+A
A-

أردوغان يحذر من تنظيم احتجاجات عيد العمال في ميدان تقسيم

أنقرة - وكالات: حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من قيام أية تظاهرة بمناسبة الاول من مايو هذا العام في ساحة تقسيم في اسطنبول التي باتت ترمز الى احتجاجات يونيو 2013 المناهضة للحكومة، متوعدا بقمعها ان جرت.
وصرح اردوغان في البرلمان، موجها الحديث الى المجتمع المدني والنقابات التي تصر على التجمع في ساحة تقسيم للاحتفال بعيد العمال “لا تحلموا بساحة تقسيم (...) تظاهروا في اماكن اخرى في اسطنبول” مفتوحة للتظاهر.
وأضاف “لا مانع على الاطلاق من الاحتفال لكن ينبغي فعل ذلك في اماكن محددة مسبقا” متوعدا بأن الشرطة ستقمع كل تجمع “محظور” قد يثير برأيه الفوضى في المدينة.
وتابع رئيس الحكومة “لن نوافق على اي اصرار على التجمع” في تقسيم، مناشدا المنظمات والنقابات عدم تحدي الحظر وعدم اثارة “توتر مع الدولة”.
وأضاف “ينبغي الاحجام عن التصرف كطفل مدلل. لن نسمح ان تتحول الطرقات الى مسرح مواجهات. الشعب لا يريد ذلك”.
في العام الفائت ادت تظاهرات الاول من مايو الى مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين الذين حاولوا التوجه الى ساحة تقسيم بالرغم من منع السلطات ذلك.
وتسعى النقابات من خلال التظاهر في ساحة تقسيم الى احياء ذكرى تظاهرات مايو 1977 التي فتح خلالها مجهولون النار على الحشد ما ادى الى مقتل 33 شخصا. كما باتت ساحة تقسيم منذ الصيف الفائت رمزا لجبهة الاحتجاجات ضد “تسلط” النظام التركي الاسلامي المحافظ الحاكم منذ 2002.
وأدى مشروع عمراني حول حديقة عامة في الساحة الرمزية الى اشعال فتيل الوضع، ما دفع بملايين الاتراك الى التظاهر طوال ثلاثة اسابيع في مختلف انحاء البلاد.
الى ذلك، يعتزم أردوغان المرجح ترشحه الى الانتخابات الرئاسية في اغسطس المقبل القيام بحملة في دول اوروبية عدة لدى الناخبين الأتراك المقيمين في الخارج كما افادت اوساطه أمس الثلاثاء. وستجرى هذه الانتخابات للمرة الأولى وفق نظام الاقتراع المباشر، كما ستسجل ايضا سابقة اذ انها ستكون مفتوحة امام نحو 2,6 مليون تركي في سن التصويت يعيشون في الخارج، منهم 1,5 في المانيا وحدها.
وقبل القانون الجديد الذي تم التصويت عليه في 2012 بمبادرة الحكومة الاسلامية المحافظة، يصوت 5 الى 7 % فقط من هؤلاء الناخبين في مراكز الجمارك على الحدود التركية وفق الارقام التي اعلنتها السلطات الانتخابية.
وفي اطار جولته الانتخابية يعتزم اردوغان القيام أولا بزيارة مدن عدة في المانيا حيث تعيش جالية كبيرة من اصول تركية أو من حملة الجنسية التركية (3,4 ملايين) خصوصا في كولونيا كما أوضحت المصادر نفسها.
ويرغب رئيس الحكومة التركية التوجه بعد ذلك الى فرنسا وهولندا، البلدين اللذين تعيش فيهما ايضا جاليتان تركيتان كبيرتان. لكن لم تعلن بعد تواقيت هذه الزيارات بدقة.
وبالرغم من فضيحة الفساد المدوية التي كشفت في ديسمبر الماضي وتلطخه شخصيا مع مقربين منه، فاز حزب العدالة والتنمية الحكومي الذي يتزعمه في الانتخابات البلدية في 30 مارس الماضي بغالبية 45 % صوتا. ومع هذا الفوز يعتبر اردوغان المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 10 اغسطس وفق نظام الاقتراع المباشر للمرة الأولى. وستجرى دورة ثانية اذا لزم الأمر في 24 اغسطس.
وحتى الآن لم يعلن اردوغان رسميا ترشيحه الذي لا يعد موضع تشكيك.