+A
A-

3300 عامل أتموا 4 ملايين ساعة عمل دون تسجيل أي إصابة

نظمت لجنة الإعلام الرياضي القطري الزيارة بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وكانت فرصة للصحافيين حول العالم للتعرف على آخر الأعمال الإنشائية التي تدور في استاد خليفة الذي سيكون أول الملاعب الجاهزة، حيث سيتم الانتهاء من تجديده بنهاية العام الجاري.
وتعرف الصحافيون على الجهود المبذولة وأهم النقاط التي تم تطويرها لأحد أهم الاستادات في قطر، واعتبرها المشاركون فرصة؛ للتعرف عن قرب على الاستعدادات القطرية، وكيف تسير الخطط الزمنية خصوصا في ظل حملات التشكيك التي تمارسها صحف غربية دأبت منذ اختيار قطر لتنظيم المونديال على تشويش الصورة، وإعطاء الغرب انطباعات لا أساس لها من الصحة.
الوفد الصحافي الذي ضم صحافيين من مختلف الجنسيات ومن الشرق والغرب وجد في استقباله الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والارث الرئيس التنفيذي للجنة المحلية المنظمة للمونديال حسن الزوادي، والرئيس التنفيذي للاتصال والتسويق باللجنة العليا ناصر الخاطر، وعدد من مسؤولي اللجنة.
ودخل الذوادي في حوار ودي مع الصحافيين وطالبهم بالاستفسار عن أي نقطة غير واضحة ودعاهم لتفقد الإنشاءات كافة داخل الاستاد، واتسم الحوار والود خصوصا في ظل رغبة الصحافيين في التعرف على العديد من النقاط على غرار سعة الاستاد ومدة العمل وكيفية زيادة سعة المدرجات.
ووفرت الشركة القائمة على الإنشاءات ممرا آمنا للصحافيين إلى داخل الملعب وأجابوا على الاستفسارات كافة خصوصا وأن البعض كان يتوقع أن تكون هناك صعوبات في التعرف على تلك التفاصيل، وأبدى الصحافيون المشاركون في الزيارة سعادة كبيرة بهذه السهولة ووجود إجابات على الأسئلة كافة.
ونقل مسؤول الشركة للصحافيين أن ملعب خليفة الدولي ذو التاريخ العريق، وهو أول ملعب مرشّح لاستضافة كأس العالم 2022 يتم إتمام بنائه، وذلك مع قرب الانتهاء من الأشغال في الهيكل الإسمنتي وإضافة مستويات جديدة من المقاعد ستزيد من ارتفاع مدرجات الملعب. وقد بلغت نسبة إتمام الهيكل الإسمنتي 90 % تقريباً.
وتعرف الصحافيون المشاركون في الجولة على أن العمل يسير قُدماً في ملعب خليفة الدولي في مجالي صب الإسمنت والفولاذ، وقد بلغ الهيكل العمودي المستوى الثامن، بينما تمضي أعمال التثبيت بشكل مطّرد. ونتوقع أن يتم تسليم الملعب للمقاول الرئيس أواخر 2016”.
وسيكون القوس والسقف المتموّج لملعب خليفة الدولي واضحين للعيان من مسافة بعيدة، ويُشكلان علامة فارقة لمنطقة أسباير زون. وقد تمت بالفعل إزالة القوس الكبير الموجود في الجهة الشرقية، والذي تم استخدامه كمنصّة لإطلاق الألعاب النارية خلال حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية التي استضافتها الدوحة في 2006. ويتم حالياً استبداله بقوسين يمثلان مؤشراً إضافياً على تقدّم الأعمال في الموقع.
وعند إنشائه العام 1976، كان ملعب خليفة الدولي يتّسع لعشرين ألف مشجع، واحتضن في عام تأسيسه بطولة كأس الخليج. وعاد بعدها في العام 1992 لاستضافة الحدث الخليجي في نسخته الحادية عشرة بعد عملية تحديث. ويخضع الملعب حالياً لعملية تجديد شاملة لاستضافة كأس العالم تتضمن تشييد مبنى جديد في الجناح الشرقي للملعب، إضافة إلى تشييد سقف واحد يغطي منطقة جلوس الجماهير بشكل كامل. وسيستوعب الملعب بعد تجديده أربعين ألف شخص، وسيكون مبرّداً بالكامل، بما في ذلك أرضية الملعب و المقاعد والفضاءات العامة كافة. وستسمح عمليات التحديث الشاملة أن يستضيف هذا الصرح الرياضي مباريات مرحلة المجموعات ودور الستة عشر وربع النهائي.
