+A
A-

الخبرة صنعت الفارق

وارسو- (رويترز العربية): وفي النهاية طغى الواقع متجليا في فوارق تتعلق بالمستوى والميزانيات والخبرات في نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم يوم الأربعاء ليذهب اللقب لأشبيلية للعام الثاني على التوالي وهو الذي كان مرشحا بارزا لنيله.
لكن الفريق دنيبرو دنيبروبتروفسك الأوكراني لم يشأ أن يحدث هذا قبل أن يثير الرعب في صفوف منافسه الإسباني الكبير في طريقه للهزيمة 3-2 في مباراة نهائية مثيرة بالاستاد الوطني في وارسو.
وفي بعض الأوقات بدا أن الفريق القادم من مدينة صناعية تدور في جوارها حرب أوكرانيا المستعرة غير قادر على المنافسة.
فحتى جناحه البارز يفجين كونوبليانكا الذي ظهر حاسما لا يشق له غبار ليقود الفريق لتجاوز أياكس أمستردام ونابولي في أدوار سابقة وقف يعاني للوصول لمستواه في أول نصف ساعة أمام الخبرات المتوفرة لدى الفريق الإسباني.
لكن الأغرب كان ظهور لمحات من التعالي لدى أشبيلية حتى وهو متأخر بهدف من هجمة نادرة لدنيبرو أحرزه من هجمة منظمة قوامها الدفاع المكون من خمسة لاعبين لم يتركوا نصف ملعب فريقهم تقريبا طيلة المباراة.
وتقدم أشبيلية 2-1 بعد نصف ساعة وبدا وكأنما قد انتهى كل شيء مبكرا.
لكن دنيبرو الذي انتصر ست مرات فقط في 14 مباراة وصولا للنهائي استخرج من جعبته الكثير ليسجل هدفا آخر ويقاتل بقوة خلال الشوط الثاني ليجعل النهائي أكثر إثارة.
وقبل وصول الفريق الأوكراني للنهائي تحدث قائده رسلان روتان البالغ من العمر 33 عاما والذي قدم لمحات مميزة في هدف التعادل عن خوض المباريات في ملاعب تبعد بمئات الكيلومترات في العاصمة كييف خاصة في غياب الجمهور.
لكن الفريق لم يترك الفرصة تمر دون كفاح.
وقال المدرب ميرون ماركفيتش في مؤتمر صحفي “خبراتهم أكبر لكننا حاولنا أن نظهر طريقة جيدة في اللعب.”
وضمت تشكيلة دنيبرو - التي اعتمد النادي في بنائها على أموال الملياردير الأوكراني إيجور كولومويسكي ومؤسسة مصرفية - عددا كبيرا من اللاعبين المخضرمين الذين سبق لهم اللعب في أندية كبرى بأوروبا.
ويقدر موقع لإحصاءات كرة القدم القيمة المالية للتشكيلة بنحو 110 ملايين دولار.
لكن أشبيلية الذي منحه التتويج مكانا ليلعب في دوري أبطال أوروبا يساوي ضعف هذه القيمة وبحوزته الآن ملايين إضافية من إيرادات البث التلفزيوني من المسابقة الأوروبية بالإضافة للأموال التي تدرها مباريات دوري الدرجة الأولى الإسباني واسعة الانتصار عالميا.
وبالنسبة لآلاف من المشجعين الأوكرانيين الذين قطعوا الرحلة إلى الجارة بولندا لحضور المباراة بأزياء ميزها اللونان الأزرق والأبيض بعد ثلاث سنوات من اشتراك البلدين في استضافة نهائيات بطولة أوروبا 2012 فإن في الحدث نفسه الكثير من التعويض.
وقال صحفي أوكراني لماركفيتش “أيها المدرب.. أريد أن أشكرك على هذا الموسم.
“لمرة واحدة لا نشاهد الفرق الأخرى وهي تلعب.. فنحن هنا.”
وبلغ كارلوس باكا مهاجم أشبيلية ذروة قوته ولم تفلح أي استعدادات من ماركفيتش في إيقافه.
وتوقع ماركفيتش أن يكون لباكا أثر ودرب لاعبي فريقه على هذا الأساس لكنهم لم يفلحوا في إيقاف اللاعب الكولومبي الذي أنهى الموسم وفي حصيلته سبعة أهداف بالمسابقة القارية.
وقال ماركفيتش للصحفيين “ركزنا بشكل كبير على هذا الأمر.. كنا نعرف أن باكا سيلعب دورا هجوميا في منتهى القوة.
“للأسف تركناه يفعل ذلك.”
وقال ماركفيتش “قبل المباراة كان دوجلاس واحدا من أفضل المدافعين في أوروبا.
“سأقول إنه كان أحد أفضل اللاعبين على الإطلاق.. ربما لم يكن اليوم في أفضل حالاته.”
وأضاف “لكن حين يسجل مهاجم هدفين يمكنك ربما القول إن المدافع لم يكن قادرا على منعه. لكن اليوم يجب أن تشيد بالمهاجم (باكا) .. لقد لعب بطريقة جيدة جدا.”