+A
A-

جمعان الرويعي... “سعدون”

البلاد - أسامة الماجد
دائما يكون هناك عمل يرسخ في ذاكرة الفنان أو الفنانة ويعتبره هو العمل الذي قدمه إلى الجمهور سواء في المسرح أو التلفزيون، ولعل الملاحظ هو أن موسم شهر رمضان يعتبر من المواسم التي يشتهر فيها الفنان ويعتبره البعض بوابة دخوله إلى عالم الشهرة بالعمل الذي يقدمه. في هذه الزاوية اليومية سنستعرض معكم طوال أيام الشهر الفضيل الفنانين الذين برزوا وتميزوا في أعمال خالدة عرضت في شهر رمضان المبارك تحديدا وسجلت نجاحا كبيرا ومازالت محببة عند المشاهد. سنقدم كل يوم وجها عرفه المشاهد في شهر رمضان بعمل متميز على المستوى المحلي والخليجي والعربي. ربما هناك أعمال أخرى اشتهر فيها ولكن سنركز في هذه الزاوية اليومية على نقطة الانطلاقة الحقيقية.
لاشك أن الفنان جمعان الرويعي قدم في مشواره العديد من الشخصيات سواء في المسرح أو في التلفزيون، بيد أن أكثر شخصية مؤثرة في نظر المشاهدين هي شخصية “سعدون” في المسلسل الذي حمل نفس الاسم والذي أنتجه تلفزيون البحرين عام 1998 من تأليف راشد الجودر وإخراج أحمد يعقوب المقلة.
تدور أحداث حلقات مسلسل سعدون في قالب من التراث الخليجي البحريني والدراما الاجتماعية، ويتناول مسلسل سعدون العديد من الجوانب الاجتماعية والسياسية والثقافية في المجتمع البحريني والخليجي، والصراع مع الاستعمار البريطاني ووقوف المجتمع البحريني أمام الاستعمار، وعلى الجانب الاجتماعي نجد الشخصية الرئيسية وهي شخصية “سعدون” الذي يعاني من الفقر وسوء الحال بعد أن هرب من منزله نتيجة معاناته من تسلط مبارك زوج أمه، فقرر سعدون أن يهرب من المنزل ويعتمد على نفسه، وأثناء رحلة هروب سعدون يتعرف على جسمان ومهدي ليصبحوا أصدقاء وليعيشوا رحلة كفاحهم سوياً، حيث سمح مهدي لجسمان وسعدون أن يسكنا في منزله مع جدته الكفيفة وهي سيدة طيبة سمحت لهما بالبقاء في المنزل، كما يتعرف سعدون على الأستاذ إبراهيم الذي يعتبره سعدون بمثابة أخ أكبر له حيث يستمع لمشاكله الخاصة ويجيبه على الكثير من الأسئلة المحيرة التي تجول في خاطره، وأيضاً يناقش مسلسل سعدون العديد من القضايا الاجتماعية والمشاكل الأسرية ومنها ظلم الأقارب والفقر والطلاق والجوع والبطالة وأثر المعلم وفقدان الوالدين والتضحية وغيرها الكثير من القضايا الاجتماعية الخطيرة، ويعتبر مسلسل سعدون واحداً من أفضل الأعمال الدرامية والاجتماعية البحرينية على الإطلاق.