+A
A-

خطباء الجمعة: التكاتف الشعبي والالتفاف حول القيادة في إجراءاتها لمواجهة الإرهاب

المنامة - بنا: دعا عدد من خطباء المساجد اليوم في خطبة الجمعة إلى ضرورة الالتفاف حول القيادة ودعم إجراءاتها لمجابهة أولئك الذين يفسدون في الأرض ويروعون الآمنين إثر العملية الإرهابية التي شهدتها قرية سترة وأسفرت عن استشهاد شهيدين من رجال الشرطة، لافتين إلى أهمية الاقتصاص لأولئك الذين يسهرون على أمن المواطنين ومقدرات الأمة وتطبيق القوانين الرادعة التي تمنع مثل هؤلاء الموتورين المرتبطين بالأجندات الخارجية من تكرار أفعالهم الخبيثة.
من جهته تساءل خطيب جامع الفاتح الإسلامي فضيلة الشيخ عدنان القطان في بداية خطبته “ماذا يريد هؤلاء المتطرفون والمخربون؟”، في إشارة للحادث الإرهابي في سترة، مؤكدًا أن “من أعظم الذنوب، وأكبرِ الكبائر، سفكَ الدم الحرام، وقصدَ المعصومين، بالتخويفِ والتّرويع والإيذاءِ والقتل، ناهيكم باستخدامِ وسائل التفجيرِ والتخريب والهدم والتدمير، فكلّ ذلك من أشدِّ أنواع الفساد في الأرض والإفسادِ في الخَلق”.
وقال “لا بدَّ من وقفةِ حِساب، وموقفِ محاسبةٍ، وإن الأعداء المتربصين بالمسلمين، استطالوا عليهم بألسنَتِهم وأسلِحتِهم وإعلامهم وأقلامهم، واستنفَروا دولاً وجمعيّاتٍ ومنظَّمات وهيئاتٍ، حتى جعَلوا المظلومَ ظالمًا، وصاحبَ الحقِّ باغيًا”، مشيرًا إلى أن أعمال العنف والجريمة والتي وصفها بـ “التصرفات الحمقاء، قدَّمت الذرائعَ والمسوِّغات لمزيدٍ من التدخّل والتسلُّط، ومزيدٍ من الإثارات والثارات على الإسلام وأهلِه ودياره، ولم يستفد من ذلك إلا الحاقِدون والموتورون الذينَ يسرُّهم أن يختلطَ أمرُ الأمة ويختلَّ أمنها ويضربَ بعضها بعضًا”.
وذكر أن “المتطرفين الإرهابيين هاجموا بلادَهم، وقتَّلوا أهليهم ورجال أمنهم، وخفروا ذمّةَ ولاةَ أمورهم، وروَّعوا الآمنين، وفتحوا الأبوابَ لتمكين المتربِّصين، وهو ما يجر البلاد والعباد إلى ويلاتٍ تحلق الدينَ، وتزعزع الأمنَ، وتشيع الفوضَى، وتحبِط النفوس، وتعطِّل مشاريعَ الخير ومسيرةَ الإصلاح”.
وتساءل “هل يريد هؤلاء الموتورون أن يذلَّ الأحرار وتدَنَّس الحرائِر ويخرجَ النّاس من ديارهم؟! هل يريدون أن يكثرَ القتل وتنتهَكَ الحرُمات، وتتفرّقَ الناس كما هو واقعٌ في بعض الديار التي عمَّتها الفوضى والثورات وافترَسها الأعداء؟! ألا يعلَم هؤلاء المخربون، أنّه على طولِ التاريخ لم تنجَح حركةٌ تتَّخِذ من العنف مسلكًا؟! ألم يعلَموا أنه لا يمكِن أن يؤدّيَ الإرهاب إلى تحقيقِ هدَفٍ أو مكسب؟! ناهيكم إذا لم يكُن له هدفٌ واضح أو قضيّة بيّنة، فضلاً أن يكونَ له هدف مشروعٌ أو حقّ ظاهر، ألا يعلم هؤلاء المتطرفون الأغرار أنّه لا يوجَد أحَدٌ مِن العلماء الثقات الذين يخافون الله وممّن يُعتَدّ به، أجازَ مِثلَ هذه الأعمالِ والتصرّفات”.
