+A
A-

السينما الهندية تقتحم سور الصين العظيم

قلّد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أخيراً، الممثل الهندي شاروخان، وسام جوقة الشرف من رتبة فارس. ويحمل النجم البوليوودي البالغ 48 عاماً، عدداً من الألقاب كالملك خان، والملك، وإمبراطور بوليوود، وقد أضاف إليها لقب فارس، أخيراً.
على خطٍ موازٍ، كان الممثل عامر خان، وهو منافس شاروخان، يتخطى الحواجز الثقافية كذلك، لا سيما بعد أن تم إطلاق فيلمه الأخير من نوع الإثارة والتشويق بعنوان دووم 3 ، في ألفي صالة عرض في الصين.
ويعتبر الشعبان الفرنسي والصيني من أكبر المتحولين إلى أفلام بوليوود والمتابعين لتطورها السريع. وتتمتع الأفلام الهندية منذ زمن بعيد بقاعدة من المعجبين الهنود المخلصين في كل أنحاء العالم، وقد أصبح اسم المخرج والممثل راج كابور مألوفاً في الخمسينيات والستينيات في الاتحاد السوفييتي، في حين وصلت الأفلام الهندية إلى الشرق الأوسط وإفريقيا.
شهدت الأفلام الهندية، خلال العقد الأخير، مزيجاً فريداً من المشاعر والأغاني والرقصات والأحداث الميلودرامية التي استقطبت متابعين لها في أسواق جديدة، وفقاً لشركة تقصّي حركة شبابيك التذاكر، رينتراك ، فقد ارتفعت عائدات الأفلام الهندية في 36 بلداً من 66.2 مليون دولار حصدها 69 فيلماً عام 2009، إلى 289 مليون دولار حققتها عائدات 170 فيلماً عام 2013.
وتتوزع قاعدة المعجبين بالأفلام الهندية في بلدان عديدة، مثل تركيا والبيرو وباناما والعراق. وقد سجل عام 1952 وصول أول الأفلام الهندية إلى الصالات اليابانية، علماً أن العرض المنتظم لها بدأ في العام الماضي.
يعتبر تيتي ماتسومورا، الموسيقي الياباني المعروف، أحد المعجبين بالأفلام الهندية، إذ أكد أن جاذبية العمل تكمن في المقاربة الحماسية للأفلام، وقال في رسالة له عبر البريد الإلكتروني: إننا نحب الأفلام الهندية الزاخرة بالمشاعر والأحاسيس، وهو أمر بات يفتقده اليابانيون حالياً .
الألمان كذلك مفتتنون بشاروخان، ويعود اندفاعهم ذاك إلى عام 2004، حين عرضت إحدى محطات التلفزة الألمانية مسلسلاً هندياً بعنوان سعيد تارةً، حزين طوراً ، ويلعب فيه شاروخان دور الولد المسلوخ، وابن أحد رجال الأعمال الأغنياء بالتبني. لقد فتحت هذه الميلودراما الملأى بالعواطف، بشعارها الأبرز المتمحور حول أهمية حب الوالدين ، الباب أمام أسواق جديدة.
إلا أن ماركة بوليوود لم تكن سهلة التسويق، في ظل المنافسة الشديدة من قبل أفلام هوليوود والإنتاجات الإقليمية الأخرى. وقد وجدت الأسماء الكبرى مثل استديوهات ديزني التي تنتج أفلاماً تحمل علامتها التجارية، صعوبة في اقتحام بلدان أخرى، بفعل المنافسة الهندية.
ذكرت آرميتا باندي، رئيسة قسم التسويق والتوزيع في استوديوهات ديزني، عدداً من العوامل في هذا الصدد:
يشكّل حاجز اللغة، والاستثمارات الكبرى المطلوبة لتطوير أسواق جديدة، والتعابير الخاصة في الأفلام الهندية، كما الفجوات الثقافية، عقبات كبرى . إلا أن شركة ريلاتيفيتي ميديا الأميركية قد دخلت أثناء مهرجان كان الأخير، في مشروع استثماري بقيمة مئة مليون دولار مع شركة بي فور يو للإنتاج في بوليوود.