+A
A-

نجحت في كسر هيمنة الرجل لقطاعات المصانع والإنشاء والتدريب

البلاد - إبراهيم النهام
ثمنت سيدة الأعمال الكويتية أبرار المسعود التجربة الناجحة للمجلس الأعلى للمرأة، موضحة أنها خطوة رائدة ومضافة ليس للمرأة البحرينية فحسب، بل الخليجية، مزيدة بأن “المرأة الخليجية” لديها من الحنكة والذكاء ما يمكنها من تحقيق النجاح، مع إلمامها للمفاهيم والعادات والتقاليد والقيم السائدة بالمجتمع، ولكنها تفتقر للمعاضدة من قبل الرجل، والتفهم قبل ذلك”.
وأوضحت في حوار أجرته معها “البلاد” بأن نجاح برنامجها الشهير (المبادر) والذي يستهدف تنمية الشباب ودعم قطاع الأعمال الصغيرة، شجعها لأن تنقل هذه التجربة للبحرين ولبقية دول الخليج، موضحة بأنه “برنامج يحتضن أفكار الشباب الذين يطمحون لدخول العمل التجاري وتحويلها لمراحل من الإنجاز والعمل والاستشارات والتدريب والتحكيم إلى مشروع قائم على الأرض”.
وأبدت السعيد تفاؤلها من قدرة المرأة الخليجية بالتطوير الإبداعي للمجالين التجاري والاستثماري، مزيدة بأن “لديها طاقات واسعة لتحقيق الكثير، لكنها تحتاج الثقة والحافز والتعليم لتمكينها من ذلك”. وفيما يلي نص اللقاء:
- أبرار المسعود، هل لك أن تقدمي نبذة عنك للسادة القراء؟
أبرار فيصل المسعود، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات المستقبل الكويتية للإعلام والاتصال وتكنولوجيا المعلومات، وتضم المجموعة كذلك شركة متخصصة بالاستشارات والتدريب لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة وإدارة الأعمال.
كما أترأس مشروع (المبادر) الرائد خليجياً والمعني بدعم القطاعات الشباب، والمشاريع الصغيرة على وجه التحديد، ولقد وفقنا بتصدير هذا المشروع لدول الخليج، ونتأمل أن يمتد للعالم العربي، والخارجي أيضاً.
وأشغل أيضاً منصب الأمين العام للملتقيات القيادية الحكومية لريادة الأعمال، المشاريع الصغيرة، وهو أول ملتقى من نوعه على مستوى العالم، وتم بالكويت.

- ما الحافز الذي دفعك كامرأة لدخول القطاع الاستثماري، وتشكيل هذه الشبكة الواسعة من العلاقات النافذة؟
لأنه يتطابق مع شخصيتي، وأنا لا أتفق بأن المرأة متساوية مع الرجل بالحياة، وأتفق بأنهما متساويان بالعمل، ولكن بالحياة لكل موضعه الصحيح والطبيعي والمناسب والذي يختلف جذرياً عن الآخر، ودخولي القطاع الخاص يرجع لأنني من أسرة تمتهن العمل التجاري على نطاق واسع ومنذ زمن بعيد، وبرأيي فإن المرأة قادرة على فرض حضورها بالعمل التجاري وتقديم الكثير لوطنها ولذاتها.
ومن الشواهد القائمة -على سبيل المثال- سيدة الأعمال الكويتية المعروفة شيخة البحر، وسيدة الأعمال الكويتية بدرية الملا، وهند القاسمي، وبالسعودية الكثيرات أيضاً.

- هل ترين بأن الثقافة الخليجية القائمة مهيأة لدخول المرأة العمل التجاري؟
في أغلب الدول نعم، وفيما يخص العقبات، فإن في مقدمتها أن موضع المرأة الصحيح أن تكون ربة بيت، وآخرون يرون أنها يجب أن تكون بمحيط من الدلال والرفاهية وبمعزل عن الانشغال بالأعمال، والتي هي واجب طبيعي على الرجل، أضف أن البعض لا يزال فاقدا للثقة بقدرة المرأة الخليجية على العمل، في حين يثقون - بشكل مناقض- بالمرأة العربية والأجنبية.
وأنا – في واقع الأمر- ضد هذا النهج؛ لأن المرأة الخليجية لديها من الحنكة والذكاء ما يمكنها على تحقيق النجاح، ناهيك عن إلمامها للمفاهيم والعادات والتقاليد والقيم السائدة بالمجتمع، قد تستعين بالخبرات العالمية، لكن المحور يكون بها هي وليس غيرها.

