط الصخري يحاولون الصمود أمام انخفاض الأسعار في السوق النفطية على الأقل للعامين المقبلين ويراهنون على ضعف الاستثمارات العالمية في الحقول الجديدة وأثره في التسبب بنقص الإمدادات العالمية في العام 2018.
وإذا ما حدث ذلك فإن الأسعار سترتفع لمستويات قد تصل إلى 70 دولاراً للبرميل نهاية العام المقبل 2017، الأمر الذي سيمكن منتجي النفط الصخري من الاستمرار بالإنتاج واتباع أسلوب التخزين إلى حين ارتفاع الأسعار.
وتحدث التقرير عن تقلص الفجوة بين العرض والطلب هذا العام، إذ يتوقع أن يتقلص المعروض النفطي إلى 1.1 مليون برميل يومياً بفعل عوامل متعلقة بالسوقين الأسيوية والأميركية على وجه التحديد. فالهند التي بلغ معدل النمو الاقتصادي فيها 7.5 % كانت قد زادت مؤخراً من الطلب على النفط بمقدار 300 ألف برميل يومياً ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم مع نهاية هذا العام.
أما الصين التي بلغ معدل نموها الاقتصادي 6.9 % فيتوقع أن يرتفع الطلب منها بمقدار 20 % ليصل إلى مستوى 8 ملايين برميل يومياً نهاية هذا العام و10 ملايين برميل يومياً في العامين المقبلين.
بالمقابل انخفض إنتاج الصين النفطي بمقدار 200 ألف برميل يومياً؛ بسبب قلة الاستثمارات في وقت يزداد الطلب على شراء السيارات؛ ليصل إلى مستوى 6 % هذا العام وسيرتفع هذا الرقم في الأعوام المقبلة مع رغبة المستهلك الصيني باستبدال نماذج السيارات الصغيرة بسيارات أكبر حجماً.