+A
A-

نمو متزايد للقطاع الخاص في سوق العمل المصري

القاهرة - رويترز: قال البنك الدولي في تقرير إن التوظيف يتزايد في القطاع غير الرسمي لسوق العمل في مصر على عكس الاتجاه العالمي وإن الشركات صاحبة العلاقات السياسية لديها امتيازات تحفزها على استخدام العمالة غير الرسمية.
واستعرض تقرير “أولوية لمصر.. توفير وظائف أكثر وأفضل” المشاكل الهيكلية التي تزداد تعقيدا في سوق العمل المصري ودعا إلى إجراءات لإطلاق العنان لقدرات القطاع الخاص بشأن خلق عدد كبير ومنوع من الوظائف.
وقال مدير مكتب البنك الدولي في القاهرة هارتفيج شافر أثناء مؤتمر لعرض التقرير إنه يوجد اتجاه متزايد في سوق العمل المصري للتحول إلى الطابع غير الرسمي.
وقالت تارا فيشوانات الخبيرة الاقتصادية في البنك الدولي والمؤلفة الرئيسية للتقرير إن سوق العمل في مصر يشهد انخفاضا في نوعية الوظائف مصحوبا بإقصاء متزايد لجماعات معينة ومناطق معينة.
وأشارت إلى تمتع العاصمة والوجه البحري بفرص أكثر للوظائف الرسمية بالمقارنة بالوجه القبلي.
ورصد التقرير اتجاها متزايدا لخروج النساء المتعلمات من سوق العمل. وقال إن نسبة مشاركة خريجات الجامعات في سوق العمل عقب التخرج كانت تبلغ 63 في المئة في الفترة من 1955 إلى 1959 لكنها تراجعت باطراد إلى 33 في المئة في الفترة من 1985 إلى 1989.
وأشار إلى أن معدل البطالة في مصر تراجع لكن العمالة غير الرسمية أصبحت هي الوضع السائد.
وفي عام 1998 كان معدل البطالة في الشريحة العمرية (15 عاما-65 عاما) أكثر من عشرة في المئة لكنه انخفض باطراد ليستقر منذ عام 2006 دون عشرة في المئة. وفي نفس الوقت ارتفعت نسبة العمالة غير الرسمية في تلك الشريحة لتتجاوز 50 في المئة بعدما كانت دون هذا المستوى في 1998.
وانتشرت العمالة غير الرسمية في كل المجالات.
وذكر التقرير أنه حتى الشركات الرسمية ليست كل الوظائف بها رسمية. ووصلت نسبة الوظائف غير الرسمية في تلك الشركات إلى 48 في المئة في حين تبلغ النسبة 91 في المئة في الشركات غير المسجلة أو غير الرسمية.
وقال التقرير إن اتجاه سوق العمل في مصر نحو التحول إلى القطاعات غير الرسمية يأتي في حين أن “باقي دول العالم بدأت تتجه صوب المزيد من التوظيف في القطاعات الرسمية.”
وذكر أن 56 في المئة من الذكور العاملين في المجالات غير الزراعية في مصر يعملون في القطاعات غير الرسمية بالمقارنة مع 30 في المئة في تركيا.
وقالت فيشوانات إن العمالة المصرية مركزة في شركات صغيرة وجديدة لا تنمو وإن ديناميكية القطاع الخاص تتقلص بسبب المحسوبية والامتيازات الممنوحة لشركات معينة.
وأضافت أن الشركات صاحبة العلاقات السياسية تمثل 11 في المئة تقريبا في سوق العمالة لكنها تتلقى 92 في المئة من القروض الموجهة للشركات الكبرى. وتعمل الشركات ذات العلاقات السياسية بصورة خاصة في الصناعات الكثيفة الاستخدام للطاقة وبالتالي فهي تستغل الدعم المقدم للطاقة.