+A
A-

المحتوى الإلكتروني في العالم العربي “متخلف”

انطلقت أمس فعاليات منتدى المحتوى العربي على الإنترنت تحت رعاية الرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الإلكترونية محمد القائد وبمشاركة نخبة مميزة من المتحدثين المرموقين على المستويين المحلي والإقليمي.
خلال كلمته، أكد القائد ضرورة إعطاء أولوية لإثراء المحتوى العربي الرقمي، مع الأخذ في الاعتبار الاختلافات بين الإصدارات المطبوعة والإلكترونية من حيث المضمون وطريقة العرض.
وأشار القائد في كلمته إلى مجموعة من العوامل المشجعة على نجاح إثراء المحتوى المتمثلة في الاستفادة من عمليات الربط وغزارتها على الإنترنت مع استخدام الوسائط المساعدة والمساندة بالصور والفيديو؛ بهدف جذب واستقطاب المستفيدين.
وتطرق القائد إلى أهمية تحديث المحتوى الإلكتروني ومواكبته لآخر المستجدات بصورة مستدامة، مع الأخذ بعامل التخصصية في طرح الموضوعات إلى جانب وجود مراكز بحث داعمة لهذه المنتجات؛ لتبرز التوجهات الجديدة وليس مجرد نقل أو ترجمة، بل انفراد في طرح هذه الأفكار وتقديمها كخدمات ذات قيمة مضافة وتتمتع بالمصداقية، ومن المهم أيضاً أن تساندها خدمة البحث.
ولفت القائد إلى أهمية المحتوى العربي على الإنترنت، مشيراً إلى أن هيئة الحكومة الإلكترونية قامت بالمشاركة ودعم عدد من الجوائز المحلية والإقليمية كجائزة البحرين للمحتوى الإلكتروني وجوائز التميز على المستوى المحلي والخليجي، والجائزة العربية للمحتوى الإلكتروني بالتعاون مع القمة العالمية، وفيما يتعلق بالجانب البحثي، فقد قمنا بإنشاء المركز العربي للمحتوى الإلكتروني بالتعاون مع الأمم المتحدة وUNDP وأيضاً فيما يتعلق بوضع المعايير بالنسبة للجوائز، وسعينا كذلك بالنسبة لتطوير الكوادر وبناء القدرات.
وذكر من جهته الرئيس التنفيذي لشركة النديم لتقنية المعلومات الكاتب الصحافي عبيدلي العبيدلي أن المحتوى الإلكتروني ارتبط بالقيمة المضافة، وأن المعلومة ليس لها قيمة محددة، بل هي مرتبطة بقدرة من يستخدمها وقدرته على تحويلها إلى محتوى خامل أو دينامكي يتسم بالتفاعلية، وهو أمر يستحق الالتفاتة.
ومن جانبه، قال رئيس جمعية البحرين للإنترنت نواف عبدالرحمن أن صناعة المحتوى الإلكتروني أصبحت انعكاسا وامتدادا لثقافات الشعوب، لافتاً إلى أن جمعية البحرين للإنترنت أطلقت مبادرات لنشر الوعي وتطوير المحتوى الإلكتروني العربي بالتعاون مع جهات عدة أهمها هيئة الحكومة الإلكترونية وإدارة جائزة القمة العالمية للشباب (WSYA) والقمة العالمية (WSA)، وقد أطلقت الجمعية جائزة البحرين للمحتوى الإلكتروني، والتي تحظى برعاية كريمة من نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات، سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.
وبعد الكلمات الافتتاحية، قام الرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الإلكترونية محمد القائد بتكريم المتحدثين والمنظمين للمنتدى.
ويحمل منتدى المحتوى العربي على الإنترنت عنوان “الآفاق وخلق فرصة جديدة أمام التطور والاستثمار”، وهو من تنظيم شركة رفلكشنز ميديا بالشراكة مع جمعية البحرين للإنترنت، وجمعية البحرين لشركات التقنية، والجمعية الدولية للعلاقات العامة - فرع الخليج ونادي الإعلام الاجتماعي، وقد تناول المتحدثون خلال ثلاث جلسات للمنتدى عددا من المحاور المهمة تخللتها نقاشات بين المشاركين والمتحدثين.
