+A
A-

شبهات أميركية باستخدام غاز سام مجددا في سوريا

عواصم ـ وكالات: أعلنت واشنطن أن لديها شبهات باستخدام مادة كيميائية صناعية في هجوم حصل أخيرا في سوريا واستهدف منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة، في وقت تواصل دمشق اخراج ترسانتها الكيميائية من البلاد، وغداة الإعلان عن موعد للانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان يفوز فيها مجددا الرئيس بشار الأسد. في حين انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي امس الثلاثاء الدعوة لانتخابات رئاسية سورية في يونيو معتبرا إياها خطوة تعيق حل الأزمة.
وقال العربي في بيان “هذه الخطوة من شأنها أن تعيق جهود إنضاج الحل السياسي التفاوضي المنشود للأزمة السورية”.
وأضاف أن الخطوة تعرقل الجهود العربية والدولية المبذولة لاستئناف مسار المفاوضات بين الحكومة والمعارضة.. حول تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تتولى مقاليد إدارة الأمور في سوريا تنفيذا للبنود الواردة في بيان مؤتمر جنيف 1. وقال العربي في البيان لا يمكن من الناحية العملية إجراء انتخابات رئاسية نزيهة وديمقراطية وذات مصداقية في ظل المأساة الإنسانية القاسية التي يعيشها أبناء الشعب السوري وما تشهده سوريا حاليا من تصعيد خطير في الأعمال العسكرية وأيضا في ظل وجود أكثر من ستة ملايين سوري يعانون من مآسي التشريد والنزوح واللجوء.
الى ذلك، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني “لدينا مؤشرات على ان مادة كيميائية صناعية سامة، هي على الارجح الكلور، استخدمت هذا الشهر في سوريا في بلدة كفرزيتا (محافظة حماة، وسط) التي تسيطر عليها المعارضة”.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد أورد في 12 ابريل الجاري ان طائرات النظام السوري قصفت بلدة كفرزيتا بـ “براميل متفجرة تسببت بدخان كثيف وبروائح ادت الى حالات تسمم واختناق”. واتهم ناشطون النظام باستخدام غاز الكلور في البراميل.
وقال كارني “نحن ننظر في المزاعم التي تقول إن الحكومة مسؤولة” عن تلك الهجمات.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد أعلن الأحد في مقابلة مع اذاعة “اوروبا 1” ان فرنسا تملك “بعض العناصر” التي تفيد عن استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية لكن من دون “ادلة” على ذلك.
وقتل مئات الأشخاص في اغسطس الماضي اثر هجوم كيميائي على ريف دمشق، اتهمت المعارضة السورية ودول غربية نظام بشار الاسد بتنفيذه. وكان لذلك الهجوم دور أساسي في التوصل لاحقا الى اتفاق روسي اميركي على ازالة الاسلحة الكيميائية السورية، رغم نفي دمشق مسؤوليتها عن الهجوم. وتلى الاتفاق صدور قرار بالمعنى نفسه عن مجلس الأمن، وأبعد الاتفاق شبح ضربة عسكرية على سوريا كانت الولايات المتحدة تهدد بها. والتزمت دمشق تدمير ترسانتها من الاسلحة الكيميائية قبل 30 يونيو المقبل.
وأعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان السلطات انهت حتى 14 ابريل نقل نحو ثلثي ترسانتها الكيميائية الى خارج أراضيها.
وأوضح الخبير حاميش دي بروتون غوردون من “سي أي او اوف سيكيور بيو”، المركز الاستشاري حول الأسلحة الكيميائية الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، لوكالة فرانس برس ان الكلور هو مادة كيميائية سامة، لكنه يستخدم كذلك على نطاق واسع في القطاع التجاري ولحاجات منزلية، لذلك لم يطلب من دمشق تسليم مخزونها من هذا الغاز. الا انه يشير الى ان استخدامه كسلاح، محظور بموجب معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية التي انضمت اليها سوريا العام الماضي.
وذكر دي بريتون غوردون ان اطلاق الغاز على كفرزيتا تم بواسطة المروحيات، مضيفا “انا واثق ان المعارضة لا تملك مروحيات”.
وتسبب النزاع المستمر في سوريا منذ اكثر من ثلاث سنوات بمقتل اكثر من 150 الف شخص، ونزوح ولجوء حوالي عشرة ملايين.
ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان الطيران المروحي قصف الثلاثاء “بالبراميل المتفجرة مناطق في محيط مخيم خان الشيح” في ريف دمشق، ونفذ تسع غارات على مناطق في بلدة المليحة ومحيطها في الغوطة الشرقية قرب دمشق، غداة يوم شهد قصفا وغارات متواصلة على البلدة.
في هذا الوقت، تستمر “الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والكتائب الاسلامية من جهة ثانية”، بحسب المرصد، في عدد من جبهات الغوطة التي تشهد تصعيدا منذ اسابيع.