- إذا سألتك عن العقبات التي تعترض المرأة، بِمَ ستجيبين؟
في مقدمتها الزواج، وعليه فأنا أدأب دوماً لكي أقيم بين الحين والآخر برامج هادفة توضح للمرأة الخليجية كيف تنظم وقتها ما بين البيت والعمل؟
أضف أن ثقافة المجتمع خليجي لا تزال تنظر للمرأة بأن وجودها في مجال الأعمال -إن صح- فهو بمجال المكياج والأزياء والعطور أكثر من بقية المجالات الأخرى. وهي نظره خاطئة، فأنا على سبيل المثال اقتحمت مجالات التجارة التي يستحوذها الرجال كإدارة المصانع، والشركات الكبرى.

- ما أهم لحظات السعادة التي تعتريك؟
أكثر لحظات السعادة لي حين أساعد شابا خليجيا على تأسيس شركة أو بناء مصنع، أو تحقيق حلم تجاري يراوده، ولقد وفقت ومن خلال برنامج (المبادر) بتحقيق أحلام الكثير من الشباب الكويتي والخليجي معاً.

- حديثنا عن برنامج “المبادر”.
هو برنامج طموح لتنمية الشباب ودعم قطاع الأعمال الصغيرة، معنية بأخذ فكرة من الشباب الذين يطمحون لدخول العمل التجاري وتحويلها لمراحل من الإنجاز والعمل والاستشارات والتدريب والتحكيم إلى مشروع قائم، ويشمل ذلك تمويله وإعطاءه موقعا والميزانية اللازمة، إضافة لربطه مع المصادر التي يحتاجها في الوسط التجاري والجهات الحكومية، والعالمية أيضاً.
ووفقاً لما أسلفت، فبرنامج “المبادر” برنامج متكامل بدءا من الكويت العام الماضي والآن بصدد عمله في البحرين ودول الخليج العربي، وبحيث يكون تحت مظلة خليجية.

- ماذا ينقص المرأة الخليجية؟
الثقة بالنفس، والحل يكمن في التنمية البشرية والتطوير والتدريب، ومن خلال دعم الرجل نفسه، والذي هو العنصر الأساسي لدعم المرأة وزرع الثقة بنفسها.

- كيف نقنع الرجل؟
من خلال نشر الثقافة الصحيحة، وبتمكين المرأة لتكون إضافة للرجل نفسه، وإقناعه بأن يكون على قناعة وإيمان كاملين بقدرة المرأة وبالإمكانات التي تتواجد لديها.

- هل ترين بأن الأنظمة السياسية القائمة على وعي وقناعة بأهمية دور المرأة بريادة الأعمال؟
بالتأكيد، ولكن بعض الدول تحتاج الكثير من الوعي، بعكس الأخريات.

- وماذا عن الإعلام، هل تجدينه يؤدي الدور المنوط به؟
نعم، الإعلام مجتهد ونرى بمواقع إعلامية عدة وبشكل مستمر معاضدة وداعمة للمرأة ولبرامجها، حوارات خاصة بها، مؤتمرات، منتديات، بل إن الرجل أضحى يشكو اليوم من المظلومية، ونحن نرد عليه ونقول له: أخذت حيزا من النجاح، وآن الأوان للمرأة أن تأخذ دورها شريطة ألا تتعدى دور الرجل. قد يكون موازيا له، لكن لا يتعدى له.

- ما رأيك بتجربة المجلس الأعلى للمرأة في البحرين؟
تجربة ممتازة وحققت الكثير للمرأة البحرينية وبتوصيات جهات سامية، وهو مجلس ليس معنيا بالمرأة البحرينية فقط، بل الخليجية أيضاً، وأنا من الشخصيات التي تم دعوتها لحضور الفعاليات الخاصة بالمجلس.