وأعرب الرئيس التنفيذي لشركة رفلكشنز ميديا غسان فريجة عن اعتزازه بالشراكة مع هيئة الحكومة الإلكترونية، مشيداً بدعم الرئيس التنفيذي للهيئة محمد القائد، لمبادرات القطاع الخاص والتي تسهم في إحداث تطوير ملموس في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وتسهم تعزيز مكانة المملكة، مؤكداً أن الشركة ستطلق باقة من الفعاليات النوعية قريباً التي تسهم في إبراز مملكة البحرين كحاضنة للمبادرات الفاعلة في مجالات عدة.
وتحدث مدير الخدمات اللغوية والتعريب في شركة غوغل فائق عويس المتحدث الرئيس في المنتدى عن اللغة العربية والتعريب في جوجل والتحديات التي تواجه المحتوى العربي، ومنها عدم وجود قوانين تحمي حقوق الملكية الفكرية، وعدم القدرة على استثمار المحتوى، إلى جانب تحديات تقنية كتحويل الصور المنسوجة إلى نصوص قابلة للبحث أو تحويل النص إلى كلام، فضلاً عن عدم وجود سياسات ومعايير وقوانين تدعم المحتوى العربي.
أما المحررة الصحافية والمدربة والكاتبة رئيس تحرير مجلة أفلاطون الصغير الصحية صفاء كنج، فقد تحدثت عن تجربة التحول إلى النشر الإلكتروني في غياب وصفة جاهزة كما عبرت عنها، وهي عملية معقدة تستدعي تعدد الكفاءات.
وتطرقت مديرة تحرير موقع ومضة مايا رحال إلى تجارب رواد الأعمال واعتماد بعضهم على استخدام منصات “مزدحمة” تعتمد تفاعل الجمهور وما ينتجه وبالتالي يمثل مشكلة في إنتاج محتوى عربي إلكتروني، وأيضاً الترجمة تلعب دورا، ولكن تحتاج تدقيقا ومراجعة لإنتاج محتوى إلكتروني عربي وثري. ولفتت إلى أن ضعف مخرجات التعليم أسهم أيضاً في إنتاج محتوى أقل جودة إذا ما قورن بالمنتج باللغة الإنجليزية، والمحتوى العربي يحتاج إمكانات، وقالت “نحن بحاجة إلى إيجاد متخصصين في إنتاج محتوى إلكتروني عربي مع الاستفادة من المحتوى باللغات الأخرى”.
وتحدثت رئيسة قسم الخدمات الفنية بإدارة المكتبة الوطنية في مركز عيسى الثقافي منال القيسي عن اعتماد اللغة العربية في 18 ديسمبر العام 1973 ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المقررة في الجمعية العامة ولجانها الرئيسة باليونسكو.
ولفت إلى أن تعداد السكان العرب يبلغ 442 مليون نسمة، أي يشكلون ما نسبته 6 % من العالم، منهم 140 مليون مستخدم للإنترنت بصورة استهلاكية، أي لا يقدمون للمحتوى الإلكتروني إضافة نوعية، وذكرت أن هناك أسبابا لضعف المحتوى العربي منها الامتزاج والمخالطة مع اللغات الأجنبية واستخدام لهجات عامية ولغة “العربيزي”، فضلاً عن عدم دقة المعلومات في المحتوى العربي ولجوء الكثيرين إلى المواقع الإنجليزية.
وقال رئيس مجلس إدارة نادي الإعلام الاجتماعي علي سبكار في العرض الذي قدم ورقة حول المحتوى الرقمي في وسائل التواصل الاجتماعي أنه في العام 2014 هناك أكثر من 3 مليارات مستخدم للإنترنت 50 %، منهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، والذي بدورهم ينشرون وينتجون محتوى رقميا في الانترنت، ولكن للأسف المحتوى العربي يقدر بـ 3 % فقط من إجمالي المحتوى العالمي مع أن اللغة العربية هي سادس لغة عالمياً في وسائل التواصل الاجتماعي من حيث الانتشار.