+A
A-

العلامة الحسيني: المشاركة بالانتخابات واجب شرعي ووطني والتخلف عنها مأثوم قطعًا

حوار: شفيقة الشمري


أكد الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي العلامة السيد محمد علي الحسيني أن الأمة العربية والإسلامية تواجه خطرين رئيسين الأول خارجي يتمثل بإسرائيل المحتلة، والثاني داخلي ويُقصد به نظام ولاية الفقيه في إيران، معتبرا أن الثاني أكثر تأثيرا من الأول، ورأى العلامة الحسيني أن مقاطعة المعارضة للانتخابات هو أمر طبيعي؛ لأن قرار المشاركة أو عدمها بيد صاحب القرار السياسي في طهران، الذي يسيرهم وفق ما تحتاجه الأجندة الإيرانية، كما أن استقرار البحرين وإجراء الانتخابات التشريعية لا يصب في مصلحة هؤلاء، محذرا من أن المقاطعة تخدم أهداف وأجندة سياسية خارجية، داعيا جميع الفرقاء للمشاركة بالعرس الديمقراطي؛ لأنه واجب شرعي ووطني والتخلف عنه مأثوم قطعا.
من جهة أخرى، حذر الحسيني من المخطط المشبوه الذي تحيكه إيران ضد مملكة البحرين وسط أجواء الفتنة المهيمنة على كثير من الدول العربية، مستغلة أطرافا شيعية لبسط المزيد من نفوذها وهيمنتها بالمنطقة واستخدام ذلك كورقة ابتزاز تساوم فيها الدول الكبرى، مؤكدا أن إيران تريد للبحرين أن يحصل بها ما حصل في اليمن، داعيا لأخذ الحيطة والحذر وألا يجعل بعض البحرينيين أنفسهم وبلدهم وسيلة للأجنبي لتحقيق أهدافه فيها.
وقال الحسيني، في حوار مع جريدة “البلاد”، طرحنا أنفسنا كمرجعية سياسية للشيعة، وذلك من خلال عمل المجلس الإسلامي العربي في مساع نحو الفصل بين الانتماء للمذهب وللوطن من جانب، وبين التبعية لأفكار ومبادئ غريبة على أوطاننا وشعوبنا تعمل على دق إسفين بين أبناء الوطن الواحد وتمزق صفوفهم، وأشدد على ضرورة احتضان الشيعة العرب واسترجاع من غرر بهم من قبل نظام ولاية الفقيه، مؤكدا أن التصدي لدعوات ولايات الفقيه المشبوهة تكون عن طريق الحملات التوعوية وعن طريق إعلام هادف يكون قادرا على فضحها، مستدركا أن البحرين عصية على المخطط الإيراني، حيث تتمتع بمناخ صحي غير متوفر في أقطار عربية أخرى، وأن محاولة إشعال البحرين واستنساخ حالة من الدمار والفوضى فيها قد فشلت بسبب حكمة وسياسة جلالة الملك، فهو شخصيا يرعى المآتم ويساندها إضافة إلى أن سياسة المملكة قائمة على أساس الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح، مردفا أن البحرين توفر مناخا من الحريات الدينية والسياسية هي أفضل بكثير من تلك المتوفرة في إيران نفسها، وفيما يلي نص الحوار..


1 - في مملكة البحرين بذلت جهات خارجية مساعي خبيثة لتفتيت مجتمعه المتماسك وتمزيق نسيجه الوطني وفشلوا في ذلك فشلا ذريعا.. فما هي قراءتك للمشهد السياسي الراهن؟
الحسيني: لمرات عديدة وفي مناسبات مختلفة، أكدنا مرارا وتكرارا أن الأمة العربية والإسلامية تواجه خطر عدوين رئيسين متربصين بهما، أولهما خطر العدو الخارجي ونعني به إسرائيل، وثانيهما عدو داخلي ونقصد به نظام ولاية الفقيه في إيران، وكلا العدوين يسعيان لإلحاق الضرر بالأمتين العربية والإسلامية، لكن خطر العدو الداخلي، أي نظام ولاية الفقيه هو أكثر قوة وتأثيرا من العدو الخارجي؛ لأنه يقوم بالتغلغل داخل الأقطار العربية المختلفة باستغلال قضية فلسطين واستخدام مذهب التشيع خصوصا في سبيل زعزعة أمن واستقرار هذه الدول، وقد سبق أن أكدنا مرارا أن الأمنين القومي والاجتماعي العربيين مهددان من جانب هذا النظام. الحمد لله فإن مساعيه في مملكة البحرين قد تم فضحها وبانت أهدافه المشبوهة وظهرت دعواته الخبيثة على حقيقتها، والمطلوب حاليا حملة وطنية لتوعية الشعب بالنوايا المشبوهة والشريرة لهذا النظام.

