+A
A-

أردوغان: أولوياتنا الإطاحة بالأسد ومحاربة الإرهاب

عواصم ـ رويترز: أشارت تركيا إلى أنها قد ترسل جنودا إلى سوريا والعراق وتسمح لحلفائها باستخدام قواعدها العسكرية في قتال تنظيم الدولة الاسلامية، في حين شنت طائرات التحالف الدولي امس الأربعاء غارات جوية على المقاتلين الذين يحاصرون بلدة على الحدود التركية الجنوبية مع سوريا.
وتقدمت الحكومة التركية باقتراح إلى البرلمان يوم الثلاثاء يهدف إلى توسيع الصلاحيات الحالية لأنقرة وتمكينها من الأمر بالقيام بعلميات عسكرية “لصد الهجمات الموجهة إلى البلاد من جميع المجموعات الإرهابية في العراق وسوريا”.
وإذا تبنى البرلمان التركي مشروع القانون فإن ذلك يعني أن تركيا التي كانت مترددة حتى الآن في لعب دور يضعها على خط المواجهة في الحملة العسكرية على الدولة الإسلامية ستسمح للقوات الاجنبية باستخدام أراضيها لشن توغلات عبر الحدود.
ومن المرجح موافقة البرلمان على مشروع القانون نظرا للأغلبية الكبيرة لحزب العدالة والتنمية الحاكم فيه.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمته الافتتاحية امام البرلمان التركي ان الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من على رأس السلطة في سوريا يبقى أولوية بالنسبة لبلاده وشدد على مخاوف أنقرة من إطالة أمد الاضطرابات على الحدود الجنوبية اذا لم تصاحب الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة استراتيجية سياسية أوسع. وقال “سنواصل (أيضا) اعطاء الأولوية للاطاحة بالنظام السوري والمساعدة في حماية وحدة الأراضي السورية والتشجيع على نظام حكومي دستوري وبرلماني يشمل كل المواطنين”. وتتهم تركيا الأسد بإذكاء صعود تنظيم الدولة الإسلامية من خلال اتباع سياسات طائفية.
وقال أردوغان “سنقاتل بفاعلية تنظيم الدولة الإسلامية وكل المنظمات الارهابية الأخرى في المنطقة. ستكون هذه أولويتنا دائما”. وأضاف “أطنان القنابل التي تسقط من الجو ستؤخر التهديد والخطر فحسب”.
ومضى بالقول “يجب ان يفهم الجميع أن تركيا ليست دولة تسعى لحلول مؤقتة ولن تسمح للآخرين باستغلالها”.
وكان تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية إلى أن أصبحوا على مرمى البصر من الجيش التركي على الحدود السورية، زاد الضغوط على أنقرة للعب دور أكبر في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويشن غارات جوية على التنظيم المتشدد في سوريا والعراق.
ويتقدم المقاتلون المتشددون باتجاه ضريح سليمان شاه- جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية- الذي يقع في شمال سوريا وتعتبره تركيا أرضا تقع تحت سيادتها مشددة على أنها ستدافع عنه.
وقال مراسل لرويترز على الجانب التركي من الحدود مع سوريا ان سحابة من الدخان الأسود تصاعدت من الجانب الجنوبي الشرقي من كوباني وهي مدينة تسكنها اغلبية كردية في شمال سوريا وتحاصرها الدولة الاسلامية منذ اكثر من اسبوعين بينما كانت الطائرات الحربية تحلق فوق المكان.
وقال باروير محمد علي -وهو مترجم يعمل مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري- لرويترز عبر الهاتف من كوباني التي يطلق عليها بالعربية اسم عين العرب “لقد ضربوا قرية تقع على بعد أربعة أو خمسة كيلومترات جنوبي شرقي كوباني وسمعنا انهم دمروا دبابة واحدة (للدولة الاسلامية).”
وقالت بريطانيا امس الأربعاء انها شنت غارات جوية على مقاتلي الدولة الاسلامية غربي بغداد وهاجمت شاحنة ومركبة نقل تابعة لهم.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب مجريات الحرب في سوريا إن مقاتلي الدولة الإسلامية سيطروا على 325 قرية من اصل 354 قرية تحيط بكوباني. وقال إن المقاتلين الإسلاميين ذبحوا سبعة رجال وثلاث نساء في حملتهم لتخويف السكان الذي يقاومون تقدمهم.
ووصف الأكراد الذين هربوا إلى الحدود التركية اعمال ذبح وقتل للأطفال بينما كان المقاتلون ينتقلون من بلدة إلى أخرى.
وتمتد حدود تركيا مع العراق وسوريا لمسافة 1200 كيلومتر وتكافح أنقرة بالفعل لاستيعاب 1.5 مليون لاجئ من الحرب السورية وحدها.
ونشرت تركيا دبابات ومدرعات على التلال المشرفة على كوباني هذا الأسبوع مع تصاعد القتال. لكن أنقرة تخشى أن تعزز الضربات الجوية -إذا لم تصاحبها استراتيجية سياسية أوسع- موقف الأسد وتدعم المقاتلين الأكراد المتحالفين مع أكراد تركيا الذين يحاربون منذ ثلاثة عقود للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتي.
وعلى الحدود طردت القوات الكردية العراقية مقاتلي الدولة الإسلامية من معبر حدودي استراتيجي مع سوريا يوم الثلاثاء وكسبت دعم عشيرة سنية رئيسية محققة واحدا من أكبر المكاسب منذ بدأت القوات الأمريكية قصف المتشددين الإسلاميين.
وسيطر مقاتلو البشمركة على معبر ربيعة الحدودي مع سوريا في معركة بدأت قبل الفجر في نصر قد يصعب على مقاتلي الدولة الإسلامية التحرك على جانبي الحدود.
وقال المتحدث باسم البشمركة هلجورد حكمت “بالتأكيد كانت هناك محاولات من الدولة الاسلامية لاستعادة ربيعة ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك”.
ويسيطر معبر ربيعة على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط سوريا بالموصل أكبر مدينة في شمال العراق استولى عليها مقاتلو الدولة الإسلامية في يونيو حزيران في بداية تقدم خاطف هز الشرق الأوسط.