+A
A-

فياض: الابتعاد عن المحسوبية أمر مهم وانتخاب القادر على التغيير

بدور المالكي من مدينة عيسى
أكد المدير التنفيذي لمعهد البحرين للتنمية السياسية ياسر العلوي أن المعهد يحرص في برامجه السياسية كافة على أهمية توصيل أسس التنمية السياسية والوعي الثقافي والسياسي للجميع، معلنا انطلاق المعهد حاليا في برنامج المحاضرات الحالية على النزول إلى رجل الشارع، وفي إطار مباشر وذلك يظهر حرص المعهد للوصول إلى الشرائح المجتمعية كافة، وإطلاعهم على المفاهيم السياسية والقانونية الأساسية التي تدفعهم إلى ممارسة حقهم السياسي، منطلقاً من فهمهم هذه الأسس، مما يتيح لهم الإقبال على الانتخابات انطلاقاً من وعيهم بأهمية هذه التجربة للوطن والمواطنين.
وأشاد العلوي بالشراكة مع محافظات المملكة في إطار مواكبة مستجدات المرحلة البرلمانية الحالية، وسعياً لرفع مستوى التنمية السياسية في المجتمع، والوصول إلى الناخبين بجميع شرائحهم؛ لكي يؤدي المعهد دوره الكامل ومسؤوليته الحقة في هذا الجانب المهم، معربا عن شكره لكل من يدعم المعهد في إيصال برامجه إلى جميع الشرائح من المواطنين في المجتمع.
جاء ذلك خلال مشاركته في المحاضرة التي نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية وبالتعاون مع المحافظة الجنوبية برعاية المحافظ عبدالله بن راشد آل خليفة، وذلك في المحاضرة الثانية من سلسلة محاضرته الجماهيرية، والتي أطلقت تحت عنوان “كيفية اختيار المرشح الكفء”، وذلك مساء يوم الأحد بقاعة جمعية دار الحكمة للمتقاعدين، بحضور أعضاء مجلس إدارة المعهد، وحضور واسع ضم حشدا من المتقاعدين، والناخبين والمترشحين، وعددا من أعضاء الجمعيات السياسية والاجتماعية، والمهتمين بالشأن السياسي، وعددا من المواطنين وطلاب الجامعة.
وأكد العلوي حرص المعهد على اختيار مكان مناسب وقريب لأهل المحافظة، وهو الغرض الأساس الذي دعانا للنزول للشارع، حيث يتواجد المواطن البحريني الذي اعتاد على العيش بكل راحة وهدوء دون تعقيدات الحياة، مشيرا إلى أن المحاضرة تهدف إلى توعية الناخبين بأهمية المشاركة الإيجابية والاختيار الواعي للمترشح المناسب، وتضمنت محاور مهمة عدة؛ لتحقيق الفائدة المرجوة منها، وتطرقت إلى كيفية التعرف على المرشح، وما هي الطرق المثلى لتقييم برنامجه الانتخابي، كما تضمنت مواصفات المرشح الذي يصلح للتمثيل الانتخابي، إضافة إلى كيفية التواصل معه قبل مرحلة التصويت وبعدها.
وقدم المحاضرة رئيس قسم التدريب في المعهد علي البحار تعريفا بالمحاضر خالد فياض، مشيرا إلى أنه يعمل خبيرا للتنمية السياسية بمعهد البحرين للتنمية السياسية، وهو حاصل على الماجستير في الحقوق السياسية من منظمة الأميديست بالقاهرة، وسبق له العمل في العديد من مراكز الدراسات التنموية بالقاهرة، ونشر له العديد من الدراسات العلمية في عدد من الدوريات والصحف العربية على مستوى الشرق الأوسط.
كيف تختار مرشحك؟
وأشار خالد فياض في محاضرته إلى أن مهنة السياسي من أصعب المهن على مر التاريخ، وهو ما عبر عنه ذلك الطبيب النمساوي الشهير سيجوند فرويد عندما قال “إن هناك ثلاث مِهن يبدو أنها في غاية الصعوبة؛ لأن الفشل فيها مُتوَقع سلَفا”، وهي فن حكم الناس وتدبير شؤونهم، وفن تربيتهم، وفن علاجهم، مشيرا إلى أن المسؤولية الملقاة على عاتق أعضاء مجلس النواب هي التي تجعلنا نفكر دائما فيمن هو المترشح المناسب الذي نستطيع أن نختاره كممثل لنا بعيدا عن الأهواء الشخصية أو الانتماءات”، مؤكدا أن أهم آليات اختيار المترشح هي أن تكون من خلال المعرفة التامة بخلفيته الاجتماعية والاقتصادية والتربوية للمترشح، ومستواه التعليمي؛ لأن ذلك يساعده على التعاطي الإيجابي مع عضوية المجالس المنتخبة، ومقدرة كافية لخدمة مواطنيه بأفضل وجه، وأن يكون ذا مستوى مهني معين، فالعاملون في الوظائف التقنية يكونون أكثر قدرة على تخصيص ساعات معينة للعمل مع الناخبين، بينما مزاولو الوظائف الحرفية “كالعامل والمزارع “ يكون وقتهم ملكا لصاحب العمل، وليس ملكهم، وبالتالي لديهم صعوبة في إيجاد الوقت المناسب للمشاركة.
