+A
A-

فرات البسام ل “البلاد”: “عاصفة الحزم” غيّرت مسار الفكر العربي

البلاد - بدور المالكي
أكد أمين عام الهيئة التأسيسة للبرلمان الإعلامي العربي مستشار هيئة الحكماء بالمجلس العربي الافريقي للتنمية والتكامل أن نفاد صبر دول الخليج والعرب والعالم، على ما قام به الحوثيون من ضرب للشرعية، جعل المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون تتخذ قرار انطلاق “عاصفة الحزم” كآخر حل وذلك بعد فشل كل الحلول السياسية والدبلوماسية، مشددا على أن هذا القرار قرار الصحيح، لأنه تنفيذ للشرعية الدولية، فالمادة 51 من قرارات الامم المتحدة تجيز ماقام به التحالف، وهو من صلب القانون للدفاع عن الشرعية في اليمن، وايضا المادة 8 من قرارات الجامعة العربية تجيز هذا العمل وايضا هي من القرارات المؤسسة للجامعة والداعمة لوحدتها.
واشار في حوار خاص مع “البلاد” خلال زيارته للبحرين إلى الشروع بافتتاح أول مكتب للصحيفة “أنباء اليوم” السعودية في البحرين، بعد الكويت، إلى أن مملكة البحرين اصبحت عاصمة لكل الدنيا كما أراها، إذ اصبحت الحضن الجامع للمؤتمرات الدولية السياسية والثقافية والاقتصادية، كما ان وضع البحرين على قائمة الدول المتحضرة والديمقراطية وذي التاثير السياسي، كما ان مشاركتها في التحالفات تعطيها الدور البارز في المنطقة.
وقال ان استمرار السياسة الحكيمة لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تضع البحرين في اوئل الدول التي تتصدر المشهد السياسي الاقتصادي والاعلامي، كما ان دور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ودعمه للقيم العامة في نهضة البحرين له صداه الاقليمي والدولي، وبلا شك فإن وجود سند مثل ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بهذا الفكر والنشاط يعطي البحرين وشعبها اولوية في كثير من قضايا هذه الامة وتقدمها.

وفيما يلي نص الحوار:
كيف تقيمون الوضع ما قبل عاصفة الحزم من الناحية العسكرية والسياسية في المنطقة بصورة عامة؟

- الكثير يعتقد ان الفوضى عمت المنطقة منذ دخول ما يسمى بـ “الربيع العربي” منذ اربع سنوات، لكن في الحقيقة ان بداية الفوضى هو في سنة 2003، عندما اجتاحت اميركا العراق وحلت الجيش العراقي ومؤسسات الدولة واصبحت العراق تقودها مليشيات تسيطر على الارض وعلى القرارات السياسية لعدة سنين وكان هذا بتنفيذ وادارة اميركية.
وهذه الفوضى اثرت حينها على دول الجوار العربي بعد دخول ايران بقوة للعراق من خلال المعارضة التي شكلت وعاشت وتغذت عسكريا وسياسيا في ايران، من هنا بدأ الصراع الاقليمي والتوسع وكان على شقين شق سياسي وشق طائفي. ثم دخلنا بعدها هذا الركام الى ما سمي بـ “الربيع العربي” والثورات التي كان التدخل الغربي أكبر عامل لفشلها.
وبقيت دول مجلس التعاون بحمد الله مستقرة لما تحمله من ميزة نادرة وهو التفاف الشعب لقياداته والعكس ايضا، وكان النهج المعتدل في السياسة الداخلية والخارجية عامل استقرار للخليج فاصبح الخليج مستهدفا بما انه الحلقة القوية والمستقرة في الصراع الاقليمي المحتدم، ولكن تصريحات المسؤلين الايرانيين الاخيرة تثير اي عربي بما انها اعلنت انها تحتل اربع عواصم عربية وايضا ما ذكروه مسؤولون ايرانيون ان الامبراطورية الفارسية عادت وعاصمتها بغداد وايضا التدخل العلني في اليمن ودعم الحوثيين، من هنا نفد صبر الخليج والعرب والعالم مما جعل المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاوان تتخذ قرار انطلاق “عاصفة الحزم” كآخر حل بعد ان نفذت كل الحلول السياسية والمناشدات من قبل الخليج والعرب.

