+A
A-

الاتحاد العام للصحافيين العرب يكرم محمود المردي

احتفل الاتحاد العام للصحافيين العرب أمس الأول بمناسبة اليوبيل الذهبي بحضور رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، وكرم كبار الصحافيين العرب والرواد الذين أسهموا في إثراء واقع الصحافة العربية ومن بينهم رائد الصحافة البحرينية محمود المردي، وقد تسلم درع التكريم نجله رئيس التحرير مؤنس المردي.
ويعد محمود المردي رجل الصحافة البحرينية الثاني بعد عبدالله الزايد بدون منازع، وقد ولد ليكون صحافياً بامتياز، والدليل على ذلك التجارب التي خاضها في مجال المساهمة في إصدار الصحف في البحرين اعتباراً من عقد الخمسينيات من القرن العشرين وحتى عقد السبعينيات من القرن ذاته.
وكانت كتابات المردي ومقالاته تعبر عن آمال المواطنين وهمومهم، فانصبت معظم كتاباته وخصوصًا في فترة الحماية البريطانية في خمسينيات القرن العشرين في مهاجمة السلطة الاستعمارية البريطانية التي لم يعجبها قلمه وأقلام رفاقه فأمرت بإغلاق الصحف في العام 1956. ولد محمود المردي في العام 1924م بمدينة المنامة، والتحق في طفولته بالمدرسة الابتدائية، ثم اعتمد على نفسه في تثقيف ذاته إلى أن أصبح أحد أعلام الفكر والثقافة في البلاد.
وشهد الاحتفال، الذي حضره عدد من كبار الشخصيات، تكريم 19 شخصية صحفية مصرية وعربية، من رواد المهنة، وضمت قائمة المكرمين كل من: كامل الزهيري، رئيس اتحاد الصحافيين العرب الأسبق، صبري أبو المجد، أول أمين عام لاتحاد الصحافيين العرب، صلاح الدين حافظ، الامين العام السابق لاتحاد الصحفيين العرب، سجاد الغازي من العراق، مكرم محمد احمد، عبد الله عمران تريم من الامارات، حسن البطل من فاسطين، راكان المجالي من الاردن، ابراهيم الخوري من لبنان، طلال سلمان من لبنان، فاطمة حسين عيس من الكويت، عبد الله عمر الخياط من السعودية، فضل لله محمد فضل لله من السودان، محمود المردي من البحرين، سعد المناجي، محمد حسنين هيكل، محجوب علي من اليمن، إبراهيم نافع، وأحمد يوسف البهبهاني.
وقال محلب فى كلمة ألقاها خلال الاحتفال: “أقفُ أمامكم اليوم مُرحِبًا بِضيوفٍ أعزاءٍ على قلوبِنا، ومُهنئًا بمناسبةٍ هى الأهمُ فى تاريخٍ اتحادِكم العتيد، مُناسبة الاحتفالِ بـ”اليوبيل الذهبي” ومرور (50) عامًا على تأسيسِ هذا الاتحاد المهنى العربى العريق فى العام (1964) فى القاهرة، بِرعاية ومُساندة ودعم مِن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر”.
وأضاف “بِالتزامن مع مؤتمرِ القمةِ العربيةِ الذى عُقد بالقاهرة عام (1964)، نَشأ اتحادَكم لِيكون مِنصة مهنية وشعبية شديدةُ الأهمية، تَدعم حريةَ الشعوبِ، وتُساند نضالَها من أجلِ استقلالِ قرارها الوطني، وَلَعلى لا أُبَالغ إذا قلت أن الاتحاد قد جسد بحق ما يمكن أن يكون عليه دور المثقفين العرب فى توحيد الأمة العربية وصيانة وَحْدتها بالرغم من تنوع الأنظمة الحاكمة واختلاف رؤاها”.
لقد أكد الاتحادُ فى دستوره التأسيسى على”عزم الصحافيين العرب على استخدامِ أقلامِهم وفَنِهم الصحافي فى النضالِ لتحرير الوطن العربى من كل تدخل أجنبى أو نفوذ استعماري”، واسمحوا لى وأنا أستعيدُ معكم تلك الكلمات البليغة، أن أقول: :أليست هذه النصوص الباهرة هى نفسها التى نحتاجها اليوم، ونحن نُناضل كشعوب ودول مستقلة وحرة، لندفَع شر بلاءٍ جديدٍ شديدِ التخلفِ والظلامية، يُهاجمُ بشراسة فى أكثر من قُطر عربى، ليعود بشعوبنا سنوات طويلة إلى الوراء، وليَمحُو آثار كل نهضة حققناها، وليَهدِم كل حضارة بنيناها”.
ما يحدث الآن فى بلادنا، أخوتى الأحبة، يحتاج منكم إعادة اللُحمة إلى اتحادِكم العتيد، واستعادة دوره وهدفه وغاياته، كما جاء فى دستورِكم التأسيسى أيضًا، كـ”قوة شعبية جماهيرية، تُؤمن برسالة الفكر العربي الحر، وتُكتِل جهودها لتحقيق هذه الغايات وإنجازِ تلك الأهداف”.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قد استقبل في وقت سابق وفد اتحاد الصحافيين العرب بهذه المناسبة، وأكد أن تجربة السنوات الثلاث الماضية في مصر أسفرت عن رفض الشعب لما يطلق عليه الإسلام السياسي.
وقال السيسي على الرغم من أن المصريين متدينون بطبيعتهم، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، إلا أن الوعي المصري الذي تبلور في الفترة الماضية كان كفيلاً بالحكم على فشل تجربة الإسلام السياسي وعدم قابليتها للنجاح.
وأضاف أن الواقع أثبت أن الإسلام السياسي فكر لا يعتقد إلا بصحة ذاته، وليس لديه اقتناع بإمكانية التعايش مع الآخرين، مؤكداً دقة المرحلة والظروف الحالية التي تمر بها المنطقة التي تقتضي الالتزام بالضمير الفكري الذي يفرض التناول الإعلامي بموضوعية وحيادية تامة، بغية إيجاد ظهير فكري مساند للأوطان العربية في مواجهة ما تشهده من مخاطر تستهدف النيل من مقدراتها.