+A
A-

الفقيد علامة تاريخية بارزة في مجال الاعتدال والوسطية

البلاد - كميل عاشور
أقام مأتم بن رجب أمس الأول تأبينًا للعلامة الراحل الشيخ أحمد بن خلف العصفور، حضره عدد من كبار الشخصيات والعلماء أبرزهم شقيق الفقيد الشيخ عبدالحسين العصفور، وأبناء الفقيد خلف العصفور، والشيخ ناصر العصفور، والشيخ عادل العصفور، ووزير العمل جميل حميدان، ومحافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، ومحافظ الشمالية علي العصفور، وجعفر بن رجب ومنصور بن رجب، وعدد من الوجهاء.
وبهذه المناسبة، أكد وزير العمل أن “الفقيد يعد علامة تاريخية بارزة في مجال الاعتدال والاتزان والوسطية، حيث سعى طوال حياته لتحقيق الألفة بين القلوب ووحدة الصف، ودفع كثيرًا من جهده ووقته لتكريس قيم عليا في المجتمع تتمثل في تحقيق التوافق والانسجام بين الأطياف كافة، وأظهر فقده في مثل هذه الأوقات مدى حاجة المجتمع لأمثاله، فقد حاز على محبة الجميع واحترامهم”.
من جهته، أشار جعفر بن رجب إلى أن “فراق الفقيد آلمنا، ولكن هذا أمر الله تعالى وسنة الحياة، ولا شك أن لفراقه في يوم الغدير وقبيل شهر محرم وقعًا أكبر في نفوسنا، حيث إننا منذ صغرنا نشتاق لشهر محرم، حيث يرتقي الشيخ الراحل المنبر، ففراقه مؤلم للجميع، وذكراه باقية في الوجدان”. وأشار إلى أن العلامة الراحل ارتقى منبر مأتم بن رجب في أكثر من موسم؛ بل كانت بداياته في مأتم بن رجب، كما أن له قصيدة كتبها في تأريخ المأتم. وفي بداية المجلس، ارتقى المنبر الحسيني الشيخ عبدالأمير الكراني، حيث استهل المجلس بشيء من نعي الإمام الحسين عليه السلام، وأشار في طيات حديثه إلى أن مقدار وزن الإنسان في هذه الدنيا هو بمقدار همّه الذي يحمله، فمن يحمل هَمّ عمل الخير والإصلاح يبقى خالدًا كما هو حال فقيد البحرين الكبير، عميد المنبر، سيد الخطباء، كان هذا همه، فأكبر مشاريعه التي أسسها تأصيل ودعم وتثبيت قوائم المنبر، الذي شيّده بجهوده المعطاءة في عمره المديد، حيث سخّر كل أوقاته لخدمة الحسين عليه السلام، لذلك سيبقى ما بقي همه وهدفه ونتاجاته، ومن لم يقدم شيئًا لدينه ولوطنه يمحى ذكره. واختتم الكراني حديثه بالدعاء للفقيد الراحل بالرحمة والمغفرة.
ثم ألقى جعفر بن رجب كلمة أخرى نيابة عن الحضور، قال فيها “بعض رجالات الوطن بتاريخهم ومواقفهم وعطائهم في كل المجتمعات نراهم شموسًا في سماء الوطن وتيجان عز وشموخ (...)، إذا ابتعدنا عنهم زاد شوقنا لرؤيتهم والتزود من منهلهم، وإذا اقتربنا منهم رجفنا هيبة من شموخهم ومكنون علمهم (...). إن الفقيد تميّز بأنه الأخ والصديق والوالد والعالم والشاعر والأديب والزعيم، فقد علا كل المراتب والدرجات بتربعه على زعامة المنبر الحسيني.. نعزّي أنفسنا وآل العصفور الكرام بفقيدنا الراحل، ونتمنى أن تبقى وحدة الكلمة والصف، وستبقى آثار الفقيد وذكراه في وجداننا ننقلها للأجيال واضحة ناصعة.. الرحمة والمغفرة والرضوان لوالدنا العلامة الشيخ أحمد”.
بعدها، تم تشغيل مقطع صوتي للفقيد ينعى فيه الحسين عليه السلام، حيث لم يتمالك الحاضرون مشاعرهم وسرعان ما تقاطرت دموعهم.
وأكد محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن أن “رحيل الشيخ خسارة للبحرين وأهلها، فقد خدم البحرين في القضاء والمنبر، وبادلته الناس الحب بالحب، مما يدل على أنه قريب منهم ومن أهل البحرين عمومًا، والبركة في أبنائه وذريته، ورحمه الله بواسع رحمته”.
وكان من بين الحضور الشيخ علي آل مبارك، حيث قال “إن الشيخ أحمد رحمه الله كان بالنسبة لي مثل الأب، كنا منذ صغرنا ننتظر يوم الخميس بفارغ الصبر لكي نزور الشيخ، حيث كان آنذاك يأتي لقرية عالي، وباعتباره زوج أختي فقد عرفته مدرسةً في الأخلاق، ولمست تواضعه عن قرب، فكان لا يفرق بين كبير وصغير أو فقير وغني، بل يعامل الجميع بمعاملة حسنة ويشهد له بذلك كل إنسان عرفه، وكان خطيبًا بارعًا تميّز بصوته الجميل ومراثيه، وكانت تقصده الناس من أنحاء البحرين كافة”.
وفي ختام الحفل تم التقاط الصور التذكارية، ثم تناول الحضور وجبة العشاء.