ما الأبعاد العسكرية والسياسية لعاصفة الحزم على المستوين العربي والدولي؟
- ان الصراع بين اوربا الشرقية واوربا الغربية سابقا كان صراعًا بين كنيستين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الارثوذكيسية وغطى هذا الصراع بغطاء سياسي وحاولت بعض تلك الدول تحويل المنطقة العربية من صراع سياسي الى صراع طائفي لكن هذه اللعبة لم تمر على اذكياء العرب لذلك جاءت “عاصفة الحزم” لتقضي عى هذا الوهم والفكر الطائفي المقيت الذي حاولوا أن ينشروه، وهكذا كانت أبعادها بكل ما يقال انها ايجابية حتما بما انها كانت الحل الوحيد لا اعادة الشرعية في اليمن، وعودة الاستقرار لليمن وكذلك ايقاف الاستهتار والاستخفاف الحوثي بكل الشرعيات السماوية والسياسية والاجتماعية، وتعديها السافر على الدول العربية والخليجية بالذات وكذلك رفض تلك المليشيات لكل النداءات الدولية والعربية وبكل الاحوال ان المجتمعين الدولي والعربي متفق تماما بان مايقوم فيه الحوثيون هو تعدي على الاعراف والقوانين الدولية وكانت نبرات التهديد والطمع تسيل لعاب الحوثين، ولولا حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي واتخاذهم قرار بالضربة الاستباقية المفاجئة لكان الوضع والسيناريو مأساوين بكل التفاصيل على الخليج والوطن العربي والاقليمي وكانت ستخطف عواصم اخرى كما خطفت صنعاء.

كيف ترون قرارات القمة العربية، وهل كانت على مستوى الحدث في ماتمر فيه المنطقة؟
- أهم ما ميز هذه القمة هو ما كان يحتاج له المواطن العربي الا وهو وحدة الكلمة والقرار لردع اي طامع واظهار القوة الحقيقية للعرب، وكان دور صاحب الجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز دورًا بطوليًا وصاحب القرار الذي اثلج صدور الجميع من ملوك ورؤساء وشعوب هذا القرار اعطى زخما كبير ودافع من الثقة بالنفس ولد قرار كبيرا بانشاء قوة عربية تكون اختيارية وليس اجبارية، وهذا قد اخرج القمة برسالة موجها للجميع ومكملة لعاصفة الحزم بان العرب قادرون على الدفاع عن أنفسهم في حال تعرضهم لأي اعتداء، كما كان هناك رد قوي واقعي من وزير خارجية المملكة العربية السعودية الامير سعود الفيصل على رسالة الرئيس الروسي التي ارسلها للقمة، وأوضح فيها الفيصل ان روسيا جزء من الصراع الذي يدمر الشعب السوري بدعمه لحكومة بشار الاسد الذي لم يتوانه باستخدام كل الاسلحة بضرب الشعب الاعزل والجيش الحر الممثل الحقيي للشعب السوري، واعتقد كانت هناك وحدة في هذا الرد الحكيم والذي اتى بوقته وحينه لذلك كانت القمة مختلفة هذه المرة بما ان اجمع عليها الشعب العربي بالتايد والثقة العالية.

كيف تقيمون المبادرة السعودية ودول مجلس التعاون بتوجيه ضربة للحوثين في اليمن وهل تعتقد انها تكفي للقضاء على التمرد في اليمن؟
- بالتأكيد ان التقيم كان واضحا بالفرحة بوجوه الشعوب المسلمة والعربية، ان أشرنا في هذا الجانب على المستوى الشعبي، اما على النحو السياسي والعسكري كان لا بد من اتخاذ هذا القرار بناء على ما كان يخطط له الحوثين والمليشيات الاخرى في التهديد المباشر لدول الخليج العربي وكذلك الاستهتار من قبل الحوثين بكل القرارات الشرعية والدولية واحتلالها للعاصمة صنعاء واحتجاز رئيس الجمهورية ورئيس الحكومه والوزراء اعتقد انها عملية قرصنة بامتياز، وهي عملية لايمكن السكوت عنها.

هناك البعض، ممن يرى أن ما قام به التحالف يعتبر خارج نطاق الشرعية؟
- ابدا العكس هو الصحيح؛ لأنها تنفيذ للشرعية الدولية، فالمادة 51 من قرارات الامم المتحدة تجيز ماقام به التحالف، وهو من صلب القانون للدفاع عن الشرعية في اليمن، وايضا المادة 8 من قرارات الجامعة العربية تجيز هذا العمل وايضا هي من القرارات المؤسسة للجامعة والداعمة لوحدتها، وايضا يبقى للتحالف الحق الادبي والاخلاقي وحق الدفاع عن النفس وعن الشعب الشقيق والشرعية الموجوده في اليمن، والتحالف هو جوهر الدول العربية والجامعة التي اجمعت بكاملها، وبالاضافة الى طلب الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصو هادي الى تدخل الدول لانقاذ اليمن من الحوثين والتدخل الايراني.