2 - ما رأيك بدعوات المعارضة البحرينية لمقاطعة للانتخابات المقرر عقدها 22 نوفمبر الجاري؟
الحسيني: بصراحة ومن دون أي مواربة، من الطبيعي جدا أن يدعو هؤلاء لمقاطعة الانتخابات المقررة في 22 نوفمبر الجاري لأمرين:
أولا: لأن قرارهم في المشاركة وعدمها بيد صاحب القرار السياسي في طهران وهو يستعملهم كجسر يعبر من خلاله حسب مصالحه سواء في المحادثات النووية أو غيرها من المصالح.
ثانيا: إن استقرار البحرين وعمل المؤسسات التشريعية وإجراء الانتخابات لا يصب في مصلحة محرك هؤلاء قطعا بل يصب في صالح الشعب البحريني وهذا لا يريدونه أبدا, لذا المقاطعة تخدم أهدافا وأجندة سياسية خارجية يجب الحذر الكامل منها.
3 - وما هي دعوتك للشارع البحريني بشقيه السني والشيعي في الانتخابات النيابية المقبلة؟
الحسيني: إننا نؤمن أن مبدأ التغيير يكون فقط من خلال صندوق الانتخابات والمشاركة فيها من جانب مختلف الشرائح الشعبية البحرينية خصوصا السنة والشيعة، إنما هناك أكثر من ضرورة لها بل واجب شرعي ووطني والتخلف عنه مأثوم قطعا، خصوصا أن الله سبحانه وتعالى حبا المملكة بملك رحوم عطوف محب ومتابع لهموم وآمال وطموحات وتطلعات أبناء شعبه وأنه عادل ومنصف مع الجميع سواسية، ونعتقد أن المشاركة في هذه الانتخابات مهمة ومسؤولية وطنية وشرعية لها أكثر من مبرر ومسوغ، وليعلم أخواني أن التصويت في الانتخابات أمانة وطنية شرعية ووطنية يجب العمل بها.

3 - ترون أن التدخل الخارجي من دولة إيران وأتباعها في المنطقة العربية له دور كبير في تصعيد أحداث الفتنة بين عناصر الدول العربية، فما تقييمك لتلك التدخلات من النظام الإيراني خصوصا في مملكة البحرين؟
الحسيني: دعني أوضح أن هناك - وللأسف البالغ - ما يمكن وصفه بفتنة ذات طابع طائفي صارت تجتاح العراق وسوريا ولبنان واليمن وتلقي بظلالها نوعا ما على الأوضاع في البحرين والسعودية والكويت، وبطبيعة الحال فإن النظام الإيراني يستغل بعض شيعة العرب ويقف خلف هذه الفتنة ويغذيها بمختلف الطرق والسبل والوسائل، وهو يسعى من خلال ذلك لبسط المزيد من نفوذه وهيمنته على المنطقة واستخدام ذلك كورقة؛ من أجل مساومة وابتزاز الدول الكبرى، وبطبيعة الحال فإنه وبعد الأحداث المؤسفة الأخيرة في اليمن فإنه يريد تحقيق نفس الشيء في البحرين، خصوصا أن الموقع والمكانة الإستراتيجية لمملكة البحرين تمنح النظام موقعا تفاوضيا وابتزازيا أفضل من أي موقع آخر، وهذه نية معلنة من قبل كثير من قادة نظام ولاية الفقيه، وأن مملكة البحرين هي محافظة بل هي جزء من إيران، ولهذا فإن الواجب على الشعب والحكومة البحرينية أن يأخذوا الحيطة والحذر التام من هذا المخطط المشبوه ولا يجعلوا أنفسهم ووطنهم وسيلة للأجنبي كي يحقق أهدافه الخاصة.

