+A
A-

خطة احترازية شاملة للتصدي إلى “الكورونا”

بدور المالكي من الجفير
كشف وزير الصحة صادق الشهابي عن الاتصالات اليومية المتكررة التي يجريها رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لمتابعة آخر التطورات والخطوات الاحترازية التي تقوم بها وزارة الصحة، لعدم حصول أي إصابات بفيروس “الكورونا “ في البحرين والاستعدادات والجاهزية لفريق العمل لمواجهة اي أنتشار للوباء.
وأكد أن “ذلك ينبع من حرص سموه واهتمامه بالمواطنين والمقيمين من خطر الاصابة، مثمنا المتابعة الكريمة والحرص الكبير، من قائد أمامه العديد من المسؤوليات العظام، ولكنه وضمن اولويات أهتمامه، فإن سموه يضع المواطنين البحرينيين ضمن أولويات اهتمامه”.
وقال إن “سموه يسأل بطريقة مهنية، من أجل تأمين كافة الاليات التي تحتاجها الوزارة والمختبر والمستشفيات والعاملين والفريق الاحترازي لدرء الخطر عن البحرين ومواطنيها وكل من يقيم على أرضها”.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الشهابي أمس، وحضره الوكيل المساعد للرعاية الصحية الاولية والصحة العامة مريم الجلاهمة، و رئيس قسم مكافحة الامراض عادل الصياد، ورئيسة مكافحة العدوى هدى الانصاري، ورئيسة مختبر الصحة العامة امجاد الغانم، وهدفت من خلاله إلى اطلاع كافة المواطنين والمقيمين على المستجدات بهذا الشأن وما اتخذته وزارة الصحة من إجراءات احترازية لمواجهة الفايروس ، وتسليط الضوء على هذا الفايروس والمستجدات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأنه.
واوضح الشهابي أنه ومنذ ظهور المرض في العام 2012م، بادرت وزارة الصحة بوضع خطة احترازية شاملة تشتمل على آلية الترصد وتحديد الحالات المشتبه بها وعزلها والفحوصات المطلوبة وآلية التحويل وما يجب اتخاذه من إجراءات واستندت هذه الخطة على توجيهات منظمة الصحة العالمية، وحتى تاريخه تم فحص ما يقارب 400 حالة مشتبه في إصابتها في مختبرات الصحة العامة، والتي تم استقبالها من جميع مستشفيات البحرين الحكومية والخاصة باستخدام أحدث وأدق التقنيات المخبرية المستعان بها من خلال التعاون مع مركز مكافحة الأمراض (CDC) ومنظمة الصحة العالمية، حيث أفضت جميع النتائج عن خلو أي حالة مرضية من الفيروس المشتبه به، علماً أن الفحص يشمل أخذ عينة من عمق البلعوم وتُعاد مرة ثانية في حال عدم استجابة المريض.
واعلن الوزير الشهابي عن اجتماع خليجي طارىء لوزراء الصحة لدول المجلس سيعقد الاسبوع المقبل وتحت ظل المكتب التنفيذي لوزراء الصحة لدول الخليج ، لمناقشة آخر تطورات المرض.
واشار الى ان “الوزارة تؤكد استعدادها على مختلف الأصعدة لمجابهة المرض، إذ إن جميع المواد اللوجستية والكوادر المؤهلة متوفرة لعمل كل التحاليل المخبرية والتشخيصية للمرض، هذا بالإضافة إلى وجود قنوات اتصال مع المختبرات العالمية والمرجعية في حالة الحاجة للتواصل معها للدعم التقني أو اللوجستي، مضيفا ان الوزارة قامت بإعادة إصدار تعاميم تذكيرية للعاملين الصحيين في المستشفيات الحكومية والخاصة حول كيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها، وأهمية تبليغ إدارة الصحة العامة بهذه الحالات”.
وحول فريضتي الحج والعمرة، اوضح الوزير “ان العمرة مستمرة يوميا ولم يكن هناك أي حالة إصابة، وكذلك فإن موسم الحج الماضي كان آمنا، ولاداعي للقلق من المواطنين في هذا الجانب، كما لم تردنا أي تعليمات خاصة من السلطات السعودية حول ذلك، غير أخذ التطعيمات اللازمة المعتاد أخذها سنوياً وهي تطعيم الإنفلونزا الموسمية والسحائي والتسمم. وفور ورود أي تعليمات سيتم تعميمها على جميع المراكز الصحية والمستشفيات وإبلاغ المواطنين والمقيمين الراغبين بأداء فريضة الحج لهذا العام عنها”.