وبين أنه “يجب توعيةُ النّاشئة وتذكيرهم بعظَمَ جُرم هذا الإفسادِ وخطَره على الدّين والدّنيا، وإنّنا بحاجةٍ إلى المواجهةِ بكلِمة الحقِّ الصادِعة، والقولِ السّديد”، داعيًا “العلماء والمفكِّرين، وأصحابِ الرأي والقلم، بتحمل مسؤولياتهم في توجيهِ الشّباب وتثقيفِهم وتوعيَتِهم وحمايَتِهم من الانسياق وراءَ أصحاب الأفكارِ الشاذّة والمنحرفة، وأصحابِ الأغراضِ والأهواء، وأنه لا بدّ من حسن التوظيف للمنابر ووسائل الإعلام والنشر والمناهج والسعي الجادِّ نحو حِفظ الدين والبلاد والعباد والأمّةِ، وأنه يجب التوجُّه نحوَ حِفظ الحقوق، وبِناء القوّة، والسعي الجادّ في حِفظ جمعِ الكَلِمة، والمحافظَة على وحدةِ الصفِّ، ونبذ الطائفية، ومعرفةِ فِقهِ الخِلاف، وأدَبِ الاختلاف، وحسنِ الدعوة إلى الله، والجِدال بالتي هي أحسَن لا بالتي هي أخشن، والحوارِ الهادِئ والنّقد البنّاء”.
ودعا في ختام خطبته إلى “تطبيق الشرع والقانون بكل حزم، والاحتكام إلى العدالة الرادعة من دون تريث أو تمهل، وتغليظ العقوبات على الفاعلين والمحرضين والمدبرين لهذه الأفعال الإجرامية، سائلاً الله تعالى أن يحفظ علينا أمننا وإيماننا، وأن يحفظ بلادنا البحرين، وولاة أمورنا وشعبنا من كل سوء ومكروه”.
واعتبر خطيب مسجد هشام جعفر آل ريس بالرفاع الشرقي فضيلة الشيخ عبدالله بطي في خطبته المعنونة بـ “النهي عن الفساد في الأرض” أن الله تعالى أمر بالإصلاح، وأثنى على المصلحين، ونهى عن الفساد في الأرض، وأخبر أنه لا يحب الفساد وأهله، مشيرًا إلى أن “الإفسادُ في الأرضِ بعد إصلاحِها، من أعظم المُحادَّة لله ورسولِه، لِما فيه من هدمٍ للمصالِح، ونقضٍ للمنافِع، وترويع الآمنين، وإزهاق الأرواح البريئة، وقطع السبيل على المسلمين”.
وذكر أن “من أعظم أنواع الفساد، التي نهت عنها الشريعة الإسلامية، وشددت على حرمتها، سفكُ الدّماء، وقتلُ النفس التي حرَّم الله قتلَها”، داعيًا إلى أن “يحذَر المسلم من أن يكونَ من أهلِ الإفساد من حيث لا يشعر، وليتدبَّر أمرَه، وليتَّق الله فيما يأتي ويذر، سائلا المولى عز وجل بأن يحفظ البلاد والعباد من الفساد والمفسدين، وكيد الفجار والمنافقين، ويرد كيد الأشرار إلى نحورهم”.
وأكد أن” الكل سمع ورأى تلك الأفعال الإجرامية، التي قامت بها مجموعة الفساد في الأرض، من اعتداء سافر على رجال الأمن”، لافتًا إلى “أن من يقوم بمثل هذه الأعمال الإجرامية، ما هم إلاّ أناسٌ تجرّدوا من إنسانيتهم، ومروءتهم، وفطرتهم، التي فطرهم الله عليها، بل وتجرّدوا من إيمانهم، وانتكست عقولهم”.
وشدّد على أن “هذه الأفعال الإجرامية هي نتيجة للتدخلات السافرة في شئون مملكة البحرين من إيران، داعيا كل مسلم ومسلمة إلى الرجوع إلى الله تعالى، والضراعة إليه، أن يكشفَ الغمة عن مملكة البحرين، وأن يُهلك الشرَّ وأهله، وأن يجعل كيد أهل الشر في نحورهم”.
وأوضح “أهمية التكاتفُ والتعاونُ مع ولاة أمرنا، والتعاونُ مع رجال الأمن، مؤكدًا أنهم وحسب الحديث النبوي في رباط في سبيل الله تعالى، وأجرهم عظيم في الدنيا، وأثره باقٍ إلى أن تقوم الساعة، ولهم في الآخرة أجر عظيم”، مبتهلا لله تعالى في ختام خطبته بأن “يوفّق مليكنا ورئيس وزرائه وولي عهده وأن يحفظ البحرين وأهلها من كل سوء ومكروه”.
وأعرب خطيب جامع وزارة شؤون الإعلام الشيخ عيسى الظاهر عن استنكاره واستهجانه لحادث التفجير الإرهابي الذي وقع في سترة والذي استهدف رجال الأمن واصفا هذا العمل بـ “الفاجعة التي تخرج عن تعاليم الدين وبعيد عن توجيهاته الكريمة وهداياته القومية ودلالاته المباركة”.
وقال “إن دين الله عز وجل دين كامل تام في جميع أبوابه ويدعو إلى الرحمة والإحسان والعطف والبذل والعطاء ويدعو إلى العدل والبعد عن الظلم وانه ليس في ديننا عنف أو ظلم أو بغي أو عدوان”، مشددًا على “أن الأعمال الإجرامية تعد مخالفة لتوجيهات الدين وبعيده عن حكمته وأحكامه وقيمة آدابه لأنه في هذه الأعمال النكراء قتل للأنفس وإزهاق للأرواح المعصومة بغير حق”.
