+A
A-

قوارض وحشرات تهاجم منازل “طشان”

البلاد - علوي الموسوي
حظائر طشان في المحافظة الشمالية باتت مشكلة بيئية كبيرة بالنسبة للمنطقة والمناطق الأخرى المحيطة بها، هذا ما أكدته الوقائع ودفع به الكثير من أصحاب المنطقة. “البلاد” تجولت في المنطقة التي تنتشر فيها الحظائر التي وصفها الأهالي الذين التقيناهم بـ “غير النظامية”، وتم رصد العديد من بقايا الحيوانات المتحللة والقوارض والحشرات المنتشرة في الأرجاء.
أهالي المنطقة أكدوا أن الزرائب المنتشرة بصورة غير قانونية تشكل خطرًا محدقًا في القرية على أكثر من صعيد، وسط صمت من وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني على المخالفات.
وفي الوقت الذي ينادي ويرفع أهالي القرية الصوت عاليًا منذ سنوات بضرورة التدخل لإصلاح المعوج من أمر هذه الحظائر، هاجمت القوارض والحشرات منذ أسبوع منازل قرية المصلى وطشان وجدحفص بعد أن قام مربو المواشي في المنطقة بتكديس مخلفات الحيوانات (الروث) في الطريق لأيام عدة وعلى فترات طويلة.
وفي استطلاع لكاميرا “البلاد” للمنطقة يتضح أن ثمة مقبرة لدفن الحيوانات النافقة وعددا من العظام والجثث المتحللة في العراء وأوساخ “زبالة” ومخلفات عضوية منتشرة بالمنطقة التي لا يبدو منها سوى حظائر نشأت بصورة عشوائية بعيدة كل البعد عن الترتيب والتنظيم والترخيص القانوني.
أهالي طشان اشتكوا من حشرات بدأت قبل أشهر تنتشر في القرية خصوصا البعوض. ووجه الأهالي خطابا للجهات المعنية قالوا فيه: “بدأت معاناتنا مع هذه الحظائر قبل أشهر، بعد قيام أحدهم بتأجير قطع أراض مجزأة بطريقة غير قانونية على أصحاب الحظائر، قاصدًا تحويل المنطقة إلى منطقة زرائب وحظائر بصفة غير مرخصة”.
وأفادوا: “قمنا ببعض المبادرات، إلا أن صاحب الأرض متعنت وقام بتسوير أرضه بصفائح معدنية (جينكو)، وبدأ بالبناء فيها بطريقة غير قانونية، وبعد أن أزاح الصفائح اتضح للأهالي أن عمليات البناء هي عبارة عن حظائر”. وتابعوا: “هذه الزرائب تشكل أخطارا عدة علينا بدءًا من الخطر الصحي إلى الخطر الاجتماعي، حيث نجد أن مرتادي بعض هذه الزرائب من غير المنطقة ولا نعلم ما هي طبيعتهم وأخلاقهم ونحن حقيقة نخاف على أبنائنا من ارتياد هذه المناطق المنتشرة في القرية حاليًا”.
ورفع الأهالي شكواهم للمسؤولين بضرورة التدخل؛ من أجل وضع حد لهذه المشكلة، مؤكدين أن من حق أصحاب هذه الحظائر أن يمارسوا هواياتهم، ولكن في منطقة مرخصة لهذا الأمر، وبعيدًا عن الأحياء السكنية، وبينوا أن المنطقة تحولت إلى اسطبل كبير يعيث فيه التخريب، وأصبحت غير لائقة صحيا بسبب كثرة الأسمدة العضوية التي تلقى في الشوارع من هذه الزرائب. ووفقًا لمعلومات البلدية عن الزرائب في المحافظة الشمالية، فإن عدد الزرائب والحظائر إجمالا في المحافظة الشمالية يبلغ نحو 189 حظيرة وزريبة منها الحظائر المخالفة التي صدرت بحقها أحكاما قضائية بالإزالة ولم تتم إزالتها؛ لعدم وجود مكان بديل لنقل الزرائب إليه، وتتمثل في نوعين، منها حظائر صدرت عليها أحكام بالهدم، وتكون مسؤولية الحيوانات على صاحب الحظيرة، وأحكام قضائية أخرى بالإزالة، والبلدية تتكفل بالحيوانات فيها، وهو ما لم تستطع البلدية تنفيذ الحكم لما فيه من إشكالات تخص سلامة الحيوانات، ورأت ضرورة توافق جهات عدة من أجل التوصل إلى حلول جذرية تخدم جميع الأطراف.