+A
A-

“داعش” ضالة وخارجة عن الملة ولا نتحمل مسؤولية سلوكياتها

البلاد - إبراهيم النهام
وصف النائب الشيخ جاسم السعيدي “داعش” بأنها “تيار ضال خارج عن الملة”، وقائلا إننا “نرفض أن نتحمل مسؤولية سلوكياتها”. وبعد مرور ثلاث سنوات من عمر الأزمة في البحرين، قال السعيدي في تقييمه لوضع الجمعيات المعارضة: إنها “ليست معارضة بل فئة سهرت الليل لبيع الوطن بأبخس الأثمان للأجنبي، أما المعارضة الشريفة فهي نحن، الذين وقفنا بالمجلس (النيابي) وانتقدنا الأخطاء وطالبنا بكل ما هو مشروع للوطن والمواطن”. وفي سؤاله عما إذا كان ستخوض جمعية “الوفاق” الانتخابات النيابية المقبلة، قال السعيدي مجيبًا عن السؤال: “نعم ستدخل. وأتوقع أن تزجّ بمرشحي ظِل لدرء الشبهات، وعليه فإن دخولي المجلس مجدداً مرهون بدخول (الوفاق)”.
وعزا السعيدي الذي يعتزم الترشح لدورة انتخابية رابعة بالدائرة الأولى في المحافظة الجنوبية تدهور وضع العمل الخيري في البحرين إلى الجمعيات ذات الطابع السياسي والتي استغلت العمل الخيري لتمرير أجنداتهم الخاصة والفئوية، موضحاً أنها - أي الجمعيات - من أفشل عمل لجان التحقيق النيابية، لأسباب فئوية وخاصة.
وأكد أن على الناخب أن يستفيد من تجارب 12 سنة الماضية، والمواقف يجب أن لا تُنسى سواء كانت سلبية أو إيجابية، وأن توضع بالميزان. مضيفاً: من الذي وقف مع الوطن؟ ودافع عنه. واهتم بالتواصل مع الناس وتجسيد تطلعاتهم لواقع على الأرض.
وانتقد في السياق ذاته أداء غالبية الوزراء، واصفاً إياهم بالعاقين، ومبيناً أن تمنّعهم عن صرف الميزانيات المخصصة من الدولة، تلكؤ بأداء الواجب وضعف ووهن.
وفيما يأتي نص اللقاء:

- هل لديك نية الترشح للانتخابات؟
بإذن الله تعالى.

- كيف تقرأ حظوظك؟
نسبة لا تقل عن 99 %.

- كنت قد انتقدت مجلس النواب مرات عديدة، وأكدت أنه مجلس ضعيف وأن صلاحيات النواب دون المأمول، فلم تعتزم الترشح إذا؟
لرغبتي في أن أسهم بجعل المجلس المقبل أفضل من سابقه، ولو حصل أن دخل الأعضاء نفسهم المجلس الجديد فسيكون لي - حينها - موقف آخر بالتأكيد.

- وماذا عن أداء الوزراء؟
لا يزال سواد كبير منهم يراوحون مكانهم بذات الوهن والضعف، فهم عاقون للدولة، ولم يقوموا بواجبهم المناط بهم، ولو جاء مجلس بأوجه جديدة قوية، قادرة على فرض حضورها، وقادرة على توجيه أسئلة حقيقية ترمي إلى استجواب الوزراء المقصرين وتعريتهم، فأنا معهم وإلى جانبهم، وغير ذلك فهو مضيعة للوقت والجهد معاً.

- برأيك، من الذي يداهن الوزراء عادة؟
النواب المنضوون تحت مظلة الجمعيات السياسية.

- ما موقفك من الحديث الرائج الآن عن تعديل مرتقب للدوائر الانتخابية؟
أمر طبيعي بعد مرور 12 عاماً من فجر مشروع الإصلاح، وتغير الوضع الجغرافي والديموغرافي لكثير من المناطق، وظهور مدن جديدة.

- هل تشعر أن مجلس 2010 قدم الواجب المطلوب منه؟
لا، وكنت أنتقده دائماً.

- لماذا لم تستقل؟
لم يكن لي مجال بذلك بحد أزمة 2011، فالوضع يتوجب النقد والإرشاد وليس الاستقالة. ونقدي تعدى أداء الأعضاء ليصل إلى الأمانة العامة والرئيس نفسه.

- هل صحيح أنك تغرد خارج السرب دوماً للفت الأنظار والاهتمام؟
كلام غير صحيح، وما كنت أنبّه إليه القيادة والحكومة يمتد لما قبل الأزمة وبسنين طويلة، وهو ما تحقق اليوم على الأرض وبوضوح، وكثيرون تذكروا كلامي ونصحي ولكن بوقت متأخر.

- أكملت حالياً ثلاث دورات بالمجلس، ما رأيك بأداء الجمعيات الإسلامية؟ هل مقنعة؟
أخفقوا كثيراً؛ لأن الدور الذي قاموا به ضبابي، ولم يؤدوا عملهم التشريعي والرقابي كما يجب. ويُستثنى من ذلك أداؤهم في الدور الأول.

- ماذا تقول للناخبين الذين يهيمن على دوائرهم نفوذ الجمعيات السياسية؟
على الناخب أن يستفيد من تجارب 12 سنة الماضية، والمواقف يجب ألا تُنسى سواء كانت سلبية أو إيجابية، وأن توضع بالميزان، من الذي وقف مع الوطن، ودافع عنه، واهتم بالتواصل مع الناس وتجسيد تطلعاتهم لواقع على الأرض..؟

- بأمانة، هل تجد أن الناخب البحريني الآن أصبح على درجة وافية من الوعي السياسي للتصويت؟
البحرينيون لديهم الوعي المطلوب.

