+A
A-

رئيسة “الثقافة” ل “البلاد”: 40 مليون دينار حصيلة مبالغ مشاريع الاستثمار في الثقافة

البلاد - راشد الغائب وعلوي الموسوي

قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لـ “البلاد” إنها استطاعت توريد أكثر من 40 مليون دينار لتنفيذ مشاريع للاستثمار في الثقافة، وتحتسب هذه الحصيلة منذ أن كانت تعمل وكيلا مساعدا للثقافة والتراث الوطني العام 2007 ولغاية اليوم.
وذكرت الشيخة مي بنت محمد في الجزء الثاني والأخير من الحوار مع الصحيفة من مكتبها أنه جرى تأمين هذا المبلغ على النحو الآتي: 19 مليون دينار من جلالة الملك لمشروع مسرح البحرين الوطني، وتمويل الديوان الملكي لدراسة مشروع طريق اللؤلؤ، وتمويل مشروع تطوير مسجد الخميس من سمو ولي العهد، وتمويل سمو قرينة جلالة الملك لعدد من المشاريع، إضافة إلى تلقي الدعم من مانحين بالقطاع الخاص، وأبرزهم بنك أركابيتا الذي مول بناء متحف قلعة البحرين وعروضها المتحفية، إضافة إلى جانب عدد كبير من الأنشطة الثقافية.
ولفتت إلى أن لدى الهيئة الخطط والتصورات والتصاميم اللازمة لتطوير سوق المنامة القديم، ولكن ينقصنا الدعم والسيولة اللازمة لذلك.
وواصلت: توجد تفاصيل كثيرة حول رؤية الهيئة لتنفيذ المشاريع، ومن بينها مشروع تطوير السوق بالاستعانة بالخبراء العالميين المتواجدين في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الموجود في مملكة البحرين والساهر على الحفاظ على الإرث الإنساني للدول العربية.
وبينت أنها تستطيع تدبير السيولة اللازمة لذلك، ولكن من المهم التنسيق ما بين مختلف الجهات الرسمية ذات العلاقة عند بناء وتنفيذ المشاريع المهمة المرتبطة بالتراث المعماري، ولتكون هذه المشاريع مستدامة من أجل البحرين.
أما فيما يتعلق بمبنى مركز تنمية الصناعات الحرفية الواقع بالمنامة، وهو المبنى المعروف باسم “مدرسة الصناعة” سابقا، فقالت الشيخة مي بنت محمد إن الهيئة تطالب به منذ 4 أعوام.
وأوضحت أن هذا المبنى تاريخي، وشهدت البحرين انطلاقة التعليم الصناعي في العام 1936، أي قبل قرابة 80 عاما.
وأردفت: لدى الهيئة تصور لتطوير وتأهيل مبنى مدرسة الصناعة القديم باعتباره معلمًا ثقافيًا وسياحيًا مهمًا يؤرشف لتاريخ البحرين الحضاري في التعليم الصناعي.
وطمحت أن تنتقل إدارة مبنى مدرسة الصناعة للهيئة، وذلك لتنشيط المبنى واستعادة تاريخ المدرسة. وفيما يلي نص الحوار:

بيوت القلعة
استلمتِ بيوت قرية القلعة من وكيل وزارة الإسكان أخيرًا، فما هي الخطة التالية؟
- لبيوت قرية القلعة قصة، إذ كانت مساكن الأهالي فوق هضبة، وجرى نقلهم لموقع آخر منخفض، وتعرضوا في موسم الأمطار لأضرار وتلفيات ببيوتهم، ولهذا وضعت الهيئة بالتعاون مع الأهالي تصورا لمبادرة لتعديل أوضاع السكان.
وجرى رفع الطلب لجلالة الملك لتعديل مساكن أهالي قرية القلعة، واستجاب جلالته فورا بتوفير الأرض المناسبة والميزانية المطلوبة لتصحيح أوضاع المنازل.
وكنا نتمنى أن يكون للهيئة دور في تصميم البيوت الجديدة، وذلك من خلال تصميم بيوت بطريقة معمارية مميزة، كي يُستفاد من خبرة مهندسين متخصصين لتكون قرية القلعة قرية نموذجية في تصميم مساكنها تعكس جمال الهندسة المعمارية.
قناعتي أن الجمال قيمة عالية، والعمل مستمر لترتيب واجهات خضراء لهذه المباني.
موقع هذه البيوت جميل جدا، وهي قريبة من موقع قلعة البحرين، وبجوارها البحر والبساتين الخضراء.
الخطوة التالية ستكون تنفيذ مشروع في موقع المنازل القديمة لسكان القرية، وسيجري الإفصاح عن تفاصيله لاحقا، كما سيجري توظيف الحرف والمهن الأهلية، مثل: صناعة السلال وماء اللقاح وغيرها من صناعات أهالي القرى، خصوصا وان كل قرية تتميز بصناعة حرفية معينة ومنتوجات جميلة.
كل هذه الصناعات والمنتوجات والأمور الحرفية ستوظَّف في المشروع الذي سيطلق بالبيوت القديمة قرب قلعة البحرين.
أؤكد دوما أن السياحة تثري، وتوجد سبل جديدة لرفد الاقتصاد الوطني، ومنها تحفيز وتطوير الصناعات اليدوية.

