موهبته مصدر إلهام للشباب وأغانيه علامة مسجلة في قلوبهم، استطاع الوصول إلى العالمية في زمن قياسي، إنه الفنان ماهر زين الذي يروي لموقع أم بي سي عن تجربته في التحوّل من الإلحاد إلى عالم الغناء الإسلامي، ويكشف عن سر شعبيته الكاسحة في مواقع التواصل الاجتماعي.

كيف تصف النمط الغنائي الذي تقوم بتأديته؟
تحتوي الأغاني التي أقوم بتقديمها على رسالة، فعندما التزمت كنت أعمل كموزع موسيقي في مجال الموسيقى، ثم قررت الابتعاد عن مجال الموسيقى تماماً وحدث ذلك فعلاً لفترة، بعد ذلك قابلت شبكة الإنتاج Awakening، وتعرفت عليهم، وكان ما كان بعد ذلك.
في ذلك الوقت خطرت على بالي فكرة أغنية Always Be There، وفكرت حينها في التعبير عن نفسي ووصف تجربتي في الالتزام والاهتداء إلى الطريق الصحيح عن طريق الموسيقى؛ كي يصل ما أشعر به إلى الشباب أمثالي. عندما تستمع لأغانيَّ ستجد تنوعاً في الموضوعات، فهي عن الإسلام وعن الله والرسول، ولكني أتحدث عن الإنسانية أيضاً والمشاعر والحب والقيم، كما قمت بتأدية أغنية للأم وأخرى للزوجة. تلك الأغاني تدور حول عدم الشعور بفقدان الأمل.

هناك من يرى بأنك والفنان سامي يوسف تتشابهان كثيراً في نوعية الأغاني التي تقومان بتأديتها؟
من الطبيعي أن تحدث مقارنة بيني وبين سامي يوسف، حيث إننا بدأنا في شركة الإنتاج نفسها، وهو فنان أكنّ له الكثير من الاحترام، إلا أن أغانيَّ مختلفة تماماً من حيث نوع الموسيقى والمواضيع، فعندما تستمع لألبوماتي ستجد أن معظمها ذات طابع غربي بخلاف الطابع الشرقي في أغاني سامي يوسف.

أنت لبناني ومقيم في السويد، لماذا تغني باللهجة المصرية، وهل لديك مشاريع للغناء بلهجات عربية أخرى؟
أغني باللغة العربية الفصيحة؛ لأنها الأقرب لي. أما بالنسبة للهجات، فليس عندي مشكلة في الغناء بها، وحالياً هناك مشاريع للغناء بلهجات أخرى مثل الخليجية.

درست هندسة طيران، لماذا دخلت عالم الغناء؟ هل ندمت على هذا القرار؟
لم أندم على هذا القرار، فالموسيقى هي شغفي، درست هندسة الطيران، حيث كان لديّ صديق يدرس هندسة الطيران وأعجبت بهذا المجال. خلال الدراسة الثانوية والجامعية كان عندي الكثير من الأصدقاء المولعين مثلي بالموسيقى، فكنا نلحن ونغني ونعزف سوياً في كل أوقات الفراغ، وبعد ذلك تطور حبي للموسيقى وممارستي لها، فتعرفت على بعض الأصدقاء الذين قدموني للمنتج Red One، وقبل ذلك كله، فأنا أحب الغناء منذ صغري، فوالدي كان فناناً واعتدت أن أحضر حفلاته، وأن أستمع إلى أغانية التي كانت دائماً جزءًا من حياتي.

تحقق كليباتك التي تنشرها على اليوتيوب شعبيةً كاسحةً، ما هو سر ذلك النجاح، وهل يعتبر عمل فيديو كليب لأغنية ملتزمة أصعب من الأغاني العاطفية؟
هذا فضل من الله عز وجل، سر ذلك النجاح هو أنها خالصة لله عز وجل، وتستخدم أحدث التقنيات والأساليب الفنية وتحترم عقل المشاهد، كما أنها لا تخدش الحياء ولا تتعارض مع قيمنا وتقاليدنا، وتستطيع الأسرة كلها بكبيرها وصغيرها أن تستمتع بمشاهدتها. أما عمل فيديو كليب لأغنية ملتزمة، فلا يكون صعباً، حيث إنه يعبّر عما بداخلنا من حب لله، لكنه يحتاج تفكيرا وإبداعا من طرف فريق العمل؛ لإيصال الفكرة وجذب المشاهد، إذ لا يعتمد على إثارة الغرائز مثل الكثير من الكليبات التي نراها على مختلف القنوات اليوم.

كيف تختار كلمات أغنياتك، وهل يساعدك كونك موّزعاً موسيقاً بالأساس في التألق بشكل أفضل مقارنةً بباقي الفنانين الذين لا يمتلكون مثل تلك المهارة؟
من المؤكد أن كوني موّزعاً موسيقياً يساعدني كثيراً، لكني لا أقوم بكتابة كل كلمات الأغاني. ما يحدث هو أنه في بعض الأحيان تأتيني فكرة لأغنية ما أو لحن كما حدث في أغنية Insha Allah بعدها نجلس معاً كفريق خاص بكتابة الأغاني والتلحين ونقوم بمناقشة تلك الأفكار للخروج بالأغنية كاملة، والتي تأتي ثمرة مجهود فريق كامل.

وصفت في أكثر من مقابلة لك بأنك تحولت مما يشبه الإلحاد إلى هذا الإبداع ذي الطابع الإسلامي، ماذا تنصح الشباب العربي ممن يعيشون ظروفاً كتلك التي عشتها قبل التزامك؟
لست مؤهلاً لإعطاء النصائح لأي أحد، لكن من تجربتي الشخصية أستطيع أن أقول إن على الإنسان أن يكون مخلصاً في البحث عن الحقيقة، وإذا كان مخلصاً ومتجرداً في البحث عنها، فسيجدها حتماً، لكن عندما يجد تلك الحقيقة أمامه هل سيتواضع ويضع غروره جانباً ويقبل الحقيقة كاملة دون أخذ جزء يراه مناسباً لهواه وترك جزء لا يعجبه؟ الحياة مليئة بالعلامات، بالآيات والعبر، لكن يجب علينا أن نفتح أعيننا؛ لكي نراها، وإذا رأيناها وفهمنا معناها علينا أن نتقبلها، وأن نعمل بمقتضاها. أنا أؤمن بأن كل شخص ولد بشيء ما يميزه، وهي هدية ومنحة من الله سبحانه وتعالى من هدايا كثيرة أنعم بها علينا، ولكن علينا اكتشاف تلك الموهبة والتعرّف عليها وتنميتها واستخدامها في الخير لا تسخيرها في الشر.