+A
A-

التهاب الجيوب الأنفية المزمن

التهاب الجيوب الأنفية يعني التهاب الجيوب التي تحتوي على الهواء في الجمجمة وعظام الوجه حول الأنف. يتطور التهاب الجيوب الأنفية المزمن حين يستمر الالتهاب لأكثر من 12 أسبوعاً. يشمل الفحص زيارة اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة كي يفحص جيوبك الأنفية.
يمكن التحكم بمعظم حالات التهاب الجيوب الأنفية المزمنة عبر العلاج الطبي. لكن إذا لم تتجاوب الأعراض أو الالتهاب مع العلاج الطبي، قد تصبح الجراحة ضرورية. الهدف من العلاج استعادة صحة الجيوب الأنفية ووظيفتها.
غالباً ما تكون أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن شبيهة بأعراض الزكام. ينجم الزكام في العادة عن عدوى فيروسية ويترافق مع سيلان الأنف أو انسداده، والعطس، وألم في الحنجرة، والعيون الدامعة، والحمى. يدوم هذا النوع من الالتهاب الفيروسي الحاد بين سبعة وعشرة أيام.
في حالات نادرة، قد تلتقط عدوى بكتيرية نتيجة الزكام، ما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب بكتيري حاد في الجيوب الأنفية. إذا حدث ذلك، ستزداد أعراض الزكام سوءاً بعد سبعة إلى عشرة أيام. قد يفرز أنفك أيضاً سائلاً أصفر أو أخضر، وتشعر بألم في وجهك أو أسنانك وتصاب بالحمى. يدوم التهاب الجيوب الأنفية الحاد حتى أربعة أسابيع. حين تستمر الأعراض لأكثر من 12 أسبوعاً، قد تكون مصاباً بالتهاب مزمن في الجيوب الأنفية. لكن قد يتطور بعض حالات الالتهاب المزمن بسلاسة ومن دون أي عدوى فيروسية سابقة.
عند الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، تصبح بطانة تجاويف الجيب الأنفي، أو الغشاء المخاطي، ملتهبة ومتورمة. لا تشمل أعراض هذا الالتهاب الحمى في العادة. قد تلحظ إفرازات أنفية سميكة وغالباً ما تكون خضراء أو صفراء، إلى جانب مشكلة احتقان الأنف. وقد تشعر بألم أو ضغط مستمر في خدّيك أو عينيك أو جبينك أو الجهة الخلفية من رأسك. تتراجع أيضاً حاستا الشم والذوق لديك. أحياناً، قد تتشكل أورام حميدة في الأنف، إذا كان الالتهاب سيئاً جداً. تحتل الأورام الحميدة الممرات الأنفية وقد تسبب مشاكل على مستوى التنفس من الأنف وتصفية الممرات وحاسة الشم.
خلال تقييم التهاب الجيوب الأنفية المزمن عند اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة، قد يجري طبيبك فحصاً بالكاميرا اسمه تنظير الأنف. لإجراء هذا الفحص، يتم دس أنبوب رفيع اسمه المنظار عبر أنفك ويكون مزوداً بضوء صغير وكاميرا على طرفه وصولاً إلى جيوبك الأنفية. في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى التصوير المقطعي أيضاً لتقييم وضع الجيوب الأنفية.
إذا كنت مصاباً بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، يتم اللجوء أولاً إلى العلاج الطبي لتقليص حدة الالتهاب. قد يوصيك طبيبك بأدوية مثل المضادات الحيوية، أو الستيرويدات عن طريق الأنف أو الفم، أو محلول ملحي للأنف. إذا لم يكن الدواء كافياً لتخفيف الأعراض أو السيطرة على الالتهاب، قد تحتاج إلى جراحة في الجيوب الأنفية. تشمل جراحة الجيوب الأنفية بالمنظار توسيع فتحات الجيوب الأنفية للسماح بتصفية الأنف وتهويته بطريقة أفضل. تحصل العملية كلها عبر الأنف من خلال استعمال المنظار. يُفترض ألا تؤدي إلى ظهور أي كدمات خارجية أو تورم. لا يكون هذا الإجراء مؤلماً جداً في العادة، مع أنك قد تشعر بالتعب والاحتقان في المرحلة اللاحقة.
لم يعد معظم الجراحين يستعمل شريط الأنف بعد هذه الجراحة، ما يجعل التعافي أقل إزعاجاً مما كان عليه. يُنفَّذ إجراء اسمه “التنضير” بعد بضعة أيام على الجراحة لتنظيف ممرات الأنف والجيوب الأنفية. غالباً ما يلحظ الناس تحسناً كبيراً في الأعراض بعد ذلك، ويتمكن معظم الأشخاص من استئناف نشاطاتهم العادية في تلك المرحلة.
في معظم الحالات، تسهم جراحة الجيوب الأنفية في تحسين الأعراض بدرجة كبيرة. لكن حتى بعد الجراحة، يحتاج عدد كبير من المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن إلى علاج مستمر مثل الاستعمال المؤقت للستيرويدات الأنفية وشطف الأنف حفاظاً على صحة الجيوب الأنفية.
إذا ظهرت لديك أورام حميدة في الأنف أو إذا زاد التهابك المزمن تعقيداً بسبب مشاكل تنفسية أخرى مثل الربو أو التهاب القصبات، من الأفضل تقييم حالتك على يد طبيب الأنف، أي جرّاح الأنف والأذن والحنجرة الذي يكون متخصصاً بالجيوب الأنفية واضطرابات الأنف.