4 - أردتم أن يكون المجلس الإسلامي العربي الذي أنشأتموه مرجعا سياسيا للشيعة العرب، فما هدفكم من ذلك؟

الحسيني: نحن ومن خلال طرحنا لأنفسنا كمرجعية سياسية للشيعة العرب ومن خلال عمل المجلس الإسلامي العربي، حاولنا الفصل بين الانتماء للمذهب وللوطن من جانب، وبين التبعية لأفكار ومبادئ غريبة على أوطاننا وشعوبنا تعمل على دق إسفين بين أبناء الوطن الواحد وتمزق صفوفهم، وقد عملنا طوال الأعوام الماضية من أجل إيصال رسالة خاصة مفادها أنه لا يجب أبدا الإخلال بالانتماء للوطن وللأمة والحذر من الدعوات الضالة المضلة لمن يريدون تحقيق أهدافهم وغاياتهم وأحلامهم المريضة والمشبوهة على حساب أمتنا العربية وأقطارها.
وأشدد على ضرورة احتضان الشيعة العرب واسترجاع من غرر بهم من قبل نظام ولاية الفقيه. من هنا من لا أمن له لا اقتصاد له ولا استقرار فإننا نعمل على المستويات كافة ونتعاون مع كل شريف في أمتنا حتى نعرف ما يخطط له المتربصون بنا الدوائر, ونكشفهم ونتصدى لهم، فالأمن القومي والفكري والسياسي أول اهتماماتنا وأولى أولوياتنا؛ لأننا نواجه عدوا تغلغل بداخلنا واستغل أبناء جلدتنا.

5 - تحدثتم سابقا عن ولاية الفقيه ودعواتها المشبوهة وخطورتها على شيعة البحرين والسعودية والكويت ودعوتم للتصدي لها، فما هي آليات هذا التحرك من وجهة نظركم؟

الحسيني: لابد من حملة سياسية ودينية توعوية، وأن يكون هناك إعلام هادف وحريص وملتزم على فضح الدعوات المشبوهة وما تتركه من آثار سيئة جدا، ويكفي أن نشير لما يحدث في العراق وسوريا واليمن ولبنان، فكلها من الثمار الفاسدة والسامة لشجرة ولاية الفقيه الخبيثة. علينا مسؤولية كبيرة تجاه من استغلهم نظام ولاية الفقيه من شيعة العرب وغرر بهم واستخدمهم لضرب الأمن القومي.

6 - هناك من يرون أن النظام الإيراني يسعى لصناعة قائمين بأعماله داخل دول العربية والإسلامية فما رأيك في ذلك؟
الحسيني: النظام الإيراني لا يسعى لصناعة قائمين بأعماله داخل الدول العربية والإسلامية وإنما هو قد قام بذلك فعلا عبر استغلال بعض الشيعة وتحريضهم ضد بلادهم، بل أكثر من ذلك استغل أيضا بعض المجموعات السنية لنفس الأغراض، ولعلنا إذا ما ألقينا نظرة على العراق وانتشار أكثر من 30 ميليشيا شيعية مسلحة تابعة وخاضعة للقاسم سليماني قائد فيلق القدس فيما عدا الأحزاب والهيئات والمؤسسات والجماعات السنية، فإننا نعرف بأن هذا النظام قد تخطى الحدود المألوفة، ونفس الأمر بالنسبة للبنان وسوريا واليمن، وقبل فترة صرح أحد كبار المسؤولين في النظام الإيراني بأن حدود بلادهم الجديدة قد صارت في الإمارات والبحرين بل على البحر المتوسط والضاحية الجنوبية، ولا ننسى الأحواز تحديدا وجزر الإمارات، أليس هذا مفهوما؟

7 - أنتم تتبنون منهج التسامح الديني والتآلف بين الشيعة والسنة، فما هو تقييمك لمناخ الحريات الدينية في مملكة البحرين؟
الحسيني: الحالة البحرينية حالة مميزة وتتمتع بمناخ صحي خاص نجده غير متوفر في أقطار عربية أخرى، وإن محاولة إشعال البحرين واستنساخ حالة من الدمار والفوضى فيها قد فشل وقبر في مهده؛ بسبب حكمة وسياسية جلالة الملك، فهو شخصيا يرعى المآتم ويساعدها إضافة إلى أن سياسة المملكة قائمة على الأساس الإسلامي الوسطي المعتدل المنفتح, ونضيف أن المملكة توفر مناخا من الحريات الدينية والسياسية هي أفضل بكثير من تلك المتوفرة في إيران نفسها.