باب البحرين
ما تصور الهيئة لاستثمار موقع باب البحرين كواجهة للمملكة وبوابة ثقافية وسياحية معروفة؟
- مبنى باب البحرين كما تعلمون مصنف كتراث وطني والمسؤولة عن إداراته الثقافة والآثار، وقد تم استحداث مركز معلومات عن مواقع البحرين الأثرية بالطابق الأرضي من المبنى، وفي الطابق الأول هناك مكتب كان يستخدمه المغفور له حاكم البحرين الأسبق صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حين يزور المبنى.
ومن بين أبرز الفعاليات التي تقام قرب المبنى “باب ماركت” ومشروع “الهند الصغيرة” الذي دشّن خلال الاحتفالات الوطنية لعام 2015، وغيرها من الفعاليات الثقافية الترويجية للبحرين كواجهة حضارية، وسنواصل بشكل متجدد دوما تنظيم الفعاليات في هذا المكان الحيوي من العاصمة.

تطوير سوق المنامة
أين الهيئة من مشروع تطوير سوق المنامة القديم؟
- لدى الهيئة الخطط والتصورات والتصاميم اللازمة لتطوير سوق المنامة القديم، ولكن ينقصنا الدعم والسيولة اللازمة لذلك.
توجد تفاصيل كثيرة حول رؤية الهيئة لتنفيذ المشاريع، ومن بينها مشروع تطوير السوق بالاستعانة بالخبراء العالميين المتواجدين في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الموجود في مملكة البحرين والساهر على الحفاظ على الإرث الإنساني للدول العربية.
نستطيع تدبير السيولة اللازمة لذلك، ولكن من المهم التنسيق فيما بين مختلف الجهات الرسمية ذات العلاقة عند بناء وتنفيذ المشاريع المهمة المرتبطة بالتراث المعماري، ولتكون هذه المشاريع مستدامة من أجل البحرين.