واضاف ان الوزارة قامت بتوفير غرف العناية القصوى في حالة الحاجة لها حيث إن معظم الحالات التي تم تشخيصها في العالم كانت شديدة وتحتاج لهذا النوع من الرعاية بالإضافة الى وضع آلية لحصر وفحص ومتابعة المخالطين.
من جانبها، قالت الجلاهمة ان وزارة الصحة تتواصل مع منظمة الصحة العالمية، والمنظمات ذات الاختصاص ، لمتابعة لآخر مستجدات المرض، في دول الخليج والعالم، مشيرة الى ان الوزارة تقوم بتزويد منظمة الصحة العالمية بتقارير عن آخر تطورات المرض في البحرين، على الرغم من أن المنظمة تعد البحرين من الدول الامنة، وتشيد بخططها واستراتيجتها في التصدي للفيروس وبالفريق الاحترازي الذي شكلته الوزارة للتقصي ومتابعة الحالات ، مؤكدة ان دول الخليج لديها خطة خليجية موحدة لتصدي للفيروس.
وأوضحت الجلاهمة الى ان استعدادات الوزارة بدأت بمجرد الإعلان عن فايروس “الكرونا” في سبتمر 2012م من قبل منظمة الصحة العالمية، وخصوصاً مع تسجيل حالات في المنطقة اتخذت مملكة البحرين متمثلة في وزارة الصحة اجراءات تضمن التعامل مع الحالات المشتبه فيها كما هو معمول به في الدول المتقدمة والمبنية على الدلائل العلمية، فمن هذه الإجراءات الرئيسة هي تقوية نظام الترصد للأمراض التنفسية الحادة بمستشفيات المملكة الحكومية والخاصة التي قد تكون مؤشراً للمرض وغيره من الأمراض المستجدة الفتاكة، ومع تزايد الحالات التي سجلت مؤخراً في المنطقة فقد تم تنبيه جميع العاملين الصحيين المعنيين واطلاعهم على الوضع الوبائي للمرض عالميا وإقليميا ومحلياً. وتم أيضاً إعادة إصدار تعميم للعاملين في المستشفيات الحكومية والخاصة لإرشادهم عن كيفية الاشتباه بالحالات والتعامل معها وجمع العينات وإرسالها لمختبر الصحة العامة، وكذلك تعميم يبين قواعد مكافحة العدوى للعاملين الصحيين عند التعامل مع المرضى أو المشتبه بهم، كما تحرص الوزارة على التواصل مع الجمهور من خلال القنوات المختلفة لاطلاعهم على الوضع.
وفي رده على أسئلة الصحافيين أكد الصياد أن فيروس الكرونا هو سلالة من فيروسات الكرونا الذي لم يسبق التعرف عليه في البشر وهو أحد مجموعات فيروسات الكرونا التي تتراوح الإصابة بها في البشر بين نزلات البرد البسيطة إلى الالتهابات الرئوية الحادة ويختلف الفيروس الحالي عن فيروس السارس المكتشف عام 2003 بأنه لا ينتقل بسهولة بين البشر، وان مدة الحضانة الخاصة بالفيروس غير معروفة؛ ولكن فترة الحضانة للأنماط المعروفة لفيروس (كورونا) تتراوح بين اسبوع إلى عشرة أيام، وهي في الغالب لا تختلف عنها.
لابراهين
وحول طرق طرق العدوى بالفيروس، رد الصياد، بأنه وبناءً على المعلومات المحدودة المتوافرة حتى الآن، لا توجد براهين تحدد طريقة انتقاله من شخص إلى آخر؛ ولكن يحتمل أنها مشابهة لانتقال العدوى الموجودة في أنواع فيروس (الكرونا) الأخرى، مؤكدا ان الوزارة تسعى مع شركائها في المنظمات الدولية بما فيها منظمة الصحة العالمية إلى معرفة المزيد حول طرق انتقاله، بما في ذلك الانتقال عن طريق الحيوانات وتشمل طرق انتقال العدوى من أنواع (الكرونا) الأخرى المعروفة ، وهي اما الانتقال المباشر من خلال الرذاذ المتطاير من المريض أثناء الكحة أو العطس ، أو الانتقال غير المباشر من خلال لمس الأسطح والأدوات الملوثة بالفيروس، ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين، والمخالطة المباشرة للمصابين.