8 - ما هي الرسالة التي تود توجيهها لشيعة البحرين خصوصا رجال الدين ممن يستغلون المنبر الحسيني؛ من أجل أغراض سياسية؟
الحسيني: الإمام الحسين عليه السلام لم يدع لفتنة ولا لتفرقة ولا فساد في الأرض وإنما دعا للإصلاح، وأن البحرين التي وهبها الله سبحانه وتعالى ملكا عادلا ورحوما من الممكن أن تتم فيها حل المشاكل والأمور العالقة كافة من خلال التواصل والمكاشفة والمطالبة عبر المؤسسات الشرعية وليس عبر الشارع والفوضى وتعطيل النظام العام والعمالة للخارج وتشويه صورة وطنهم البحرين, وإنني أوصي الذين يقفون على المنبر الحسيني بأن يتقوا الله حق تقاته ولا يستغلوا منبر الحسين لسياسات ضيقة ولمصالح حزبية ولا يجعلوا الدين لعقا على ألسنتهم، وأن يعلموا بأنه بالإمكان جعل هذا المنبر مكانا للدعوة من أجل التسامح والتعايش السلمي وبناء الوطن على أحسن ما يكون.

9 - ما هو قولك الفصل في مسألة ولاية الفقيه خصوصا أنكم سبق أن ناصبتم تلك الولاية عداء صريحا فما سر ذلك؟
الحسيني: ولاية الفقيه برأينا ليست عقائدية بل مسألة فقهية اجتهادية عليها الكثير من الاختلاف بين فقهاء الشيعة، حيث تعتبر غريبة وطارئة على الإسلام والمذهب الشيعي، وليس هناك سوى قلة قليلة لا يعتد بها تأخذ بهذا المبدأ تصب في مشروعهم السياسي، ونحن وكما قلنا وأكدنا نرفضه جملة وتفصيلا.

