+A
A-

بوتين يلوّح باللجوء إلى القوة ويحذر من “الهاوية”

ماريوبول/موسكو ـ رويترز: هاجم انفصاليون قاعدة للحرس الوطني الأوكراني وقالت كييف إن ثلاثة من المهاجمين قتلوا في أسوأ أعمال العنف حتى الآن منذ بدأ موالون لروسيا تمردا في شرق أوكرانيا قبل عشرة أيام وهي المسألة التي خيمت على محادثات أزمة تهدف إلى انهاء الصراع.
ووصل دبلوماسيون من أوكرانيا وروسيا ودول غربية لاجراء محادثات طارئة في سويسرا لكن الآمال ضئيلة في احراز أي تقدم على صعيد حل الأزمة التي شهدت سيطرة مقاتلين موالين لروسيا على مناطق بأكملها في أوكرانيا بينما نشرت موسكو عشرات الآلاف من الجنود على الحدود.
وأنهى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي سياسة دبلوماسية استمرت عشرات السنين بعد انتهاء الحرب الباردة عندما أعلن حق روسيا في التدخل في الدول المجاورة وضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية لبلاده.
واتهم بوتين السلطات في كييف بقيادة البلاد نحو الهاوية. وتخشى كييف من أن يستغل بوتين أي أعمال عنف كذريعة لغزو البلاد.
وقال بوتين في لقاء سنوي عبر التلفزيون يجيب فيه على أسئلة المواطنين بدلا من ادراك وجود شيء خاطئ في الحكومة الأوكرانية ومحاولة الحوار يطلقون المزيد من التهديدات باستخدام القوة... هذه جريمة خطيرة أخرى يرتكبها قادة كييف الحاليون.
وأضاف آمل أن يتمكنوا من إدراك حجم الهوة وحجم الهاوية التي تقبع فيها السلطات الحالية وتجر البلاد إليها. ووصف الاتهامات بأن هناك عملاء لروسيا في شرق أوكرانيا بأنها هراء.
وفي مقر الحرس الوطني في ماريوبول كانت هناك أدلة واضحة على تعرض المبنى لهجوم.
وأشار بوتين الواثق من نفسه إلى تفويض حصل عليه في مارس من مجلس الاتحاد الروسي باستخدام القوة في أوكرانيا لكنه قال إنه يفضل التفاوض. ومعظم أعضاء هذا المجلس معينون.
وقال مجلس الاتحاد منح الرئيس حق استخدام القوة العسكرية في أوكرانيا.أتمنى فعلا ألا أضطر لممارسة هذا الحق وأن يمكننا حل كل القضايا الملحة اليوم من خلال وسائل سياسية دبلوماسية.
وأضاف يجب أن نبذل كل جهد لمساعدة هؤلاء الناس (في شرق أوكرانيا) في الدفاع عن حقوقهم وتقرير مصيرهم بصورة مستقلة. هذا ما سنسعى اليه.
ولمح أيضا إلى تطلعات لمزيد من التوسع قائلا إنه يجب أن تتاح لشعب ترانسدنيستريا الفرصة لتقرير مصيره. وترانسدنيستريا اقليم انفصالي مؤيد لروسيا في مولدوفا وهي دولة سوفيتية سابقة أخرى.
وتوفر قوات روسية الحماية للاقليم منذ اوائل التسعينيات لكن موسكو تجاهلت في السابق اعلان الاقليم استقلاله عن مولدوفا. وعبر حلف شمال الأطلسي عن مخاوفه بشأن مخططات روسيا للاقليم منذ بدء الأزمة في شبه جزيرة القرم.
وسيطر مسلحون موالون لروسيا على مبان في نحو 10 بلدات في شرق أوكرانيا منذ بدء انتفاضهم في السادس من أبريل. وفي أكبر إقليم بالمنطقة أعلنوا استقلال جمهورية دونيتسك الشعبية.
وقال أولكسندر تيرتشينوف القائم بأعمال الرئيس الأوكراني امس إنه سيتم تسريح جميع أفراد لواء المظلات ومعاقبة من استسلموا.
وتوجه دول أوروبية والولايات المتحدة تهديدات لروسيا بفرض مزيد من العقوبات اذا لم تتخذ خطوات في اجتماع جنيف لاظهار انها ستعمل على وقف تصعيد الصراع في أوكرانيا على الرغم من أن مسؤولين يقولون إنهم لا يتوقعون تحقيق انفراجة.
وحتى الآن فشلت الدبلوماسية في مواكبة الأحداث على أرض الواقع مع سيطرة مؤيدي روسيا على بعض المناطق قبل أن تتمكن الدول الغربية من صياغة رد.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي. بي.اس.) مساء الأربعاء ما اقوله دوما انه في كل مرة تتخذ فيها روسيا مثل هذه الخطوات التي تنتهك سيادتها (أوكرانيا) ستكون هناك عواقب.
وقال بوتين إن الثقة بين روسيا وأمريكا مفقودة من قبل الأزمة الأوكرانية لكنه يريد عودة التعاون. واضاف إن هذا يتطلب من الولايات المتحدة أن تراعي مصالح الآخرين وأن تحترم القانون الدولي.
وأضاف فقدت الثقة إلى حد ما لكننا لا نعتقد أن اللوم يقع علينا... الولايات المتحدة يمكنها أن تتحرك في يوغوسلافيا والعراق وأفغانستان وليبيا لكن لا يسمح لروسيا بالدفاع عن مصالحها.