+A
A-

“داعش” ارتكبت فظائع تفوق التصور

عواصم ـ وكالات: قالت مسؤولة في الأمم المتحدة امس الاثنين خلال جلسة طارئة بشأن الصراع في العراق إن المقاتلين الإسلاميين ارتكبوا فظائع “على نطاق يفوق التصور” في صراعهم المستمر منذ ثلاثة أشهر مع القوات العراقية التي قتلت هي أيضا معتقلين وقصفت مناطق مدنية.
وقال وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني في الجلسة إن تنظيم الدولة الإسلامية “منظمة ظلامية عابرة للحدود ومغرقة في وحشيتها ودمويتها” ويهدد بلاده والعالم لكنه لم يرد على الفور على الاتهامات المنسوبة لقوات الحكومة.
وسيطر التنظيم على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق وسوريا وأعلن قيام الخلافة وأجبر مئات الآلاف من العراقيين على الفرار من منازلهم. وأظهرت أرقام للأمم المتحدة امس أن 1420 شخصا على الأقل قتلوا في العراق في أغسطس وحده. ويتوقع أن يوافق مجلس حقوق الإنسان في جلسته التي تستمر يوما واحدا على طلب بغداد ارسال فريق من خبراء الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم ارتكبت في الصراع.
وقالت فلافيا بانسيري نائبة المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في افتتاح الجلسة في جنيف إن هناك “دليلا قويا” على أن مقاتلي التنظيم نفذوا عمليات قتل تستهدف أشخاصا بعينهم وأجبروا آخرين على تغيير الديانة وقاموا بعمليات خطف وتعذيب وانتهاكات جنسية.
وتابعت “تكشف التقارير التي تلقيناها عن أعمال غير إنسانية على نطاق يفوق التصور”. وقالت لرويترز فيما بعد إنها كانت تقصد الدولة الاسلامية. لكنها قالت إن قوات الحكومة العراقية والشرطة ارتكبت أيضا أعمالا قد تصل إلى حد جرائم الحرب. وتابعت “قد تصل الهجمات الممنهجة والمتعمدة إلى حد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. هناك أفراد -من بينهم قادة- مسؤولون عن هذه الأعمال.”
قالت بانسيري إنها قلقة على نحو خاص بشأن اضطهاد المسيحيين واليزيديين والشيعة والتركمان وجماعات عرقية أخرى من مقاتلي الدولة الإسلامية الذين اجتاحوا غرب وشمال العراق.
وأضافت “تعيش هذه المجتمعات جنبا إلى جنب على نفس الأرض منذ مئات السنين وفي بعض الحالات منذ آلاف السنين.. قد يصل مثل هذا التطهير العرقي والديني” إلى حد الجرائم ضد الإنسانية.
وذكرت أن الشرطة العراقية أعدمت أيضا معتقلين في تلعفر وفتحت ميليشيا متحالفة مع الحكومة النار على مسجد في منطقة خانقين إلى الشمال الشرقي من بغداد فقتلت 73 من الرجال والأطفال.
وقالت إن الجنود العراقيين قصفوا بلدات وشنوا غارات جوية قرب مدن كركوك والفلوجة وصلاح الدين فأوقعوا عشرات المدنيين قتلى أو جرحى. ميدانيا، تمكنت قوات البشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي الشيعية من استعادة السيطرة على بلدة سليمان بيك المعقل الرئيسي للجهاديين الذين استولوا عليها قبل 11 اسبوعا في هذه المنطقة الواقعة جنوب مدينة كركوك.
وياتي هذه التقدم بعد ان تمكنت القوات العراقية من فك حصار مدينة امرلي التركمانية الشيعية المحاصرة منذ اكثر من شهرين من قبل تنظيم الدولة الاسلامية.
وتحقق هذه الانجاز وهو الابرز منذ سيطرة “الدولة الاسلامية” على مناطق واسعة في وسط وشمال العراق، بعد ان شن الطيران الحربي الاميركي عمليات قصف محدودة لمواقع الدولة الاسلامية.
وواصلت القوات العراقية تقدمها بعد تحرير امرلي، وتمكنت من تحرير بلدة سليمان بيك، الاستراتيجية الواقعة شمالها، بالاضافة الى قرية ينكجة.
وقام رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بزيارة مفاجئة الى بلدة امرلي وتفقد قطاعات الجيش، وامر جميع الوزارات بتقديم الخدمات الضرورية بشكل فوري.
وقال المالكي في كلمة امام مئات من سكان المدينة ان “العراق سيكون مقبرة لداعش، وما حصل لهم هنا مقبرة حقيقية، وكل العراق سيكون مقبرة لداعش”. واضاف “هنا تقبر هذه العصابة، بعون الله، وهمة المخلصين، حتى النصر النهائي الذي لم يعد بعيدا بإذن الله”.
الى ذلك، وسعت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في العراق حيث نفذت اربع ضربات جوية على مواقع الدولة الاسلامية قرب امرلي، وهي اول عملية من نوعها خارج حدود محافظة نينوى.
من جانب اخر، قامت استراليا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بالقاء مساعدات انسانية عن طريق الجو على بلدة امرلي.
الى ذلك، قتل 13 من عناصر الامن العراقي واصيب 17 في هجومين انتحاريين في مدينة الرمادي ، حسبما افادت مصادر امنية واخرى طبية.
واعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق الاثنين ان حصيلة اعمال العنف والارهاب التي ضربت العراق في أغسطس بلغت 1420 على الاقل، فيما اصيب نحو 1370 في الفترة ذاتها.