وأوضح “أن هذه التفجيرات وإن كانت ضربة في مكان واحد وتفجيرا في مكان واحد فهي في الحقيقة ضرب في جسد الأمة وأبناء الوطن”، داعيًا إلى “ضرورة السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين والى تحقيق الإخوة الإيمانية والرابطة الدينية وألا يكون أمر المسلمين مبنيًّا على تعصبات عرقية وحميات جاهلية تنشر بين الناس التطاحن والتدابر”، سائلاً المولى عزّ وجلّ أن “يحفظ مملكة البحرين آمنة وسالمة وأن يحفظ قيادتنا الحكيمة، وأن يرد كيد المفسدين الإرهابيين في نحرهم ويمكن أجهزة الأمن منهم”.
من جانبه، وصف خطيب جامع الفاروق بالمنامة عيسى المطوع حادث سترة بـ “العمل الإثم المتناهي في الجرم والذي يعد انتهاكًا لأمن وطن بأكمله”، معتبرًا أنه “نتيجة تخطيط وتحريض مستمر وتعاون وثيق مع دولة خارجة على الإسلام وأهله”.
وقال “إن هذه الجريمة النكراء ليست جريمة قتل عادية ولكنها جريمة قتل رجال أمن لهم حرمة مشددة لما يقومون به من واجب حفظ أمن جميع المواطنين والمقيمين في البحرين”، مقدما العزاء لأهل الشهداء والبحرين بأسرها ملكًا وحكومة وشعبًا.
ودعا “لتطبيق القصاص العادل على كل من قتل من قبل والان وفي المستقبل”، موضحًا “أن العفو والتسامح مع القتلة ما زادهم إلا عتوًّا وإجرامًا وجرأة على دماء الناس، وأن تطبيق الحكم الشرعي هو صيانة لأمن المجتمع وحفظ لأرواح رجال الأمن”، سائلاً المولى عزّ وجلّ “أن يحفظ علينا أمننا وأن يوفق ولاة أمرنا إلى ما يحبه ويرضاه وأن يجزي رجال أمننا البواسل خير الجزاء وأن يرحم الشهداء وأن يخذل الأعداء”.
ومن ناحيته، أدان الشيخ خطيب مسجد الحد الجنوبي محمد المالكي ما وصفه بالعمل الإرهابي الجبان الذي قام به مجموعة من الذين يفسدون في الأرض والذي استهدف رجال الأمن، حاثًّا المسلمين على الرجوع إلى الله تعالى والتعاون مع ولاة الأمر ورجال الأمن والدعاء لهم أن يحفظهم الله من شر العابثين والمفسدين”.
وقال الشيخ علي مطر خطيب مسجد أبي بكر الصديق بالمنامة إن “من محاسن ديننا السمح العظيم، أنه يأمرنا ويوجب علينا مراعاة العدل والإنصاف في أقوالنا وأفعالنا ومواقفنا وشهاداتنا وأحكامنا مع الغير”، معتبرًا أن “من كمال العدل أن لا يؤاخذ أحد بجرم وخطأ غيره ما لم يكن له يد فيه”.
من جانبه، اعتبر الشيخ خطيب جامع عيسى بن علي بمدينة حمد فريد التوني “إن ما قامت به تلك الفئة الباغية من أفعال إجرامية، بالفساد في الأرض من اعتداء سافر على رجال الأمن والذي استشهد إثره شرطين إثناء أدائهما واجبهما، وأصيب فيها منهم الكثير – لا يشك عاقل إنهم أناس تجردوا من انسانيتهم ومروءتهم بل وتجردوا من إيمانهم وانتكست ضمائرهم”.
وأكد أن “هذه الأفعال الإجرامية هي نتيجة للتدخلات السافرة من بعض الدول التي تحتضن الشر وأهله وتشجع مثل هذه الأفعال العدائية التي ينكرها كل العقلاء”، داعيًا “جميع من يعيش في ربوع هذه المملكة المباركة الرجوع إلى الله تعالى والضراعة إليه بأن يكشف الغمة عن مملكة البحرين وأن يهلك أهل الشر، وأن يجعل كيدهم في نحورهم”.
كما شدّد خطيب جامع الشيخ عيسى بن علي على أن “علينا التكاتف مع ولاة أمرنا والتعاون معهم في ما من شأنه حفظ الأمن وقطع دابر المفسدين، كما علينا التعاون مع رجال الأمن، فهم العين الساهرة على امن البلاد والعباد، والدعاء لهم أن يحفظهم الله من بين أيديهم ومن خلفهم وأن يقيهم شر المجرمين وعبث العابثين”.