- أين الإشكال إذا؟
الإشكال بعامة الناس، الذين لا يطلبون إلا الخدمات الشخصية، وعليه فهم لا يطلبون - مثالاً - إسكانا عاما للأهالي، أو صحة عامة بمستشفيات تحتضن الجميع، أو تعليما عاما، إضافة إلى خلط البعض منهم لعمل النائب بالبلدي.

- متى يكون عمل النائب مؤثراً في المجلس؟
النائب لوحده لا يستطيع أن يحدث التغيير تحت قبة المجلس، كما يؤمل منه بمعزل عن زملائه، وإنما هو تأثير يتحقق إن كان بتوافق الغالبية، فالكثير من لجان التحقيق أجهضت بفعل تدخل الجمعيات السياسية، لذا فاختيار الناخبين للأعضاء يمثل دوراً تكاملياًَ له تأثيره الإيجابي أو السلبي على الوطن ككل.

- بعد مرور ثلاث سنوات من عمر الأزمة، كيف تقيم الوضع العام لـ “المعارضة” وأتباعها؟
بداية، لي أن أوضح أنها ليست “معارضة”، بل فئة سهرت الليل لبيع الوطن بأبخس الأثمان للأجنبي، أما “المعارضة” الشريفة فهي نحن، الذين وقفنا بالمجلس وانتقدنا الأخطاء وطالبنا بكل ما هو مشروع للوطن والمواطن، وعن حال هذه الفئة فهو ميئوس وجمهورها يتآكل يوماً بعد يوم.

- بعد مرور ثلاث سنوات من عمر الأزمة، كيف تقيم الوضع العام لجمعيات “الفاتح” وجماهيرها؟
انتقدت أوضاعها مراراًَ، وتجمع الوطنية يعج بالشروخ، آخرها انشقاق ناجي العربي وعبدالعزيز الموسى، إضافة إلى جمع من الشباب منهم راشد الجاسم.
حين نتحدث عن الوحدة يجب أن لا نزايد، وأن نبحث عن رجالات البحرين الذين قدموا الواجب المطلوب منهم تجاه الوطن كما يجب. أما عن أدائها العام - وأعني جمعيات الفاتح - فهو ضعيف وغير مقنع.

- بعد مرور ثلاث سنوات من عمر الأزمة، كيف تقيم الوضع العام للحكومة؟
أداء لا يتوافق مع التوجيهات التي يوجه لها سمو رئيس الوزراء، فهنالك - مثالاً - وزراء لم يستخدموا إلا ما يقارب من 35 % فقط من الميزانيات المرصودة لوزاراتهم، فلماذا هذه المعاندة وهذا البخل بصرف المال بما فيه منفعة للناس؟ هذا من الجانب المادي.
أما الجانب الإداري فبعض الوزارات - كالصحة - مشبعة بالتسيب بالعمل والتجاوزات الإدارية، ولا يوجد هناك أي مؤشرات بأن الوضع سيتحسن بها أو يتطور.

- تعدى عدد الجمعيات والصناديق الخيرية بالبحرين المئتين، ما رأيك؟
الجمعيات ذات الطابع السياسي استغلت العمل الخيري لتمرير منهجهم الخاطئ وأجنداتهم الخاصة والفئوية، والأصل بكل البحرين إلا فيما ندر، وحين نتحدث عن 200 جمعية وصندوق، فما المبرر لها؟ وأين تأثيرها على الأرض؟
ولأن هذه الأذرع الخيرية تحت مظلة جمعيات سياسية فإن عملها الخيري مسيس ومحدود المنفعة للناس، ومنها ما هي طائفية النهج والمنهج 100 %.

- حالة الاكتئاب لدى المواطن بلغت ذروتها، وسط تعنت كل الأطراف وتشددها على مواقفها، ماذا بعد؟
الترميم لا يصلح، والترقيع لا ينفع، فالرقعة اتسعت على الواقع، وإنما لابد أن يكون هنالك جدية بتأسيس جيل قوي، ذي ولاء قوي، بمفهوم صحيح. مثالاً: وزارة التربية، بها مدرسون كانوا يسبون ويحرضون أثناء الأزمة، وقس على كثير من الوزارات التي بها من هددوا بالعصيان المدني، ولولا رد الفعل من المواطنين الشرفاء لشلت الدولة.
وزارة الصحة، عندما حدثت الأزمة تبين أنها وزارة حكومية طائفية 100 %، المنابر ماذا خرجنا منها غير التعبئة والتحريض.

- أنت من المتهمين بالتحريض؟
كذاب من يقول ذلك، هنالك فرق بمن يدعو الناس للتمسك بولي الأمر ولم الشمل وفق منهج الله وسنة نبيه، ومن يدعو بغير ذلك.

- ما رأيك بـ “داعش”؟
تيار ضال خارج عن الملة، ونرفض أن نتحمل مسؤولية سلوكياته، وأعني “داعش” وكل الفئات الضالة.

- ما رأيك بتلويح علي سلمان باللجوء للأمم المتحدة إن حلت جمعية “الوفاق”؟
يتلقى توجيهاته من الخارج.

- هل صحيح أن وزارة العدل تتعامل بازدواجية مع المنابر؟
صحيح.

- هل تتوقع دخول “الوفاق” للمجلس المقبل؟
نعم ستدخل. وأتوقع أن تزج بمرشحي ظِل لدرء الشبهات، وعليه فإن دخولي المجلس مجدداً مرهون بدخول “الوفاق”.

- ألا ترى أن تحركات “الوفاق” الإعلامية والميدانية تضفي انطباعات للعامة وللخارج بأنهم دولة داخل دولة؟
صحيح، والمؤشرات كثيرة وواضحة. ومحاولاتهم للبننة البحرين لن تجدي نفعاً.