- إلى جانب عملك التجاري، أنت امرأة متعددة الأنشطة، فمن خيالة لرماية إلى هاوية للقنص بالصقور وغيرها، من أين تأتين بالوقت؟
تنظيم الوقت هو الأهم هنا، فهناك العمل اليوم، وهناك الأهل والارتباطات الشخصية، وهناك السفر.

- هل ترين سيدات الأعمال الخليجيات على درجة وافرة من الوعي فيما يخص المسؤولية تجاه المجتمع؟
في الكويت، المرأة الكويتية قطعت شوطا كبيرا في مجالي العطاء والعمل التطوعي، وبناء عليه تجد بأنه وفي أغلب مشاريع النفع العام والعمل التطوعي الآن سيدات، وسيدات من كل الطبقات الاقتصادية والفئات المجتمعية، المرأة الكويتية حققت نجاحا كبيرا منذ زمن طويل، وأجد اليوم بأن هذه الثقافة الصحية أضحت متواجدة وبقوة في الكثير من المجتمعات الخليجية وبتفاوت معين.
وقد تكون الظروف الثقافية والعادات والتقاليد هي التي تحكم القناعات المرتبطة في السياق ذاته، وفي الوقت الذي كانت به الكويت سباقه في الانفتاح على المرأة والعالم.

- برأيك، ما الحل؟
الحل أن يكون هناك خط فاصل؛ لأن الرجل رجل، والمرأة مرأة، مع وضع الاعتبارية للمرأة بأن تؤدي دورها، ولابد للرجل أن يسعفها على تحقيق ذلك، بأن تحقق طموحها كامرأة عاملة، وأن يكون لها دور مؤثر بالعمل التطوعي، خصوصاً وأنها الشخص الأمثل للقيام بالعمل التطوعي.

- هل تجدين بأن المرأة لديها القدرة الإبداعية والتطويرية في ظل وجود ثقافة واسعة بأن روح التطوير والمبادرة سمة فطرية للرجل؟
المرأة لديها طاقات واسعة للإبداع والتطوير، لكنها تحتاج الثقة والحافز والتعليم؛ لتمكينها من ذلك، ناهيك عن أهمية دعم الرجل لها.

- هل ترين التطور في هذا الجانب بطيئا أم سريعا؟
بطيء، والحل يكمن في نشر الثقافة الصحيحة. ومثالاً على ذلك تتواجد اليوم برامج لتمكين المرأة، وهي برامج ليست لزجها بساحات العمل فقط، وإنما لنشر الوعي في كافة الدول الخليجية بأهمية المرأة وقدرتها على العمل.

- كيف تستطيع المرأة الخليجية بناء شخصيتها بالشكل الذي يمكنها من تسجيل حضورها المستحق؟
المرأة الخليجية -عموما- منبثقة من مجتمعات زاخرة بالعادات والتقاليد القيمة، ودائماً ما أشجع المرأة الخليجية بالتقيد بها، وكل ما تمسكت بها ستكون أكثر قدرة على الإبداع والتطوير، فأمهاتنا وجداتنا هن من بنين الرجال، أضف أن التفاؤل سمة يجب ألا تفارقها في ظل وجود التحديات القائمة.

- من خلال تجربتك، ما أهم الهوايات التي تنصحين بها المرأة لتطوير الجانب الإبداعي لها؟
الاطلاع بالدرجة الأولى، وأن يرتكز على التخصص والمجال الذي تجد نفسها فيه، وأن تكون متواكبة مع كل التطورات التي يشهدها هذا القطاع وبكل التفاصيل. والتعرف على جوانب القصور به، والتأمل بالجوانب القابلة للتطوير، والعوامل المساعدة لذلك.

- ألا ترين أن دخولك القطاع التجاري الدسم والذي يختص به الرجال عادة، كقطاع العقارات والمصانع الثقيلة والاستشارات والتدريب امر مستغرب؟
تضحك أبرار قبل أن تقول بثقة: وجدت أن المرأة عادة ما تتجه لقطاع الفساتين والمكياج وما في حكمها في ظل وجود حاجة ملحة لدخول قطاعات أخرى يحتاجها البلد، وتحتاجه التنمية بشكل ملحة، إضافة إلى حبي للتطوير ودخول المعترك التجاري الذي يصب بخزينة الاقتصاد الوطني مباشرة.