ويسير العمل قُدماً في الإنشاءات مع الأخذ في الاعتبار أن تكون الأولوية للصحة والسلامة في مكان البناء مع تواجد نحو 3300 عامل أتمّوا قرابة 4 ملايين ساعة عمل دون تسجيل أي إصابة.
وتتواصل الأعمال في الملعب بحسب الجدول، حيث من المخطط أن يتم الانتهاء من هيكل المشروع بحلول نهاية العام.
واطلع الصحافيون أيضا على أنه في هذه الأثناء يتم في المكسيك جمع خيمة جديدة تم تصنيعها في الولايات المتحدة الأميركية وستغطي نحو 70 في المئة من الملعب. وسيتم قريباً شحنها إلى الدوحة وتثبيتها باستخدام أسلاك وحبال تم صنعها في ألمانيا. ويُذكر أنه تم حتى الآن صبّ نحو 60 ألف متر مربع من الخرسانة الإنشائية.
كما سيشمل الملعب بحلّته الجديدة متحف قطر الأولمبي والرياضي. هذا بالإضافة إلى أماكن لتناول الطعام ومتاجر وغرف متعددة الاستخدامات وصالات لكبار الشخصيات ومركز صحي في الأدوار العلوية والسفلية التي سيتم تشييدها في الجناح الشرقي. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء شبكة جديدة للطرقات ومحطتي مترو جديدتين في المنطقة المحيطة لربط الملعب بوسائل النقل العام.
وعرف الصحافيون أنه يشرف على أعمال البناء الرئيسة في الاستاد شركتا “مدماك للمقاولات” و”سيكس كونستراكت” (إحدى الشركات التابعة لمجموعة بيسيكس البلجيكية). بينما تتولى شركتا دار الهندسة مسؤولية التصميم وتدير شركة بروجاكس مشروع التحديث.
أكد كبير مهندسي السلامة بمكتب المشاريع الفنية باللجنة العليا في الموقع غاري هايغهام على أهمية الإدارة الجيدة وأنشطة التدريب في تحقيق هذا الإنجاز، إذ قال في هذا الصدد “بلغ التنسيق أفضل مستوياته. يعود هذا الإنجاز إلى الإدارة والمرافق المتميزة في الموقع بالإضافة إلى معايير الرعاية الصحية المطبقة هنا”.
بينما أشاد مدير السلامة والصحة والبيئة لدى المقاول الرئيس إريك شانترين بالإنجاز مسلطًا الضوء على عدد العاملين بصفة يومية بالموقع، والذي يزيد عن 3200 شخص، قائلا “جميع الأطراف المضطلعة بالتواجد في موقع البناء تظهر اهتماماً كبيراً بمعايير رعاية العمال. فالسلامة هي معيارنا الأساس”.
على الجانب الآخر، أكّد أحد عمال السقالات الذين حضروا الفعالية سورشكوار سريدهارن أهمية السلامة لجميع العاملين في استاد خليفة الدولي. إذ قال في هذا الصدد: “أذكّر فريقي بقواعد السلامة كل يوم قبل بدء العمل، كما أخبرهم بضرورة استخدام معدات الوقاية الشخصية. أحضر تدريب السلامة بانتظام لكي يمكنني نقل المعلومات إلى باقي العمال”.
وانتهت الزيارة بعدما حصل الصحافيون على المعلومات كافة إلى سألوا عنها وخروا بصورة واضحة عن سير العمل وحرص بعضهم على التقاط الصور التذكارية وتصوير أعمال الإنشاء وتوجهوا بالشكر للقائمين على الجولة لإعطائهم تلك الفرصة.
وكنا هناك مع فريق العمل ورصدنا انطباعات وسائل الإعلام عن الزيارة والملعب التاريخي، وكانت هذه التفاصيل:
تياجو دياز: تسليم ملاعب المونديال في 2022 أمر رائع
أشاد تياجو دياز مدير تحرير الكرة العالمية بصحيفة جلوبو سبورت البرازيلية ـ بحجم العمل الكبير باستاد خليفة الدولي وكل الملاعب التي ستقام عليها مباريات كأس العالم في قطر 2022، مؤكدا أنه أمر رائع أن يتم الانتهاء من العمل في استاد خليفة بنهاية الموسم الحالي 2016، وقال إن تسليم كل ملاعب المونديال القطري في العام 2020 يعتبر أمرا رائعا للغاية.