11 - ما ردك على من يقول إنك تسعى لتحقيق مصالح خاصة لنفسك من خلال الحصول على مساعدات من الدول العربية لدعم المجلس العربي الإسلامي لمواجهة نظام حسن نصر الله في لبنان؟
الحسيني: العربي أخو العربي ومن الطبيعي مساعدته، ونحن لا نخجل من تلقي مساعدات من أشقائنا العرب غير المشروطة أبدا, بل الواجب دعم المجلس الإسلامي العربي الذي يعمل من أجل أمتنا العربية، بل نحن نفتخر بهويتنا وانتمائنا العربي ونجده رفعة رأس وشأن لنا، لكننا نجد في تلقي العون والمساعدة من الأجنبي الإيراني الخارج عن العروبة هو العار والعمالة، ونحن وأقولها بصراحة كاملة لسنا نواجه حزب نصر الله في لبنان وإنما نظام ولاية الفقيه نفسه لكن بإمكانات متواضعة جدا، وأقولها بصراحة ومع افتخارنا بالدعم العربي إنه متواضع جدا وليس في مستوى مهمتنا الكبيرة.
الحسيني: طالما أن هنالك متسعا وفضاء مناسبا للحريات في مملكة البحرين، فإنه من الخطأ أن يسلك البعض من الإخوان العلماء الشيعة طرقا وأساليب غير قانونية، أنا أوصي إخواني العلماء بأن يستفادوا من العطف الأبوي للملك البحريني الرحوم ومن المساحات الواسعة من الحريات والانفتاح, وبنفس الوقت أنبه وأحذر من أن الاستماع إلى الدعوات التحريضية على البحرين وأمنها واستقرارها من قبل بعض المرجعيات الخارجية وتطبيق دعواتهم في البحرين لهو أمر مرفوض وخطير وسوف يؤدي إلى وضع خطير، وعليه إن دور علماء البحرين كبير ومهم وعليهم تقع مسؤولية عظيمة من خلال توعية الشباب وتوجيهم إلى ضرورة تقديم حب الأوطان وتمسكهم بالمواطنة على الطائفية وبنفس الوقت من الواجب على علماء البحرين في المساجد والمآتم وفي مجالسهم التركيز على حرمة إخلال النظام, وعدم جواز القيام بأي عمل تخريبي.
الحسيني: لقد خضنا الانتخابات ونحن واثقون من أنفسنا وبقدراتنا على تحقيق الفوز فيها، لكننا تأكدنا فيما بعد أن في لبنان كل الطرق والأبواب مغلقة بوجه من يحمل مشروعا معاديا ومناهضا لنظام ولاية الفقيه وأذنابه في لبنان، وهم لم يكتفوا بعدم السماح بفوزنا وإنما حاولوا الطعن فينا وتشويهنا بطرق أقل ما يقال عنها رخيصة, فإن نظام ولاية الفقيه يعمل على التهديد والتغريب والمال السياسي في لبنان موجود بكثرة.
الحسيني: حيثما تواجد نظام ولاية الفقيه، فإن هناك الفتنة والتشكيك بكل ما هو وطني وعربي، هذا النظام يسعى من أجل مشروعه الخاص بإقامة ما يمكن وصفه بإمبراطورية دينية على حساب أمتنا ووطننا العربي، وإن قطع دابر هذا النظام من الأقطار العربية هو الحل الوحيد؛ من أجل ضمان الأمن والاستقرار واستتباب حالة التعايش السلمي فيها.
الحسيني: كما أسلفت فإن التجربة البحرينية نوعية ويمكن الاستفادة منها من جوانب عدة في دول عربية أخرى، وإننا نعتقد أنه قد حقق نجاحا ملفتا للنظر في توفير مناخات دينية مناسبة وملائمة, ولا ننسى أن جلالة الملك زار الفاتيكان أيضا وسوف يبني أكبر كنيسة في الخليج ولهذا دلالة على الحريات الدينية والتسامح الذي قل نظيره.
الحسيني: لو دققنا النظر فيما يجري في سوريا والعراق واليمن ولبنان، لوجدنا أن التشدد والدعوة للتفرقة أمر لا يخدم الجميع، ففي هذه البلدان الجميع متضررون بما فيهم الشيعة أنفسهم قبل غيرهم؛ لأن الذي جرى ويجري في هذه البلدان إنما هو يخدم أجندة وأهداف مشبوهة لا علاقة لها لا بالشيعة ولا بالعرب ولا بالإسلام، ولذلك فإننا ندعو كل لبيب للاتعاظ من كل هذا والسعي لعدم تكراره في بلده، وإن الدعوة للتسامح والتعايش السلمي هو الحل والخيار الوحيد للجميع.
الحسيني: لا يختلف اثنان على أن النظام الإيراني يضخ بمليارات الدولارات على حزب الله من خلال الدولة الخاصة به في لبنان ونحن كعرب لسنا فقراء ولكن كما أوضحت لكم، فنحن رأس حربة ونقف بوجه نظام ولاية الفقيه نفسه وهو قوى مالية نفطية ضخمة، ولكن نحن بإمكانات أقل من متواضعة وقد عانينا الأمرّين من ذلك، وبطبيعة الحال فإنه مع افتقارنا للدعم المادي المناسب ووسائل الإعلام التي نطمح إليها سيكون عملنا بطبيعة الحال دون المستوى المطلوب، ونحن نؤكد أنه لو كانت الإمكانات المادية والإعلامية متاحة لنا خلال الأعوام السابقة بالشكل المطلوب لكان وضعنا الآن مغايرا وكان بإمكاننا أن نحقق الكثير من الأهداف التي نطمح إليها خصوصا في مجال المحافظة على الأمن الفكري والسياسي والاجتماعي، وبعكس ذلك فليس أمامنا غير التحرك بهذه الوضعية والآلية الحالية المتواضعة والمحدودة.
الحسيني: تجارب العراق وسوريا ولبنان واليمن المريرة والأوضاع الوخيمة في إيران، يجب أن تكون رسالة أكثر من مفهومة لكل عالم دين يفكر بإطلاق يد نظام ولاية الفقيه في بلاده, والمؤمن لا يلدغ من الجحر، مرتين فإن النظام الإيراني ما دخل في شيء إلا أفسده، وأنصح إخواني العلماء لينظروا نظرة إلى إيران نفسها هل نظامها مقبول عند شعبها؟ أين الشيخ كروبي؟ أين مير موسوي؟ انظروا إلى الشعب الأحوازي ماذا يصنعون فيه؟ انظروا إلى الشعب الإيراني كيف كل يوم يقوم بحالات قمع واعتقالات وإعدامات ورمي النساء بالاسيد، فهل هذه دولة يقتدى بها ونتخذها أسوة؟ إن إيران تصدر لنا أزمتها الداخلية لتحرض بعض المنخدعين فيها للإخلال بأمن واستقرار البحرين. من هنا على العلماء مسؤولية عظيمة بوجوب الحفاظ على أمن واستقرار البحرين وإصدار الفتاوى بهذا الصدد.
الحسيني: حيثما كان هناك نظام ولاية الفقيه أو ظل نفوذه المشبوه، فإن كل أشكال الصراع الطائفي والمذهبي والعنف والإرهاب والتطرف يكون متواجدا، والحل الوحيد هو قطع دابر ونفوذ هذا النظام وقطع جميع العلاقات معه وسد الباب بوجهه, وقبل ذلك ضرورة قيام حملة وطنية شاملة؛ من أجل التوعية ضد هذا النظام وأهدافه ومخططاته المشبوهة.