ما تأثير “عاصفة الحزم” على المستوى الاقليمي خصوصًا على دول كالعراق وسورية ولبنان؟
- اجبرت عاصفة الحزم الجميع على اعادة صياغة سياستهم السابقة، وحتى الاوربيون وغيرهم من الدول الاقليمية ، فالقوة التي ظهرت فيها المملكة العربية السعودية واشقائها الخليجين لقنت الجميع درسا، وأنا اريد تسميتها بـ “الصقعة” على كل من كان يحاول الاستهتار والاستهزاء بأمن وسيادة دول مجلس التعاون، فما كانت تقوم به بعض الدول مثل ايران وبعض المليشيات، كان غير آخذ في الاعتبار وجود دولنا الخليجية والعربية، واليوم وبعد انطلاق “عاصفة الحزم”، نرى أن كل الدول العربية الى الحضن الام، واعتقد انه حلف بعيد الامد وليس وقتيا او آنيا وسيكون هذا الحلف قوة اقليمية يحسب لها الف حساب حتى على المستوى الدولي، لذلك سيعاد قراءة الملفات في سوريا والعراق بحيث يعاد حساب وجود قوة عربية اقليمية تصر على اعادة الشرعية لتلك الدول واعادة الاستقرار فيها، وهذا ما يحصل قريبا كما نراه من خلال ردة الفعل لعاصفة الحزم من الناحية السياسية والعسكرية وعلى المستوى الاممي والقاري.

كيف ترون موقف مملكة البحرين في هذه القرارات والمشاركة في عاصفة الحزم؟
- مملكة البحرين اصبحت عاصمة لكل الدنيا كما أراها حيث انها اصبحت الحضن الجامع للمؤتمرات الدولية السياسية والثقافية والاقتصادية من خلال ماتقوم فيه البحرين اليوم وضع البحرين على قائمة الدول المتحضرة والديمقراطية وذو التاثير السياسي ووجود البحرين وحاضوها ة بقرارات مجلس التعاون الخليجي والقرارات العربية كما ان مشاركتها الفعليه بالتحالفات تعطيها الدور البارز في المنطقة.
ان استمرار السياسة الحكيمة لجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة تضع البحرين في اوئل الدول التي تتصدر المشهد السياسي الاقتصادي والاعلامي، كما ان دور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ودعمه للقيم العامة في نهضة البحرين له صداه الاقليمي والدولي، وبلا شك وجود سند مثل ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بهذا الفكر والنشاط يعطي البحرين وشعبها اولوية بكثير من قضايا هذه الامة وتقدمها.

هل قرار إنشاء جيش عربي موحد سيكون له دور في اعادة الاستقرار في الوطن العربي؟
- بلا ادنى شك ان تجربة درع الجزيرة في سنة 1990 م بغزو الكويت وايضا باحداث البحرين سنة 2011 تعطي مؤشرا ايجابيا اذا ما اتفق العرب كما في مجلس التعاون الخليجي على ادارة هذا الجيش بصدق النويا والعمل الجماعي وبروح واحدة وبالتأكيد أنه عامل ردع ورسالة لمن له اطماع في المنطقة وثرواتها، واعتقد أن مثل هذه المبادرات اتت متاخرة، ونحمد الله ان عاصفة الحزم غيرت مسار الفكر العربي على شقيه السياسي والعسكري واصبح الوجود والامن امرين من الثوابت التي لا يمكن التفاوض او المقايضة او السكوت عنها وهذا ما اعاد للعرب هيبتها وقرارها الذي أرسي منذ 3 عقود تقريبا.

ما المطلوب في المرحلة المقبلة للحفاظ وتقوية الأمن الخليجي؟
- اعتقد قد حان الوقت لاعلان الاتحاد الخليجي واليوم لدى دول الخليج، حكام حكماء، ولدينا رجل مثل الملك سلمان بن عبدالعزيز، قادر على استيعاب الجميع ووضع هذا الاتحاد في مساره الصحيح الذي يخدم جميع دول امجلس وتقويتهم وشعوب المنطقة كافة ونرى اليوم نموذج حي في الاتحاد الاوربي وما وصلت اليه تلك الدول من قوة سياسية واقتصادية وعسكرية لذلك يجب استغلال هذه المرحلة الجيدة بكل المقايس وهذه القوة لاعادة الخليج والوطن العربي للطريق الجديد والقوي والمحكم كما لا نريد ان ننسى ان دول مجلس التعاون الخليجي جزء من الحضن العربي، لذلك يعول الكثير على الدور العربي وهنا نقصد الجامعة العربية باكملها للوقوف خلف قرارات الجامعة بنوايا صادقة وايضا الوقوف خلف هذا الحلف في عاصفة الحزم؛ لانه الورقة القوية التي اصبحت درعا وسيفا في وجه اي تحدٍّ واطماع خارجية.