نقل مدرسة الصناعة
لماذا تأخر انتقال مبنى مدرسة الصناعة القديمة بالمنامة، وهو المقر الحالي لمركز تنمية الصناعات الحرفية التابع لوزارة الصناعة والتجارة والسياحة، إلى الهيئة؟
- الثقافة تطالب منذ 4 أعوام بتولي إدارة مبنى مركز تنمية الصناعات الحرفية الواقع بالمنامة، وهو المبنى المعروف باسم “مدرسة الصناعة” سابقا، لعدة أسباب، أبرزها أن هذا المبنى تاريخي، والسبب الآخر أن البحرين شهدت انطلاقة التعليم الصناعي في العام 1936، أي قبل قرابة 80 عاما.
ولدى الهيئة تصور لتطوير وتأهيل مبنى مدرسة الصناعة القديم باعتباره معلما ثقافيا وسياحيا مهما يؤرشف لتاريخ البحرين الحضاري في التعليم الصناعي.
ومثلما جرى التنسيق مع وزارة التربية والتعليم للمحافظة على المدرسة الخليفية في المحرق وترميمها وتهيئتها لاستقبال عروض متحفية، فإن الهيئة تتحرك منذ فترة لإدارة شؤون مبنى مدرسة الصناعة أيضا.
ولدى الهيئة مختصون في مجال الهندسة والترميم، وذلك ليعاد وهج هذه المدرسة التاريخية التي يجب أن تكون معلماً للحرف التي اشتهرت بها البحرين.
وأطمح أن تنتقل إدارة مبنى مدرسة الصناعة للهيئة، وذلك لتنشيط المبنى واستعادة تاريخ المدرسة.
وأنوه إلى أن لدى الهيئة أفكاراً كثيرة، ويمكن أن يتوفر التمويل المناسب من جهات بالقطاع الخاص، لتنفيذ مشاريع عديدة.
لا حدود لصناعة الإبداع، ويمكن من خلال مشروع تطوير المدرسة تنظيم العديد من ورش العمل والفعاليات المرتبطة بمجال اختصاص المدرسة بنحو ترويجي حي وجاذب للجميع.
لقد ساهمت الهيئة بشكل كبير في تنشيط منطقة سوق المنامة، من خلال مشاريع عديدة بمنطقة مجمع السوق، ولاحظ الجميع الحركة المجتمعية الجميلة من المواطنين والمقيمين والسياح.
الهيئة استطاعت أيضا إعادة الوهج لسوق القيصرية، ويجري العمل حاليا لإعادة تصميم معمارية للجزء الحديث بالسوق، وجرى تكليف مصمم جناح البحرين المهندس المعماري آن هولتروب في “إكسبو ميلانو” لتصميم الطراز المعماري الجديد بسوق القيصرية، وليجري الاستفادة من تقنيات عديدة ومنخفضة التكاليف في التصميم والتبريد.
معمار سوق القيصرية حسب التصاميم الأولية سيكون رائعا جدا ومبهرا للناظر، وسيكون بمستوى عالمي، وسيكمل البناء الجديد البناء القديم الموجود.
وأؤكد أن الثقافة ليست ترفا، وهي أساس وعماد لنهضة اقتصادية.

تطوير الحرفيين
ما تصورك لتطوير أداء الحرفيين ومزاولي مهنة الصناعات الحرفية؟
- من مهام الثقافة تطوير الحرف والشؤون التراثية، وعلى سبيل المثال استقدمت الهيئة عدداً من الحرفيين المعروفين من فرنسا، طوّروا صناعات يدوية في الهند، وارتقوا لمستويات عالمية، وتباع أعمالهم حاليا بمبالغ كبيرة.
نريد تطوير الحرف المحلية، سواء صناعة الفخار أو السلال أو غيرها، واستقدمنا خبراء من بريطانيا وفرنسا للجلوس مع الحرفيين البحرينيين، وللأسف تعثر المشروع من بعد انتقال إدارة مركز الجسرة للحرف اليدوية من وزارة الثقافة (الهيئة حاليا) إلى وزارة الصناعة والتجارة والسياحة.

40 مليونا
- كم استطاعت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من مختلف مواقعها الرسمية المختلفة أن تورِّد أموالا لتنفيذ مشاريع للاستثمار في الثقافة؟
- الحصيلة تصل لأكثر من 40 مليون دينار، وتحتسب منذ أن كنت وكيلا مساعدا للثقافة والتراث الوطني في العام 2007 ولغاية اليوم.
وأتوقع أن المبلغ زاد عن 40 مليون دينار حاليا، وجرى تأمين هذا المبلغ على النحو الآتي: 19 مليون دينار من جلالة الملك لمشروع مسرح البحرين الوطني، وتمويل الديوان الملكي لدراسة مشروع طريق اللؤلؤ، وتمويل مشروع تطوير مسجد الخميس من سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وتمويل سمو قرينة جلالة الملك لعدد من المشاريع، إضافة إلى تلقي الدعم من مانحين بالقطاع الخاص، وأبرزهم بنك أركابيتا الذي مول بناء متحف قلعة البحرين وعروضها المتحفية، إضافة إلى جانب عدد كبير من الأنشطة الثقافية.



مقولة تؤمن بها الشيخة مي: “لا توجد بلدان متخلفة وإنما بلاد تخلف أبناؤها عن حبها”

في ختام لقاء صحيفة “البلاد” مع رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، سأل مندوب الصحيفة الشيخة مي بنت محمد عن كلمتها الأخيرة من بعد حوار شامل تطرق لمختلف قطاعات عمل الهيئة.
وأجابت الشيخة مي بنت محمد: “أشكر صحيفة البلاد، وسعيدة بتواجدكم لتسليط الضوء حول جهود الثقافة”.
وأضافت: أردد مقولة أؤمن بها وأختم بها هذا اللقاء، وهي أنه “لا توجد بلدان متخلفة، وإنما بلاد تخلف أبناؤها عن حبها”.