وأشار فياض إلى ضرورة معرفة المستوى الاقتصادي واجتماعي للمترشح، مشددا على أن يحرص الناخب في اختيار مرشحه أن يضع في اعتباره النشاط الرئيس للناخبين في تلك الدائرة الانتخابية التي تخصه، فليس من المنطقي أن يكون النشاط الرئيس للناخبين هو العمل الحرفي.
واستعرض فياض مزايا إعادة اختيار المترشح والأعضاء السابقين في المجالس المنتخبة والشهرة التي حصل عليها وعلاقاته المعقدة التي أقامها مع المؤسسات أهلية والدولة أو مع أي من المرشحين الآخرين والخبرة اكتسبها من العمل التشريعي، مبينا عيوب إعادة اختيار الأعضاء السابقين، والمحسوبية، وآليات العمل على إبطاء انتشار المحسوبية”، وتحديد وتحقيق الأهداف، وهل هدف المرشح وقدرته تمكنه من “التغيير أم التطوير”. وقدرته على تحديد وإنجاز الأولويات، وأن يكون لديه برنامج سياسي ورؤية متكاملة لمستقبل الوطن في “أفكاره .. أهدافه .. أدواته .. ومدى تلبيتها لاحتياجات الناخب “، وتواجده المستمر في دائرته وبين من انتخبوه سواء بشخصه أو من يمثله، وعلى الناخب ضرورة معرفة هل مترشحه منضم إلى كيان أو مؤسسة أو جمعيه معروف بتلقيها أموالا من الخارج، وهل يتلقى مرشحه شخصيا تمويلا أجنبيا من الخارج؛ وذلك لأهمية هذا ومخاطره على عملية تضارب الانتماءات.
وأوضح المحاضر خالد فياض ضرورة أن يكون المترشح على معرفة تامة بقضايا الشأن العام في بلاده والتفاعل معها، ومتمتعا بالوعي السياسي الدقيق، وعارفا بالشؤون الدولية والقضايا الكبرى للوطن والقدرة على المتابعة الدقيقة لأداء الحكومة وإستراتيجيتها ومواجهتها إن أخطأت، والإيمان بحدود الدولة الطبيعية والسياسة، ومعرفة تساوي المواطنين في الحقوق والواجبات، ويمتلك كفاءة واحترافية، وكذلك فريق عمله، وألا يكون مديرا لحملته الانتخابية، ويجب أن يكون مدير حملته الانتخابية يمتلك القدرة على تعبئة وتحريك الجماهير والحس التنظيمي والقدرة على التصرف في الطوارئ، واتخاذ القرار وحس الدعابة والمرح.
وعلى المترشح الذي يود المواطن اختياره أن يؤمن بالديمقراطية سلوكا أولاً، ونظاما سياسيا ثانيا، ولديه القدرة الإبداعية على التعامل مع مصادر المعلومات وتحصيلها والاستفادة منها في رسم الخطط واتخاذ القرارات.
وألا يبدل انتماءه السياسي، كلما اقترب موعد الانتخابات؛ لأن الانتماء السياسي يحدد الأفكار والبرامج الذي سيتبنى في حال حصوله على مقعد مجلس النواب، وفي حال تبديله لانتمائه السياسي، فإن ضبابية ما ستحيط بتوجهاته في التعامل مع القضايا والمشكلات التي ستواجهه في المجلس الابتعاد عن المثالية والشعارات الرنانة، والإيمان بالواقعية السياسية والاقتصادية.
ودار بعد ذلك نقاش سياسي واجتماعي ومداخلات من جمهور الحضور أجاب عليه المحاضر خالد قياض، وقدم أمثلة ومحلية أضافت بعدا كبيرا للتعريف بالجمهور بالعديد من الآليات في اختيار الناخب، وتطرق الحديث أيضا عن الانتخابات السابقة، وعدم إيمان الجمهور ببعض المترشحين الذين اختارهم، ولم يكونوا على قدر المسؤولية.