وأضاف تياجو قائلا بعد الزيارة التي قام بها لاستاد خليفة: “إذا قارننا الوضع بين ما يجري في قطر وبين ما حدث في البرازيل وهي الأكبر من حيث عدد السكان نجد أن التفوق لمصلحة قطر فيما يتعلق بتسليم الملاعب في المواعيد المحددة، والبرازيل أثناء تنظيمها كأس العالم 2014 لم تتمكن من تسليم الملاعب في المواعيد المحددة، لذلك أمر جيد أن تقوم قطر بالانتهاء من ملاعب المونديال قبل انطلاقة البطولة بعامين”.
وشدد تياجو دياز، بالقدرة التنظيمية لملف قطر 2022، وقال أنها أفضل من مونديالي 2010،2014، وقال إنه تواجد في كأس العالم 2010، وشاهد أن ملعب سوكر سيتي الذي أقيم به الافتتاح لم يكن جاهزا حتى الشهر الأخير قبل حفل الافتتاح.
دانيال بورتو ليتو: البرازيل تأخرت في مونديال 2014 وقطر تسير بشكل جيد
قال دانيال بورتوليتو ـ الصحافي بموقع لانس نت البرازيلي ـ إن قطر ستصل إلى مرحل الكمال في مشاريع مونديال 2022، مشيرا إلى أن العمل في ملاعب المونديال بدا مبكرا، وأشاد دانيال بالانتهاء بالعمل في ملاعب كأس العالم قبل انطلاق البطولة بعامين، وهو ما يعتبر أمرا جيدا للغاية ولم يحدث في البطولتين السابقتين.
وأشار دانيال بورتوليتيو أن حجم العمل في استاد خليفة يعتبر حيد للغاية خصوصا أنه أول الملاعب التي سيتم الانتهاء من العمل بها، موضحا أن البرازيلي عندما استضافت مونديال 2014 تأخرت في تسليم الملاعب في المواعيد المحدد.
وأكد دانيال أن الأمور تسير بشكل جيد على أرض الواقع، موضحا أن تسليم الملاعب كلها قبل انطلاق مونديال 2022 بعامين يؤكد حسن الاستعدادات، وقال إنه لا يزال هناك 7 أعوام على كأس العالم في قطر، وإن حجم العمل الذي تم إنجازة يعتبر كبيرا للغاية.
غي سيتروك: الاستادات ستنتهي قبل وقت كاف من البطولة
أكد نقيب الصحافيين الرياضيين الفرنسيين غي سيتروك أن قطر نجحت في تقديم صورة مغايرة للإعلام الأجنبي من خلال الزيارات التي تم القيام بها للمدينة العمالية وأيضا استاد خليفة الذي قطع شوطا كبيرا من حيث البناء.
وقال سيتروك إثر زيارته استاد خليفة الدولي أحد الاستادات المرشحة لاحتضان مباريات من مونديال 2022: لقد لمسنا بأنفسنا سير التقدم الذي أحرزه مشروع تشييد استاد خليفة الدولي الذي سيكون تحفة حقيقية بمجرد انتهاء الأشغال، وهناك مجهودات كبيرة تبذل سواء من الحكومة القطرية أو من الجهات المكلفة بهذه المشاريع حتى تكون جاهزة في الوقت المحدد، وشخصيا لا أشك أبدا في أن هذه المشاريع العملاقة ستنتهي حتى قبل وقت كاف من البطولة، إذ إننا وقبل نحو 6 أعوام من الموعد المحدد هناك تقدم كبير في هذه المشاريع مما يعكس جدية واضحة في العمل والرغبة في صنع شيء مميز وغير تقليدي لبطولة كاس العالم.
وتابع: لا أتصور أن أحدا من الإعلاميين الذين شككوا سابقا في قدرة النجاح القطري على التنظيم سيتمسك بهذه الأفكار نفسها بعد الزيارة الأخيرة وشخصيا تكونت لي فكرة مغايرة عن أمور كثيرة، واصبحت على يقين أن مونديال 2022 سيكون رائعا بحق خصوصا، وأن هناك تقدما ملموسا في سير التحضيرات والمشاريع المرصودة للمونديال، وبالتالي نجحت قطر وبامتياز في الرد على أرض الواقع وبالدليل والبرهان.