+A
A-

زيارات رئيس الوزراء... التحام القائد والشعب

البلاد - محرر الشؤون المحلية
في إطار ما تعانيه المجتمعات المعاصرة من فقر التواصل وضعف الترابط بين أبنائها، أتت المجالس المنتشرة في المملكة لتحافظ على خصوصية المجتمعات العربية في حرصها على التواصل بين أفرادها بما تمثله من ساحة حوارية تفتح المجال واسعا إلى خلق روح التفاهم والمحبة والإخاء بين المواطنين، ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل مثلت هذه المجالس خصوصا في بعض بلدان الخليج العربي وتحديدا المملكة آلية عملية للتواصل بين الحكومة والشعب، فكان هناك حرص كبير من جانب رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على التواجد المستمر في هذه المجالس؛ بهدف التواصل مع المواطنين والتعرف على ما يشغلهم؛ إدراكا من سموه بالدور الذي تقوم به هذه المجالس بما تشهده من حوارات وأحاديث وما يتبادل خلالها من أفكار ورؤى تعكس طموحات المواطنين وتطلعاتهم نحو المستقبل.
وشهدت مجالس هذا العام تواجدا مكثفا من جانب سمو الأمير خليفة في مثل هذه المجالس، وهو ما يؤكد مدى الحرص الذى يوليه القائد في التواصل مع شعبه ومواطنيه؛ للتعرف عن قرب على آرائهم ومشاكلهم الحياتية، والوقوف إلى جانبهم فيما يعانونه.
وهو ما يرسخ نهجا متميزا في كيفية إدارة الدول، ذلك النهج القائم على مبادئ وأسس عدة من أبرزها: الحرص المستمر على التواصل الدائم مع المواطنين حتى لا توجد ثمة فجوة بين القائد وشعبه قد يسثتمرها البعض في إثارة الضغينة بين الشعب ورئيسه كما تحاول بعض الجماعات الإرهابية، ولعل اللقاء الأسبوعي الذي يستقبل فيه سمو رئيس الوزراء لمختلف شرائح المواطنين للاستماع إلى آرائهم ومطالبهم يصب في الإطار ذاته، ثم تأتي هذه المجالس لتستكمل هذه الخطوة بصورة أكثر وضوحا.
وغني عن القول إن المتابع لنهج سمو الأمير خليفة بن سلمان في إدارة الدولة منذ أن تولى مقاليد المسؤولية، يدرك أن المناصب ليس تشريفا بقدر ما هي تكليف يتحمل تبعاتها وأعباءها رجال يقدرون حجم المسؤولية، ويعلمون أنها أمانة يجب أن تؤدى بحقها، ومن حقها أن يصغي القائد إلى شعبه صاحب الحق في السلطة، وهو مصدرها كما ينص على ذلك الدستور البحريني وتكفله القوانين كافة.
ومن هذا المنطلق، يأتى حرص الأمير خليفة بن سلمان على خلق آليات للتواصل المستمر مع المواطنين حتى يشعروا بأنهم موضع اهتمام القيادة وشغلهم الشاغل، لا كما يحاول البعض تصويرهم على أنهم يعيشون في أبراج عاجية لا يشعرون بمشكلات المواطنين وآلامهم، بل دائما نجده ملتحما مع شعبه ومتوصلا معه، يستمع إليه ويصغي إلى مطالبه، وفي الوقت ذاته، يشركه فيما يتخذه من قرارات وما ينتهجه من سياسات حتى تؤتي نتائجها وتجد من يتفاعل معها، بل ويحرص على تنفيدها طالما أنه شارك في وضعها. ولعل ما واجهته المملكة من أحداث مؤسفة خلال العام 2011، والتي أظهرت إلى أي مدى كانت الثقة المتبادلة بين الشعب وقائده هي العامل الأكثر أهمية في تجاوز الأزمة وعبورها.
خلاصة القول إن الإدارة بالمشاركة كنهج يتبناه سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان في إدارته المملكة منذ توليه المسؤولية قد أثبت نجاحه وجدواه، بل يعني أنه من أكثر أساليب الإدارة ملاءمة لمجتمعاتنا العربية التي تحتفظ بسمات مشتركة، شريطة أن يدرك المسؤول حينما يتبنى هذا النهج أن يجعل المشاركة واقعا عمليا، وليس مجرد وجاهة اجتماعية أو إعلامية، بل ما يفعله الأمير خليفة بن سلمان أن يجعل هذه المشاركة وما يدور فيها من طروحات ومقترحات هي لب سياسته وجوهرها.